بغداد وطهران تتبادلان رفات جنود سقطوا في الحرب العراقية - الإيرانية

اللجنة الدولية للصليب الأحمر تشرف على إعادة رفات 11 جنديّا عراقيا و20 جنديا إيرانيا إلى بلديهما عند منفذ الشلامجة الحدودي.
الأربعاء 2021/10/06
الآلاف من العوائل تجهل مصير أبنائها بعد ثلاثين عاما على الحرب

بغداد - أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأربعاء أن العراق وإيران تبادلا رفات 31 جنديا من كلا البلدين عبر منفذ الشلامجة الحدودي.

وقالت اللجنة في بيان صدر عنها، إنها "أشرفت على إعادة رفات 11 جنديّا عراقيا و20 جنديّا إيرانيا إلى بلديهما عند منفذ الشلامجة الحدودي قرب مدينة البصرة جنوب العراق".

وأضافت أن "أكثر من 30 عاما مرّت على انتهاء النزاع المسلح بين العراق وإيران ولا تزال الآلاف من العائلات تجهل مصير أحبائها"، مؤكدة أنها "ستواصل دعمها للجهات المعنية في تقديم إجابات لهذه العوائل".

وشهد منفذ الشلامجة الحدودي في محافظة البصرة لمسافة 590 كم جنوب بغداد عام 1996 إجراء أول تبادل لرفات عسكريين سقطوا خلال الحرب العراقية الإيرانية 1980 - 1988.

وخاض البلدان الجاران حربا عنيفة امتدت لثماني سنوات، خلال ثمانينات القرن الماضي، خلّفت نحو مليون قتيل من الجانبين، بحسب إحصاءات غير رسمية، وخسائر اقتصادية تقدر بنحو تريليون دولار.

ويرتبط البلدان بعلاقات وثيقة منذ إسقاط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين في 2003 على يد قوات دولية بقيادة الولايات المتحدة.

 ومنذ سنوات أعلن البلدان بين فترة وأخرى، تبادل تسليم رفات للجنود بين الطرفين في المعابر الحدودية، إذ تقام مراسم تسليم رسمية في تلك المواقع.

وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مارس الماضي عن تبادل العراق وإيران رسميا رفات 68 جنديا فُقدوا خلال الحرب.

وتنشط اللجنة الدولية للصليب الأحمر في ملف الأسرى والمفقودين الكويتيين، الذين قضوا إبان غزو صدام للكويت في 1991، إذ تتسلم الكويت بين الحين والآخر بعض المفقودين الذين يعثر عليهم الجانب العراقي.

وجرى تأسيس اللجنة الثلاثية التي يرأسها الصليب الأحمر الدولي في 1991، وتضم ممثلين عن العراق والكويت والسعودية، وتعمل على الكشف عن مصير الأشخاص الذين فقدوا خلال حرب الخليج.

وتواجه اللجان في الجانب العراقي معوقات جمة، أبرزها صعوبة العثور على جثث الضحايا، في ظل الظروف البيئية المعقدة، وضعف الدعم الحكومي، فضلا عن غياب التقنيات المتطورة، والأعداد الكبيرة للضحايا والمفقودين.

ويشكو مواطنون عراقيون على الدوام من عدم التوصل إلى جثث أبنائهم المفقودين في حرب الثماني سنوات، فيما يطالبون الحكومة بضرورة الإسراع في حسم هذا الملف، وفي الوقت نفسه تطالب الكويت بشكل متكرر حكومة بغداد بتحقيق تقدم في هذا الملف، والعثور على المئات من المفقودين الذين ذهبوا ضحية غزو صدام للكويت.