بكين تدعو من القاهرة إلى مؤتمر سلام واسع النطاق بشأن غزة

القاهرة - قال وزير خارجية الصين وانغ يي إن الحرب في غزة مستمرة في التصاعد وإن الصين تدعو إلى عقد مؤتمر سلام دولي أوسع نطاقا وأكثر موثوقية وفعالية ووضع جدول زمني ملموس لتنفيذ حل الدولتين، في وقت تواصل إسرائيل غاراتها الجوية على وسط القطاع وجنوبه.
وأدلى وانغ بهذه التصريحات للصحافيين بعد محادثات مع وزير الخارجية المصري سامح شكري في القاهرة حيث جرى تبادل وجهات النظر بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس وفقا لبيان صادر عن وزارة الخارجية الصينية.
ويقوم وانغ بجولة تشمل مصر وتونس وتوغو وساحل العاج وتختتم الخميس.
وبعد محادثات مع نظيره المصري سامح شكري، قال وانغ إن الصراع في غزة "يتسبب في خسائر فادحة في صفوف المدنيين الأبرياء ويؤدي إلى كوارث إنسانية خطيرة واتساع نطاق الآثار السلبية على نحو سريع"، بحسب بيان وزارة الخارجية الصينية.
وقال وانغ إن البنية التحتية في قطاع غزة دمرت بالكامل وإن الملايين يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة. وأوضح أن الصين قررت تقديم دفعة ثالثة من المساعدات الإنسانية الطارئة لسكان القطاع.
وأضاف وانغ أنه يتعين على المجتمع الدولي أن يستمع بعناية إلى المخاوف المشروعة لدول في المنطقة "ويجب أن يكون الحكم في غزة في المستقبل خطوة مهمة نحو حل الدولتين".
وتحجم الصين منذ بداية الأعمال العدائية في أكتوبر عن إدانة حماس، لكنها تؤكد أنها تعارض الأعمال التي تلحق الضرر بالمدنيين وتسعى إلى وقف التصعيد وحل الدولتين.
وفي محادثات منفصلة مع أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، اتفق الاثنان على أنه يتعين على المجتمع الدولي أن يتخذ إجراءات لتهدئة الوضع وتحقيق وقف لإطلاق النار في أقرب وقت ممكن.
وأكد وانغ وأبوالغيط في بيان مشترك نشرته وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) في وقت متأخر الأحد أنه " يجب على الدول التي لها تأثير، على وجه الخصوص، أن تؤدي دورا موضوعيا وغير متحيز وبناء في هذا الصدد".
وشدد الجانبان على أن حل الدولتين يظل الأساس "لأي ترتيبات مستقبلية تتعلق بمصير الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية".
وميدانيا، يواصل الجيش الإسرائيلي قصف أهدافاً في جنوب ووسط قطاع غزة، فقد أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس في غزة، صباح الاثنين، مقتل أكثر من 60 فلسطينياً في غارات إسرائيلية استهدفت ليلاً أنحاء مختلفة من القطاع.
وأشارت الوزارة إلى سقوط "اكثر من 60 شهيدا وعشرات الإصابان" في "مجازر جديدة ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي" وقصف مدفعي على أنحاء قطاع غزة.
وأوضح المصدر نفسه أنّ الغارات استهدفت مدينتي خان يونس ورفح الجنوبيتين ومناطق محيطة بمدينة غزة.
ولفت إلى أنّ الضربات استهدفت خصوصا مستشفيين ومدرسة للفتيات و"عشرات" المنازل.
وتعرضت المستشفيات المحميّة بموجب القانون الدولي الإنساني لقصف إسرائيلي بشكل متكرر في غزة منذ اندلاع الحرب.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن لدى حماس أنفاقا تحت المستشفيات ويتّهمها باستخدام المنشآت الطبية كمراكز قيادة، وهو ما تنفيه الحركة.
واندلعت الحرب في غزة إثر هجوم شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر وخلّف نحو 1140 قتيلاً، معظمهم من المدنيين، حسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية.
واحتُجز نحو 250 شخصا رهائن خلال الهجوم، كما تقول اسرائيل التي تؤكد أن 132 منهم ما زالوا في غزة. وتأكد مقتل 25 منهم.
وردا على الهجوم توعدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس، وتشن منذ ذلك الحين حملة قصف مدمرة وهجوما بريا. وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس الأحد ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 23968 قتيلا و60582 جريحا، معظمهم من النساء والأطفال.