بغداد تحذر من كارثة إقليمية حال فشل دبلوماسية واشنطن وطهران

بغداد – أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين على نجاح بلاده في تبني سياسة خارجية متوازنة مكنتها من النأي بنفسها عن الصراعات الإقليمية المتصاعدة، وشدد على المخاطر الجسيمة التي قد تترتب على فشل المحادثات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران، محذرا من تداعيات "كارثية" ستطال المنطقة بأسرها، وذلك في خضم ترقب إقليمي ودولي لمسار الحوارات الدبلوماسية بين واشنطن وطهران.
وأوضح حسين في مقابلة مع قناة "الشرق" السعودية أن بغداد تولي أهمية قصوى لاستمرار قنوات الاتصال والتنسيق مع الإدارة الأميركية في ظل الظروف الإقليمية الدقيقة الراهنة.
وجدد التأكيد على سعي العراق الحثيث للنأي بنفسه عن أزمات المنطقة، مؤكدا أن بلاده لا تسعى لتكون طرفا في المشاكل الإقليمية بل تطمح لأن تلعب دورا بنّاءً في إيجاد حلول لها.
وأضاف "لقد نجحنا في إبعاد بلادنا عن نيران الحروب الإقليمية، ونعمل بكل جد على الاستمرار في تبني هذه السياسة المتوازنة التي تحفظ مصالح العراق واستقراره."
وتخوض الولايات المتحدة وإيران محادثات غير مباشرة، تجري بوساطة من سلطنة عمان، وتتركز حول برنامج طهران النووي المتنازع عليه. وقد عقد الطرفان بالفعل ثلاث جولات من هذه المفاوضات، ومن المقرر أن يشهد السبت المقبل جولة رابعة جديدة، مما يعكس الجهود المستمرة لإيجاد صيغة توافقية تنهي حالة التوتر بين البلدين.
وفي المقابلة التلفزيونية أكد وزير الخارجية العراقي تأييد بلاده القوي للمسار التفاوضي القائم بين واشنطن وطهران، معربا عن أمله في أن تسفر هذه المحادثات عن تفاهمات ونتائج إيجابية تخدم استقرار المنطقة بأسرها.
وحذر بشدة من أن فشل الخيار الدبلوماسي سيؤدي حتما إلى عواقب وخيمة و"كارثية" على المنطقة، مؤكدا في الوقت ذاته أن "الاتفاق الأميركي الإيراني في حال حصوله لن يكون على حساب أطراف أخرى في المنطقة".
على صعيد آخر، أشار حسين إلى أن العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة على إيران دفعت الحكومة العراقية إلى البحث عن مصادر بديلة لتأمين واردات الغاز الإيراني، الذي يمثل نحو 33 بالمئة من مصادر توليد الطاقة الكهربائية في العراق.
وكشف وزير الخارجية العراقي عن إجراء بغداد لمباحثات مع عدة دول من بينها تركيا والأردن ودول خليجية بهدف تنويع مصادر الطاقة وتأمين احتياجات البلاد من التيار الكهربائي.
وقال وزير الخارجية العراقي إن محادثاته في واشنطن تطرقت إلى الأوضاع في سوريا، موضحا أن الإدارة الأميركية وضعت 8 شروط للإدارة الجديدة في دمشق.
وذكر أن من بينها "مسألة حساسة" للجانبين وهي تواجد المسلحين الأجانب، واصفاً تلك النقطة بأنها "بؤرة قلق للجميع" سواء للدول المحيطة بسوريا أو الدول الغربية.
ولفت إلى أنه شدد خلال المحادثات بواشنطن على أهمية الدفع نحو تسوية سياسية شاملة في سوريا، موضحا أنه طالب خلال لقاءاته مع المسؤولين الأميركيين والأوروبيين برفع العقوبات عن سوريا بسبب معاناة الشعب السوري.
وأكد وزير الخارجية العراقي على الأهمية البالغة لضمان الاستقرار في سوريا بالنسبة لأمن واستقرار العراق، قائلا "نهتم جدًا بالوضع السوري لأن ما يحدث بها يؤثر سلبًا وإيجابًا علينا بشكل مباشر."
واستبعد حسين انعقاد قمة عربية على هامش وجود الرئيس الأميركي دونالد ترامب في المنطقة.
وفي سياق آخر، استبعد حسين انعقاد قمة عربية على هامش الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة.
وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيزور السعودية وقطر والإمارات، في الفترة ما بين 13 إلى 16 مايو المقبل.
وكان نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية العراق قد وصل إلى العاصمة الأميركية واشنطن، في الرابع والعشرين من أبريل الجاري في زيارة رسمية أجرى خلالها سلسلة من اللقاءات الثنائية مع عدد من كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية.
وتأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين العراق والولايات المتحدة، وبحث سبل تطوير التعاون المشترك في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية، فضلا عن مناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.