بكين لن تفاوض واشنطن تحت سيف التهديدات التجارية

الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة تتصاعد مع دخول الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة على سلع صينية بقيمة مئتي مليار دولار سنويا.
الأربعاء 2018/09/26
هجمات ترامب تفرض حسابات جديدة

بكين - أكدت الصين أمس أنه من المستحيل مواصلة المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة بينما “السيف مسلط على رقبتها” بعد دخول رسوم جمركية أميركية جديدة على سلع صينية بقيمة مئتي مليار دولار سنويا، حيز التنفيذ.

وتصاعدت الحرب التجارية بين البلدين مطلع الأسبوع مع دخول الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة التي تبلغ نسبتها 10 بالمئة على سلع صينية بقيمة مئتي مليار دولار سنويا. وهذه المواجهة المتواصلة بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم تثير قلق المحللين.

وقال نائب وزير التجارة الصيني، وانغ شوين، في مؤتمر صحافي إن “الولايات المتحدة اعتمدت للتو قيودا تجارية كبيرة جديدة. كيف يمكن إجراء مفاوضات والسيف مسلط على رقبتنا بهذا الشكل. لن تكون مفاوضات ومشاورات تجري في أجواء من الندية”.

وكانت بكين وعدت بالرد فورا عبر فرض رسوم تبلغ 5 أو 10 بالمئة على منتجات أميركية بقيمة 60 مليار دولار سنويا، ومع ذلك أبدت استعدادها لاستئناف مفاوضات التجارة مع واشنطن إذا كانت هذه المحادثات “قائمة على الاحترام المتبادل والمساواة”.

وقال ممثل التجارة الدولية الصيني، فو تسي ينغ، بالمؤتمر الصحافي نفسه، إن “الولايات المتحدة ستربح أكثر من التجارة الصينية الأميركية”.

وانغ شوين: استمرار المفاوضات في ظل الإجراءات الأميركية المتصاعدة ليس ممكنا
وانغ شوين: استمرار المفاوضات في ظل الإجراءات الأميركية المتصاعدة ليس ممكنا

وأضاف فو، الذي يشغل أيضا منصب نائب وزير التجارة، أنه بينما تحقق الصين فائضا في التجارة مع الولايات المتحدة فإن الأخيرة تحقق فائض أرباح مع الصين.

ويسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ أشهر إلى دفع الصين إلى إنهاء الممارسات التجارية التي يعتبرها غير نزيهة. وهو ينتقد خصوصا إلزام الشركات الأميركية، مقابل دخولها أسواق الصين، تقاسم معرفتها مع شركاء محليين، معتبرة ذلك “سرقة” للملكية الفكرية.

ولكن عدة شركات أميركية ترفض ذلك الأسلوب للحد من الجموح التجاري الصيني لأنه سيحدث مشاكل كبيرة قد تتواصل لسنوات أخرى.

ونسبت وكالة بلومبيرغ الاقتصادية للرئيس التنفيذي لمجموعة جيه.بي مورغان تشيس المصرفية الأميركية، جيمي ديمون قوله إن “الرئيس الأميركي دونالد ترامب على حق في اهتمامه بملف التجارة مع الصين، لكنه أخطأ باللجوء إلى الرسوم الجمركية لمعالجة العجز التجاري الكبير لأميركا مع الصين”.

وأوضح أن عملية الإنقاذ التي قامت بها الحكومة الأميركية للعديد من المؤسسات والبنوك الأميركية في البلاد خلال الأزمة المالية التي تفجرت خريف 2008 ستظل غصة في حلق دافعي الضرائب الأميركيين لمدة ربع قرن، على الأقل.

وعقد البلدان عددا من اللقاءات لتسوية خلافاتهما. ويعود آخر هذه الاجتماعات إلى أغسطس الماضي عندما توجه نائب وزير التجارة الصيني وانغ شوين إلى واشنطن.

وأجرى وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين اتصالات مع نظرائه الصينيين لاستئناف المفاوضات الثنائية حول الخلافات التجارية. لكن الرسوم الجمركية الجديدة قوضت هذه المبادرة على ما يبدو.

وقال شوين إن “هذه المشاورات أسفرت عن تفاهمات عديدة حتى كانت موضوع بيان مشترك. لكن الولايات المتحدة رفضت هذا التفاهم واتخذت إجراءات تجارية تقييدية. في هذه الأجواء استمرار المفاوضات ليس ممكنا”.

وشهدت الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة تصعيدا منذ بداية الصيف مع تجاهل ترامب التحذيرات العديدة من المخاطر على الشركات الأميركية والنمو العالمي.

وآخر تحرك أطلق ضد بكين يتعلق بأكثر من 250 مليار دولار من البضائع الصينية التي تشملها الرسوم الجديدة. ويمثل ذلك نصف الصادرات السنوية للصين إلى الولايات المتحدة.

وردت الدولة الآسيوية العملاقة على كل من هذه الإجراءات ورفعت الرسوم الجمركية على ما تبلغ قيمته 110 مليارات دولار من الواردات الأميركية.

10