بكين تجذب الشركات لمعسكرها في الحرب التجارية

بكين - عززت الصين محاولاتها لكسب الشركات الأجنبية الكبرى في معركتها التجارية مع الولايات المتحدة، في ظل تزايد تذمر الشركات وبضمنها الأميركية من الأضرار الناجمة عن تصعيد حروب الرسوم الجمركية.
ووعد رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ بفتح الأسواق الصينية أكثر أمام الشركات المتعددة الجنسيات، في وقت تستعد فيه بكين لنشر قائمة سوداء للشركات الأجنبية “غير الموثوقة” ردا على إجراءات واشنطن وخاصة الحظر الذي فرضته على شركة هواوي.
وقال لممثلي عدد من الشركات العالمية الكبرى لدى استقبالهم في قصر الشعب، مقر البرلمان الصيني في بكين، “قدمتم للصين تمويلا وتكنولوجيا وطريقة جديدة في التفكير… بالطبع، جنيتم في الوقت نفسه فوائد في السوق التجارية الصينية الواسعة”.
وأكد رئيس الوزراء أن بكين ستواصل انفتاحها وستقوم “بتيسير وصول الشركات الأجنبية إلى المزيد من المجالات من أجل إيجاد بيئة تجارية ذات طابع دولي، تتمحور حول السوق وتقوم على القانون”. وضم الوفد الذي التقى برئيس الوزراء الصيني 19 شركة متعددة الجنسيات بينها شركتا السيارات فولكسفاغن ومرسيدس بنز وشركة الاتصالات نوكيا.
وفي ظل التنافس التجاري والتكنولوجي الشديد مع الولايات المتحدة، أعلنت بكين الشهر الماضي عن وضع قائمة سوداء للشركات الأجنبية “غير الموثوقة”، لكنها لم تكشف أي تفاصيل عنها حتى الآن.
وتخشى شركات أميركية مثل أبل من أن تصبح ضحية لرد انتقامي من بكين بسبب الحظر على هواوي، وقد بدأت بالفعل بدراسة تقليل اعتمادها الشديد على التصنيع والتجميع داخل الصين.
في هذه الأثناء تصاعد تذمر الشركات الأميركية من آثار الحرب التجارية. وأعلنت شركات مايكروسوفت وإنتل وديل وأتش.بي معارضتها لاقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إدراج الكمبيوتر المحمول والأجهزة اللوحية بين البضائع الصينية المستهدفة بالرسوم الجمركية.
وقالت مايكروسوفت وديل وأتش.بي، التي تمثل مجتمعة نحو 52 بالمئة من أجهزة الكمبيوتر المحمول والأجهزة اللوحية التي تباع في الولايات المتحدة، إن التعريفات المقترحة ستزيد من تكلفة أجهزة الكمبيوتر المحمول في البلاد.
وقالت هذه الشركات الأربع في بيان مشترك نُشر على الإنترنت: إن هذه الخطوة ستضر المستهلكين والصناعة، ولن تعالج الممارسات التجارية الصينية، التي يسعى مكتب إدارة ترامب للممثل التجاري للولايات المتحدة إلى علاجها.
وأشارت إلى دراسة حديثة أجرتها جمعية التكنولوجيا الاستهلاكية الأميركية، التي أكدت أن تطبيق الرسوم المقترحة سيزيد من أسعار الأجهزة اللوحية والكمبيوتر المحمول في الولايات المتحدة بنسبة لا تقل عن 19 بالمئة.
وأضافت الشركات أن زيادة الأسعار بهذا الحجم ستجعل تلك الأجهزة بعيدة عن متناول المستهلكين من ذوي الدخل المحدود، خاصة أن ارتفاع الأسعار سيحدث خلال ذروة العطلات ومواسم العودة إلى المدرسة.
وكان الممثل التجاري الأميركي قد بدأ مناقشات مع تجار التجزئة الأميركيين والشركات المصنعة بشأن خطة ترامب الرامية لفرض مزيد من الرسوم الجمركية على السلع الصينية بقيمة 300 دولار أميركي. وتنتهي المشاورات في 25 يونيو الجاري بشأن الرسوم الجمركية، التي من المقترح أن تدخل حيز التنفيذ في 2 يوليو المقبل.