بغداد تصف القصف الأميركي لمواقع فصائل موالية لإيران بالعمل العدائي

مقتل عنصر في الحشد الشعبي وإصابة ثمانية عشر آخرين بينهم من القوات الأمنية العراقية في ضربات جوية أميركية ردا على هجوم أربيل.
الثلاثاء 2023/12/26
كتائب حزب الله تتجاهل التهديدات الأميركية

بغداد - أعلنت الحكومة العراقية عن مقتل شخص وإصابة 18 آخرين في قصف أميركي استهدف، فجر اليوم الثلاثاء، عدداً من مقار فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران، ووصفت ذلك بـ"العمل العدائي".

 ونفذت الولايات المتحدة ضربات جوية فجر الثلاثاء في العراق بعد هجوم بمسيرة انتحارية في وقت سابق الاثنين شنه مسلحون متحالفون مع إيران وأدى إلى إصابة جندي أميركي بجروح بالغة واثنين آخرين.

وقالت الحكومة العراقية في بيان "ما جرى فجر اليوم الثلاثاء من استهداف مواقع عسكرية عراقية من قبل الجانب الأمريكي تحت عنوان الرد، وأدى إلى استشهاد منتسب وإصابة 18 آخرين بضمنهم مدنيون، وهو فعل عدائي واضح، وغير بناء، ولا يصب في مسار المصالح المشتركة طويلة الأمد، في بسط الأمن والاستقرار".

وأضافت أن "هذه الخطوة تسيء إلى العلاقات الثنائية بين البلدين وستعمل على تعقيد سبل الوصول إلى تفاهمات عبر الحوار المشترك لإنهاء وجود التحالف الدولي، وهي، قبل كل شيء، تمثل مساسا مرفوضا بالسيادة العراقية".

وأكدت في الوقت نفسه أنها تتعامل "بحزم إزاء قيام بعض العناصر بالاعتداء على مقار البعثات الدبلوماسية الأجنبية أو الأماكن التي يتواجد فيها المستشارون العسكريون من الدول الصديقة".

وأتى ذلك فيما أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أنّ الجيش الأميركي قصف ثلاثة مواقع في العراق تستخدمها فصائل موالية لإيران.

وقال أوستن في بيان إنّ "هذه الضربات الدقيقة هي ردّ على سلسلة هجمات ضدّ طواقم أميركية في العراق وسوريا شنّتها ميليشيات ترعاها إيران، بما في ذلك هجوم شنّته كتائب حزب الله التابعة لإيران وجماعات تابعة لها على قاعدة أربيل الجوية في وقت سابق من الاثنين".

وذكرت وكالة الأنباء العراقية، أمس الإثنين، أن العمل توقف في مطار أربيل بعد إسقاط طائرة مسيرة مفخخة بالقرب من المطار. وقال المتحدث باسم الجيش العراقي يحيى رسول إن الحادث تسبب في وقوع بعض الإصابات وعطل جدول الرحلات.

وأفادت السلطات العراقية بأن هجوماً بطائرة مسيرة مفخخة استهدف قاعدة تضم قوات أميركية وقوات للتحالف الدولي لمكافحة تنظيم "داعش" قرب مطار أربيل في شمال العراق الإثنين، كما التي قالت إن الهجوم أدى إلى وقوع "إصابات".

ويرى مراقبون أن ما حصل يمثل تطورا أمنيا خطرا قد تكون له تداعيات كبيرة على مستوى العلاقات ما بين بغداد وواشنطن، خصوصا لما تواجهه الحكومة من ضغوطات من قبل الفصائل للرد على الضربات الأميركية، وهذا الأمر قد يخلق مشاكل سياسية واقتصادية ما بين العراق والولايات المتحدة.

ويشير هؤلاء إلى أن الضربات الأميركية ستدفع الفصائل المسلحة إلى التصعيد العسكري ضد الأهداف والمصالح الأميركية في العراق، وهذا قد ينذر بتطور الصراع المسلح وتحويله إلى المواجهة المباشرة، ما يعني أن العراق سيدخل في مشاكل كبيرة وخطيرة على مختلف الأصعدة.

وتعرضت القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش في العراق وسوريا لعشرات الهجمات منذ منتصف أكتوبر، في انعكاس للتوتر الإقليمي الذي عززته الحرب في غزة بين اسرائيل وحركة "حماس" الفلسطينية.

وذكر بيان صادر عن المتحدث باسم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أن "جماعات خارجة عن القانون" قامت بإرسال "طائرة مسيرة مفخخة بالقرب من مطار أربيل المدني" أمس الإثنين "عند الساعة 15:50".

وأضاف "أدت هذه الحادثة إلى وقوع إصابات وجرحى وتعطيل عمل المطار، والتأثير في توقيتات الرحلات المدنية"، من دون أن يقدم مزيداً من التفاصيل حول عدد الإصابات.

وأكد أن "القوات الأمنية العراقية... ستصل إلى الفاعلين لتقديمهم إلى العدالة".

من جهته، أكد مسؤول عسكري أميركي لوكالة الصحافة الفرنسية، مفضلاً عدم الكشف عن هويته، أنه "عند الساعة 16:00 بالتوقيت المحلي" أمس الإثنين "أطلقت طائرة مسيرة ضد القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي في قاعدة أربيل الجوية في العراق". وأضاف "لا نزال ننتظر تقييم الأضرار والإصابات إن وجدت".

في غضون ذلك، تبنت ما يعرف بـ"المقاومة الإسلامية في العراق" التي تضم فصائل مسلحة حليفة لإيران ومرتبطة بـ"الحشد الشعبي"، هجوماً بطائرات مسيرة على قاعدة حرير في محافظة أربيل التي تضم كذلك قوات للتحالف.

وتعرّضت القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا لعشرات الهجمات منذ منتصف أكتوبر، في انعكاس للتوتر الإقليمي الذي عززته الحرب في غزة بين اسرائيل وحركة حماس الفلسطينية.

وقصفت واشنطن مرّات عدّة مواقع مرتبطة بالفصائل الموالية لإيران في العراق، آخرها مطلع ديسمبر، أسفر عن مقتل خمسة عناصر من فصيل موال لإيران.

وأحصت واشنطن حتى الآن 103 هجمات ضدّ قواتها في العراق وسوريا منذ 17 أكتوبر، أي بعد عشرة أيام من اندلاع الحرب في غزة، وفق حصيلة أفاد بها المسؤول العسكري الأميركي.

وقالت نائبة وزير الخارجية الأميركي فيكتوريا نولاند قبيل زيارتها بغداد غداً الأربعاء، إنها ناقشت مع رئيس الوزراء العراقي "كيفية تعزيز تعاوننا لوضع حد لهذه الهجمات".

وتعرّضت السفارة الأميركية في بغداد في 8 ديسمبر لهجوم بعدّة صواريخ لم يسفر عن ضحايا، لكنه الأول الذي يطال السفارة مذ بدأت الهجمات ضدّ القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي. ولم تتبن أي جهة هذا الهجوم.

وتعترض الفصائل الحليفة لإيران على الدعم الأميركي لإسرائيل في حربها ضد حماس في قطاع غزة والتي اندلعت بهجوم غير مسبوق للحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر.

ويوجد في العراق ما يقرب من 2500 جندي أميركي بينما ينتشر في سوريا نحو 900 جندي أميركي، وذلك في إطار الجهود التي تبذلها واشنطن لمنع عودة تنظيم الدولة الإسلامية.