"بلا خريطة".. فيلم مشوق مقتبس من لعبة فيديو

طيار المارينز يحلق في رحلة مثيرة للفوز بكنز ماجلان.
الأحد 2022/05/01
مغامرة تقطع الأنفاس

الثنائيات المغامرة تتكرر في العديد من الأفلام من خلال تقديم الشخصية الرئيسية ومساند أو مكمل لها، وخاصة في أفلام المغامرات والحركة، ومن خلال ذلك يتم إيجاد شخصيات درامية يكمّل بعضها بعضا ويقع الاعتماد عليها في إنجاز الدراما الفيلمية كما فعل فيلم “بلا خريطة”.

"بلا خريطة" هو فيلم للمخرج الأميركي روبن فليتشر (مواليد 1974)، ويعتبر فيلمه الروائي الطويل السادس بالإضافة إلى الأفلام القصيرة والمسلسلات. وهو المخرج المعروف بالغرائبيات مثل أفلام الزومبي وفينوم التي يعرفها المهتمون بهذا النوع من السينما.

أما في هذا الفيلم فإن فليتشر يتجه إلى لعبة من ألعاب الفيديو قائمة على المغامرات وقطع الأنفاس، وقام بإعدادها للشاشة وكتابة السيناريو كل من راف جودكنس ومارك ووكر وجون روزينبيرغ.

صراع على الكنز

الفيلم يتفوق في رأي بعضهم على لعبة الفيديو التي اقتبس منها، فالمخرج قدم نسخة مشبعة بالمغامرات

في هذا الفيلم نتابع الشخصية الرئيسية فيكتور (الممثل مارك واهلبيرغ)، وهو طيار مروحية سابق في الجيش الأميركي وسبق أن حارب في العراق وأفغانستان، وها هو يسعى الآن لخوض مغامرة الوصول إلى مسار يخرج من خريطة ما بعد ماجلان وقد يفضي إلى العثور على أحد الكنوز التي لا تقدر بثمن.

 ولهذا يسعى فيكتور لاستقطاب الشاب ناثان (الممثل توم هولاند) للقيام بهذه المهمة التي سوف تنطلق من الولايات المتحدة لتنتقل إلى إسبانيا والفلبين وأماكن أخرى.

هذه المساحة المكانية الواسعة بين البلدان سوف تكون كافية لتقديم العديد من الشخصيات المغامرة التي ما تلبث أن تصطدم بشرطها الواقعي.

على أن شخصية ناثان الشاب المغامر نجدها في هذه الرحلة تكمل شخصية فيكتور، والاثنان من ذوي الخبرة، وهما يطاردان الكنز، خاصة وأن ناثان كان قد قام بتلك المغامرة مبكرا بصحبة شقيقه وانتهى به الأمر إلى العمل في أحد المقاهي الفخمة، وخلال ذلك لا يتوقف عن سرقة الأثرياء الذين يصادفهم.

ها نحن ننتقل إلى برشلونة حيث يجتمع الثنائي مع الفتاة كلوي (الممثلة صوفيا علي)، وكل ذلك في سياق البحث عن الكنز المخفي. وتسرق كلوي الصليب الأول وتقع صراعات بين الثنائي ناثان وفيكتور، لكن كلوي في النهاية تقرر أن تنضم إلى الإثنين للوصول إلى الخريطة ومن ثم الكنز.

في موازاة ذلك هنالك شخصية موكاندا (الممثل أنتونيو بانديراس) واختلافه مع والده بشأن تقسيم الثروة، وينتهي به الأمر إلى التعامل مع الثنائي من أجل الوصول إلى الكنز أيضا، ولكنه في ذات الوقت يستخدم الفتاة برادوك (الممثلة تاتي غابرييل) التي تمضي في العمل لصالح موكاندا ولمصلحتها أيضا في خوض مغامرة الخريطة الماجلانية والكنز المفقود.

وبعد سلسلة من المغامرات داخل الأقبية واستخدام مفاتيح سرية ننتهي إلى قرار موكاندو الذي يقضي بأن يستخدم فريقه طائرة لاستباق وصول الآخرين إلى منطقة الكنز، وهو يحفز مساعديه بإعطائهم حصة من الذهب، لكن ذلك لن يشفع له إذ تقوم برادوك بقتله على أمل أن تنفرد بالكنز.

غير أن التحول الدرامي في ذلك السباق لبلوغ خريطة الكنز سوف ينتهي بالثنائي فيكتور وناثان إلى الوصول إلى الفلبين، حيث أدركا أن الخريطة لا تحدد الكنز بدقة.

دراما مشوقة

 يكتشف فيكتور الموقع الحقيقي للكنز من خلال التلميحات التي تركتها بطاقات سام -شقيق ناثان- البريدية، لكنه يترك إحداثيات مزيفة لكلوي بعد الشك في إخلاصها لهما.

هنا سوف يبدأ فصل آخر من المغامرة والإبهار البصري من خلال العثور على سفينتي ماجلان، وها نحن مع فصل آخر من فصول ذلك التاريخ البعيد فيما طائرتان مروحيتان ضخمتان تجولان وينتهي الأمر بهما إلى انتشال السفينتين.

ويقود فيكتور إحدى طائرات الهليكوبتر من منطلق خبرته السابقة ضمن الجيش الأميركي في قيادة الطائرات المروحية، فيما تستقل برادوك المروحية الأخرى لكن ناثان -وللتخلص من برادوك ومرتزقتها- تطلق النار على المروحية الأخرى بأحد مدافع السفينة.

مع وصول الوحدات البحرية الفلبينية يفلت ناثان وفيكتور مع بضع قطع من الكنز بينما تُترك كلوي خاوية الوفاض.

في الواقع إنه نوع من الدراما المشوقة والمسلية التي عمد من خلالها المخرج إلى توظيف الكثير من مشاهد الخدع السينمائية التي احتلت مساحة مهمة من الفيلم وخاصة مشاهد حبس الأنفاس لطائرة الشحن وما قام به ناثان من مغامرات مخيفة تقع كلها مخالفة لقوانين الجاذبية الأرضية، حيث أن مجرد التشبث بحبل يجعل ناثان يكمل المغامرة.

وهنالك ما يعرف بمشاهد الكروما، وهي معلومة لجهة الخدع السينمائية وقد تم استخدامها بكثافة في هذا الفيلم لإضفاء المزيد من الجاذبية والتشويق. أما من الجهة الأخرى فقد كانت مرونة الممثلين -وخاصة كلوي وناثان وبرادوك- ملفتة للنظر، ومن ذلك مشهد هروب كلوي في برشلونة وملاحقتها من طرف ناثان على أسطح المباني.

وثمة رأي نقدي يقول إن الفيلم تفوق على لعبة الفيديو التي تم الاقتباس منها وإن المخرج جاء بنسخة مشبعة بالمغامرات واستخدم ممثليه بشكل ملفت للنظر، ليقدم في النهاية فيلما مميزا من أفلام الحركة والتشويق، كي يضاف ذلك أيضا إلى منجز الممثل المعروف مارك واهلبيرغ.

14