بغداد وواشنطن تؤكدان استمرار خطورة داعش وأهمية الشراكة في محاربته

وزيرا الخارجية العراقي والأميركي يبحثان ترتيب اجتماع لجنة التنسيق العليا والزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة محمد شياع السوداني إلى واشنطن.
الأربعاء 2024/03/27
حسين وبلينكن يتطرقان لتطورات العلاقات العراقية بدول الخليج وخصوصا الكويت

واشنطن – أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ونظيره العراقي فؤاد حسين، الثلاثاء، عزم بلديهما مواصلة الشراكة في محاربة تنظيم داعش، وأشارا إلى أن التنظيم الإرهابي "لا يزال يشكل تهديدا حقيقيا".

وقال بلينكن قبيل الدخول إلى قاعة الاجتماعات في وزارة الخارجية "على الرغم من العمل الجيد الذي قمنا به على مر السنين في التعامل مع هذا التهديد، إلا أن الهجوم المروع الذي وقع قرب موسكو قبل أيام يذكرنا بأن داعش لا يزال قوة علينا أن نستمر في التعامل معها".

ولفت إلى أن ما حدث في موسكو تذكير "مؤسف للغاية بأنه يجب علينا مواصلة محاربة داعش والتأكد من عدم ظهوره مرة أخرى".

وقُتل 139 شخصا في هجوم دموي وقع، الجمعة، في موسكو، تبناه تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان في أفغانستان، جارة طاجيكستان التي تمدّ تنظيم الدولة الإسلامية بالمقاتلين على الدوام، فيما شككت موسكو في ذلك واتهمت أوكرانيا بالوقوف وراء التخطيط لتلك العملية في خضم الحرب الدائرة بينهما منذ فبراير 2022.

وأفاد جهاز الأمن الفيدرالي الروسي في بيان، باعتقال 11 شخصا بينهم 4 إرهابيين متورطين بشكل مباشر في الهجوم، وأن الجهود مستمرة للتعرف على المتواطئين معهم.

ومن جانبه، قال وزير الخارجية العراقي "من دواعي سروري أن أكون هنا وأن أجري مناقشات حول مواضيع مختلفة تتعلق بعلاقاتنا الثنائية".

وتابع "لقد كنا شركاء في القتال ضد داعش، وسنبقى شركاء في هذه المعركة"، مشيرا إلى أن مواصلة القتال ضد الإرهاب "هو واجبنا، وقد قمنا بعمل رائع بهزيمة ما يسمى بدولة داعش الإرهابية".

وفي سياق حديثه، نوه حسين بالشراكة الاقتصادية بين واشنطن وبغداد، وقال "يسعدني جدًا أن أكون هنا لإجراء مناقشات مع مختلف المسؤولين في هذا الشأن، وسنعمل معًا لمواصلة شراكتنا في مختلف المجالات".

إلى ذلك، كشف حسين أنه سيناقش مع بلينكن، الوضع في الشرق الأوسط والتوتر هناك، وقال "سنعمل معا أيضا لتقليل التوتر في تلك المنطقة".

ووفق بيان للخارجية الأميركية، يأتي اللقاء تحضيرا لاجتماع لجنة التنسيق العليا بين واشنطن وبغداد، والزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، إلى واشنطن، حيث سيلتقي بالرئيس الأميركي، جو بايدن.

وقال بلينكن في الصدد "نحن نتطلع إلى زيارة السوداني لرؤية الرئيس بايدن في غضون أسابيع قليلة".

وأضاف أن لجنة التنسيق العليا بين البلدين "تعد جزءا مهما من اتفاقية الإطار الاستراتيجي التي توجه العلاقة الشاملة بين العراق والولايات المتحدة".

وتابع "شراكتنا تشمل العديد من القضايا التي لها تأثير مباشر على حياة العراقيين وكذلك الأميركيين.. كل شيء، من المياه إلى الطاقة إلى البيئة إلى الخدمات".

وكشف أن الإدارة الأميركية "تتطلع بشدة" إلى التحضير لذلك الاجتماع (لجنة التنسيق) وكذلك التعامل مع بعض التحديات المباشرة التي تواجه البلدين.

وقال "يشكل العراق بالنسبة لنا شريكا مهما وبالغ الأهمية لاستقرار المنطقة".

ووفقا لبيان الخارجية العراقية، صدر، ليل الثلاثاء، فإنّ الجانبين "تبادلا كلمات الترحيب والمجاملة، وأن حسين وقبيل انطلاق الاجتماع أكد ترحيب الوزير بلينكن بهذه الزيارة، معبراً عن تطلعه إلى زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى واشنطن للقاء الرئيس (جو) بايدن في الأسابيع القادمة".

وأضاف حسين أنه "عقد اجتماع لجنة التنسيق العليا التي تعد جزءاً مهماً من اتفاق الإطار الاستراتيجي التي توجه العلاقة الشاملة بين البلدين"، مؤكداً أنّ "العراق شريك مهم وبالغ الأهمية لاستقرار المنطقة.. داعش لا يزال يشكّل تهديداً حقيقياً، حيث إن الهجوم الذي وقع في موسكو قبل بضعة أيام يذكر بأن هذا التنظيم لا يزال قوة فعالة محتملة، علينا أن نستمر في التعامل معها".

وناقش الجانبان، بحسب البيان، "مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين"، ومنها "دور التحالف الدولي لمحاربة داعش، وتقييم الأوضاع في سوريا، والتعامل مع مخيم الهول، وأهمية استمرار أعمال اللجنة العسكرية العليا (HMC) مع التأكيد على أهمية الجهود المشتركة لمحاربة تنظيم داعش وبناء قدرات القوات العراقية".

وتطرقت المباحثات، وفق البيان، إلى "تطورات العلاقات العراقية بدول الخليج وبشكل خاص العلاقات العراقية الكويتية، وأهمية الحفاظ على علاقات متميزة بين البلدين"، كما وتمت مناقشة زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي جو بايدن خلال شهر أبريل المقبل، وفقاً للبيان.

وفي فبراير 2023، شارك وفد من العراق بقياد فؤاد حسين ووفد الولايات المتحدة بقيادة بلينكن في ترأس أول اجتماع للجنة التنسيق العليا بموجب اتفاق الإطار الاستراتيجي لعلاقة الصداقة والتعاون بين الولايات المتحدة والعراق المبرم في العام 2008.

وأعاد الوفدان وقتها، التأكيد على عزمهما ترسيخ العلاقات الاستراتيجية عبر مجموعة كاملة من القضايا الثنائية من أجل مصالحهما الوطنية ومصلحتهما المشتركة في الاستقرار الإقليمي.

ومن المفترض أن يزور رئيس الوزراء العراقي البيت الأبيض، في 15 أبريل المقبل، ويلتقي الرئيس الأميركي جو بايدن، في أول زيارة للسوداني إلى الولايات المتحدة منذ تسلمه منصبه في أكتوبر 2022.

وتأتي الزيارة بعد فصول عديدة من التوتر بين واشنطن وبغداد التي تطالب بإنهاء مهمة التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية.

ومنذ منتصف أكتوبر، وعلى خلفية الحرب الدائرة في غزة بين اسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، استهدفت الفصائل الموالية لإيران بعدّة هجمات بالصواريخ وبالطائرات المسيرة القوات الأميركية المتمركزة في العراق وسوريا في إطار التحالف الدولي.

ورداً على ذلك، شنّت واشنطن سلسلة هجمات ضدّ هذه الفصائل، كان آخرها في بغداد وأدت إلى مقتل قيادي في فصيل موالٍ لإيران.

وتنشر الولايات المتحدة نحو 900 جندي في سوريا و2500 في العراق المجاور في إطار التحالف الدولي الذي أنشأه الأميركيون في العام 2014 لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية.

وشنّت واشنطن حملة من الردود على مقتل ثلاثة جنود أميركيين بضربة في الأردن قرب الحدود مع سوريا في هجوم أواخر يناير نسب إلى فصائل موالية لإيران.

وكجزء من هذا الرد، شنّت واشنطن مطلع فبراير ضربة بطائرة مسيرة في بغداد أدت إلى مقتل القيادي في كتائب حزب الله أبوباقر الساعدي.

لكن الأسابيع الأخيرة شهدت هدوءاً نسبياً بين الطرفين، فيما استأنفت واشنطن وبغداد منتصف فبراير المفاوضات الهادفة إلى مناقشة مستقبل قوات التحالف الدولي في العراق.

وقد أفضت الجولة الأولى للحوار الثنائي، التي عقدت في بغداد في 27 يناير الفائت، إلى اتفاق على تشكيل لجنة عسكرية مشتركة لمراجعة مهمة التحالف وإنهائها والانتقال إلى علاقات أمنية ثنائية.

وتأمل السلطات العراقية بالحصول على جدول زمني بشأن خفض تدريجي لوجود القوات الأجنبية على الأراضي العراقية.

وجاءت المحادثات بسبب ضغوطات تعرضت لها حكومة السوداني من قبل الفصائل المسلحة العراقية الحليفة لإيران والجهات السياسية المرتبطة بها، إذ طالبت بإخراج قوات التحالف الدولي من العراق، إثر تنفيذ واشنطن ضربات انتقامية في العراق أسفرت عن مقتل قيادات بارزة في تلك الفصائل.

ولطهران الشريكة التجارية الهامة لبغداد، نفوذ سياسي قوي في العراق. ويدعم شركاؤها من أحزاب وفصائل، الحكومة الحالية ولديهم الغالبية في البرلمان.