"بلا وطن".. لوحات تستمد قوتها من التراث العراقي

أعمال الألوسي ترتكز على التراث العراقي القديم وتقديم ملامح منه تظهر على سطح لوحاته بحيوية وحميمية.
الجمعة 2022/08/05
شخوص ترافق الألوسي في غربته

عمّان - يعرض الفنان العراقي شاكر الألوسي في غاليري الأورفلي بعمّان، نتاج أعماله الفنية خلال الفترة الماضية، في معرض تشكيلي بعنوان "بلا وطن". وتستمد أعمال الفنان المعروضة قوّتها من الارتكاز على التراث العراقي القديم، وتقديم ملامح منه عبر لوحات تستعيد طقوسًا تتعلّق بالمرأة والرجل والملابس والأزياء والعمارة والحكايات والممارسات الشعبية والأثاث وغيرها من مفردات تظهر على سطح اللوحة بحيوية وحميمية.

الفنان التشكيلي العراقي المقيم في عمان شاكر الألوسي تميز أيضا برسم جمال روح المرأة الشرقية والعراقية تحديدا وأبدع في توظيف التراث البغدادي في لوحة عصرية، كما أنه يتخصص في لون خاص من الرسم عرف بالمدرسة البغدادية. درس الألوسي وهو من مواليد آلوس عام 1962 الفن في كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد ونال درجة الماجستير في موضوع توظيف الفلكلور الشعبي في اللوحة التشكيلية المعاصرة في الوطن العربي.

◙ شاكر الألوسي يعرض لوحات تستعيد طقوسا تتعلّق بالمرأة والرجل والملابس والأزياء والعمارة والحكايات والممارسات الشعبية والأثاث

ولعل عنوان المعرض "بلا وطن" يشير إلى أن الوطن يعيش في قلب شاكر الألوسي أينما ارتحل، وهو إذا ترك وطنه لسبب أو لآخر فإنما يحمله معه في ذاكرته وقلبه ويعبّر عنه بمختلف أشكال التعبير التي يجيدها، وهذا ما كان للألوسي الذي غادر العراق في عام 2005 واستقر في الولايات المتحدة، ففي مرسمه بمدينة بالتيمور ظل العراق حاضرًا في كل تفصيلة وفي كل لون.

وتنوّعت لوحات الألوسي التي استخدم فيها مواد مختلفة، وتقنيات فنية متنوعة؛ أبرزها الكولاج واللصق على الأقمشة، وهذا ما منح لوحاته بُعدًا بصريًّا عميقًا؛ فالناظر إليها يشعر بنفور بعض الأجزاء فوق السطح كما لو أنها نحتٌ رقيقٌ على القماش، خاصة في تلك الأعمال التي يطالع بها المشاهد وجوهًا وأشكالًا تتحاور فيما بينها، فالنساء يجلسن وكأنهن صورة مقتطعة من مشهد حياتي حيوي، والألوان والأشكال المحيطة من الكؤوس والأواني والأباريق تبدو كما لو أنها تمتلك صوتًا مع إيقاع الألوان والخطوط المدروسة.

يذكر أن أول معرض شخصي أقامه الفنان شاكر الألوسي كان في بغداد في عام 1994 بعدها توالت المعارض الشخصية كما شارك في معارض مشتركة مع فنانين عراقيين داخل وخارج العراق.

ولعل أبرز ما يميّز أعمال الألوسي هو ما يحققه تواشج الخط مع اللون داخل اللوحة، حيث يظهر سطح اللوحة وقد تمّت تغطيته بلون واحد وتدرّجات منه، أو بلونين على الأكثر، ثم تبدأ الأشكال المرسومة على الخلفية في الظهور بخطوط انطباعية مرنة وعفوية، وهو ما يجعل من الأعمال تقارب المدرسة الوحشية من حيث العفوية والبساطة في رسم الشكل مع العناية بالضوء الذي ينبعث من داخل الشكل ثم ينتشر في باقي اللوحة بخفة، ويُحدث هذا تأثيرًا كبيرًا على المتلقي؛ إذ يختار الألوسي الألوان الترابية الغامقة والقوية التي تذكّر بأجواء الأساطير وحكايات ألف ليلة وليلة.

14