بغداد وأربيل تلغيان اجتماعين مع عبداللهيان بعد القصف الإيراني

وزير الخارجية العراقي يتوقع دعما دوليا كبيرا لموقف بلاده بعد تقديمه شكوى لدى مجلس الأمن الدولي ضد إيران إزاء الهجمات الصاروخية التي شنتها على مدينة أربيل.
الأربعاء 2024/01/17
العراقيون يدفعون ثمن التوتر بين طهران وواشنطن

دافوس – ألغى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ورئيس وزراء إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني، اليوم الأربعاء، اجتماعين كانا مقررين مع وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، احتجاجا على الضربات الصاروخية الإيرانية على مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق.

وفي وقت سابق الثلاثاء، اتهم بارزاني إيران بقتل مدنيين أبرياء، وقال على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس إن المزاعم الإيرانية لا أساس لها من الصحة، وأضاف أن الوقت الحالي ليس مناسبا لانسحاب القوات الأميركية من البلاد.

وقال برزاني للصحافيين "الأمر المثير للدهشة هو أننا لسنا جزءا من هذا الصراع ولا نفهم لماذا تنتقم إيران من المدنيين في كردستان وخاصة في أربيل".

وأطلق الحرس الثوري الإيراني ليل الاثنين/الثلاثاء عشرة صواريخ بالستية على مواقع في مدينة أربيل، بزعم ضرب "مواقع تجسس" لإسرائيل، في حين أن الاستهداف طال منطقة سكنية وأسفر عن مقتل أربعة على الأقل، وإصابة 17 آخرين كانوا يحضرون مناسبة اجتماعية.

وأدى الهجوم إلى مقتل رجل الأعمال الكردي المعروف بشراو دزايي صاحب مجموعة فالكون، التي تعمل في قطاعات البناء والنفط والغاز الطبيعي والتكنولوجيا والزراعة، وابنتِه التي لم تتجاوز العشر سنوات، وجرح عدد آخر من عائلته. كما قتل في الهجوم كرم سريدار، رجل الأعمال ومالك مجموعة ريان العراق، الذي كان يحضر تجمعا اجتماعيّا في منزل دزايي.

وأظهرت الحكومة العراقية موقفا صارما تجاه هجوم الحرس الثوري الإيراني على أربيل، واصفة إياه بـ"العدوان الإيراني"، وقررت رفع شكوى ضد العدوان الإيراني لدى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة.

وهذا الموقف الذي اتخذته حكومة السوداني، يعتبر أشد مواقف العراق من الهجمات الإيرانية على الأراضي العراقية منذ إسقاط نظام صدام حسين.

وذكر بيان صادر عن الخارجية العراقية، الأربعاء، أن "العراق تقدّم بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، الثلاثاء، تتعلق بالعدوان الصاروخي الإيراني الذي استهدف مدينة أربيل وأدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين الأبرياء وإصابة آخرين وتسبب بأضرار في الممتلكات العامة والخاصة".

ورفعت وزارة الخارجية "شكوى بموجب رسالتين متطابقتين إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي عبر الممثلية الدائمة لجمهورية العراق في نيويورك، أكدت فيهما أن هذا العدوان يُعد انتهاكاً صارخاً لسيادة العراق وسلامته الإقليمية وأمن الشعب العراقي"، حسب البيان.

وتوقع وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، حصول العراق على دعم دولي من أعضاء مجلس الأمن بعد تقديم شكوى ضد إيران إزاء الهجمات الصاروخية التي شنتها على مدينة أربيل.

وقال حسين في مقابلة مع  شبكة "سي أن أن" الأميركية، إنه "عندما يكون هناك توتر بين واشنطن وطهران يدفع العراقيون الثمن، ويدور القتال على الأراضي العراقية".

 وتابع "الآن التوتر بين الإسرائيليين والإيرانيين هو نفسه أيضا، ولهذا السبب فإن الإيرانيين لا يريدون، أو لا يستطيعون مهاجمة إسرائيل، ثم يبحثون عن الضحايا حولهم ويهاجمون أربيل".

وأضاف "نحن ندين هذه الهجمات، ونعتبرها عدوانا، وضد القانون الدولي، وانتهاكا للقانون الدولي لذلك اتخذنا إجراءات مختلفة وتوجهنا ايضا الى مجلس الامن في نيويورك.

وعن موقف الدول الأعضاء في مجلس الأمن من الشكوى التي تقدم بها العراق قال حسين أعتقد أنه سيكون هناك دعم كبير للموقف العراقي ضد إيران، مؤكدا أن "إيران معزولة عن العالم، فإذا ذهب العراق الى مجلس الأمن، وأعتبر العراق حليفا لإيران، فإن ذلك سيخلق مشكلة كبيرة داخل طهران".

وكانت وزارة الخارجية العراقية استدعت الثلاثاء القائم بالأعمال الإيراني في بغداد أبوالفضل عزيزي، وسلمته مذكرة احتجاج على القصف الصاروخي الذي شنه الحرس الثوري على مناطق في مدينة اربيل عاصمة اقليم كوردستان.

كما استدعت الوزارة أيضا السفير العراقي لدى طهران نصير عبدالمحسن، "وذلك لغرض التشاور على خلفية الاعتداءات الإيرانية الأخيرة على أربيل، والتي أدت إلى سقوط عدد من الشهداء والمصابين".