بعد لقاء ترامب والشرع: القوات السورية تداهم أوكارا لداعش في حلب

دمشق - ذكرت السلطات السورية أن قوات الأمن داهمت أوكارا لتنظيم الدولة الإسلامية في حلب السبت ما تسبب في مقتل ثلاثة مسلحين، في أول عملية من نوعها تعلن عنها الحكومة التي يقودها إسلاميون ضد التنظيم في ثاني أكبر مدينة في سوريا، في خطوة ربطها المراقبون بنتائج لقاء الرئيس السوري أحمد الشرع بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في السعودية.

ويرى مراقبون أن الهدف من الهجوم إظهار أن سوريا تقف ضد تنظيم داعش وأنها حريصة على مواجهته فعليا، ما يزيد من مصداقيتها لدى الولايات المتحدة والغرب عموما. كما أن الهجوم، وقد تتلوه خطوات أخرى، خطوة حتى تكون دمشق قادرة على استلام سجون داعش في مناطق سيطرة الأكراد، وهو مطلب دعا له الرئيس الأميركي.

وضمن الاستجابة لمطالب الولايات المتحدة بالإمساك بالملف الأمني وتحييد المقاتلين الأجانب عن قيادة المؤسسة العسكرية والأمنية، أعلن وزير الدفاع السوري مرهف أبوقصرة دمج كافة الوحدات العسكرية في إطار مؤسساتي موحد ضمن وزارة الدفاع، ما يسهل التحكم في القرار العسكري وتوجيهه بما يتماشى مع رغبة القيادة السياسية ليس فقط في موضوع المقاتلين الأجانب، ولكن في التحرك الأمني في مناطق الأقليات.

وأشار أبوقصرة إلى أنه “انطلاقا من أهمية العمل المؤسساتي، فإننا نشدد على ضرورة التحاق ما تبقى من المجموعات العسكرية الصغيرة بالوزارة بمدة أقصاها 10 أيام من تاريخ هذا الإعلان، وذلك استكمالاً لجهود التوحيد والتنظيم”. وأكد أن “أيّ تأخير في هذا الصدد سيستلزم اتخاذ الإجراءات المناسبة وفق القوانين المعمول بها،” مضيفا بالقول “حفظ الله سوريا وشعبها، ووفقنا لما فيه خير البلاد والعباد”.

وفي 24 ديسمبر، اتفقت جميع الفصائل في سوريا مع الرئيس أحمد الشرع، على حل نفسها والاندماج تحت مظلة وزارة الدفاع، خلال اجتماع جرى في العاصمة دمشق. وقالت وزارة الداخلية في بيان إن أحد عناصر قوات الأمن قُتل بالإضافة إلى إلقاء القبض على أربعة مسلحين من الدولة الإسلامية خلال المداهمات.

وذكر مصدر أمني أن المداهمات استهدفت خلايا نائمة في أربعة مواقع، مضيفا أن السلطات ألقت القبض على 10 أفراد. وقال إن أحد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية فجر نفسه خلال العملية.

والرئيس السوري خصم قديم لتنظيم الدولة الإسلامية، وحارب “الخلافة” التي أعلنها التنظيم خلال الحرب السورية عندما كان زعيم فرع لتنظيم القاعدة. والتقى ترامب بالشرع في السعودية يوم الأربعاء الماضي، وأشاد به ووصفه بأنه “شخصية جذابة ذات ماض حافل”. كما أعلن ترامب أن الولايات المتحدة سترفع العقوبات عن سوريا، وهو تحول كبير في السياسة الأميركية من شأنه أن يُسهم في إنعاش اقتصاد سوريا المنهار ويمثل دفعة قوية للشرع.

وسيطر الشرع على السلطة في دمشق في ديسمبر بعد الإطاحة ببشار الأسد. وقطع الشرع علاقاته بتنظيم القاعدة عام 2016. وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات شاسعة من سوريا والعراق في ذروة قوته، قبل أن يطرده خصوم له، بينهم تحالف عسكري بقيادة الولايات المتحدة، من تلك الأراضي.

وفي يناير أعلنت السلطات السورية إحباط هجوم لتنظيم الدولة الإسلامية على مقام السيدة زينب في إحدى ضواحي دمشق، واعتقال أعضاء الخلية الضالعة في الهجوم. وقتل مسلحون من التنظيم خمسة أفراد من قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد في شرق سوريا الشهر الماضي، في واحدة من أعنف هجماتهم منذ فترة.