بعد عام مخيب.. السينمائيون يبدؤون 2021 بآمال عظيمة

المحللون وشركات الإنتاج السينمائي يتوقعون أن تكون أفضل الأفلام من حيث الإيرادات في مطلع الأسبوع المقبل.
الأربعاء 2021/01/13
فيلم "المرأة المعجزة 1984" في طريقه إلى تحقيق إيرادات قياسية

سيكون العام 2021 مختلفا، أو على الأقل من الأفضل أن يكون كذلك، بالنسبة إلى إيرادات دور العرض في الولايات المتحدة، والتي أصابتها حالة أشبه بالشلل بسبب قرارات الإغلاق التي تم فرضها لمكافحة تفشي وباء فايروس كورونا، والمخاوف التي تساور رواد دور العرض، وقلة توفر الأفلام السينمائية الضخمة الجديدة.

نيويورك - بعد عام سينمائي مخيب للآمال، تعمل دور العرض في الولايات المتحدة مع انطلاق العام الجديد 2021 على تعويض ما فاتها، وإن كانت البداية عسيرة بالفعل.

ويتوقع المحللون وشركات الإنتاج السينمائي أن تكون أفضل الأفلام من حيث الإيرادات في مطلع الأسبوع المقبل، هي تلك التي تم طرحها قبل أسابيع، ومن بينها فيلم “المرأة المعجزة 1984″، الذي تم طرحه بالولايات المتحدة في 25 ديسمبر الماضي، وهو من نوعية أفلام البطل الخارق، بالإضافة إلى فيلم الرسوم المتحركة “آل كروودز: 2 عصر جديد”، الذي تم طرحه بالولايات المتحدة في 25 نوفمبر 2020.

وقد تم إغلاق ثلثي دور العرض المحلية، ومن غير المرجح أن يؤدّي العدد القليل من الأفلام الجديدة التي تم إنتاجها بميزانيات محدودة، والتي تم طرحها بصورة محدودة أيضا، إلى زيادة حجم الطلب على دور العرض بالقدر الكافي ماليا الذي يسمح بإعادة فتحها.

وبدلا من ذلك، تتمثل الخطة في الانتظار حتى تكون الأيام مواتية بصورة أفضل، وهو ما لن يحدث على الأرجح قبل أبريل أو ما بعد ذلك، عندما يكون قد تم طرح أفلام بميزانيات إنتاج ضخمة من جديد.

"آل كروودز: 2 عصر جديد"، من المتوقع أن يحقق أكثر من مليوني دولار من إيرادات شباك بيع التذاكر الأميركية
"آل كروودز: 2 عصر جديد"، من المتوقع أن يحقق أكثر من مليوني دولار من إيرادات شباك بيع التذاكر الأميركية

ويقول المحلل الإعلامي البارز في شركة “كومسكور” المتخصصة في الإحصاءات وبحوث التسويق بول ديرجارابديان، “سنبدأ هذا العام الجديد بآمال عظيمة”، مضيفا أن “هناك الكثير من الأفلام الرائعة في الطريق، ولكن يجب أن تكون لدينا البيئة الآمنة والصحية لمشاهدتها”.

ولن يكون هناك طرح بصورة واسعة النطاق لفيلم “المرأة المعجزة 1984″، وهو من إنتاج شركة “وورنر براذرز” الأميركية في مطلع الأسبوع المقبل. ومن المرجح أن يتصدر الفيلم الذي تم طرحه في دور العرض يوم عيد الميلاد (الكريسماس)، إيرادات شباك التذاكر، وفق التحليل الذي أجراه موقع “بوكس أوفيس برو” الإلكتروني.

ومن المتوقع أن تستمر الأفلام التي أنتجتها شركات الإنتاج السينمائي الكبرى الأخرى في تحقيق مبيعات في شباك بيع التذاكر، وذلك بعد مرور فترة على عرضها الأول.

ومن المحتمل أن يحقّق فيلم “آل كروودز: 2 عصر جديد”، وهو من إنتاج شركة “يونيفرسال بيكتشرز” الأميركية ومن بطولة النجم نيكولاس كيدج، أكثر من مليوني دولار من إيرادات شباك بيع التذاكر المحلية في مطلع الأسبوع المقبل، وأن يليه في المركز الثاني الفيلم الدرامي الأميركي “أخبار العالم” الذي تم طرحه بالولايات المتحدة في 25 ديسمبر، وهو من بطولة النجم توم هانكس.

وهناك دلائل تشير إلى أنه عندما يبدأ العمل الفعلي في دور العرض، فإنه من الممكن أن يؤدّي الطلب المتراكم على الأفلام السينمائية الجديدة إلى تجنب بعض الأضرار التي شهدها عام 2020، حيث انخفضت إيرادات دور العرض بنسبة 80 في المئة بالمقارنة مع العام السابق.

أما في آسيا، فقد أعيد فتح دور العرض إلى حدّ كبير، كما أنها تحقّق إيرادات ضخمة سجلت أرقاما قياسية. وعلاوة على ذلك، تخطّط شركات الإنتاج السينمائي في هوليوود لإطلاق فيض من الأفلام الكبرى التي تم تأجيل طرحها، بداية من جزء جديد من سلسلة أفلام الجاسوسية، جيمس بوند، وصولا إلى فيلم “الأرملة السوداء” الذي طال انتظاره، وهو من إنتاج شركة “مارفل كوميكس”.

ويؤكّد الرئيس التنفيذي لشركة “إيماكس كورب” ريتش جلفوند، ازدهار دور العرض في آسيا بشكل عام، ففي اليابان سجل عدد الأشخاص الذين توجهوا إلى دور عرض “إيماكس” لمشاهدة الأفلام خلال عطلة نهاية الأسبوع، رقما قياسيا، في حين قفزت مبيعات تذاكر دور العرض الخاصة بالشركة في الصين خلال شهر ديسمبر الماضي بنسبة 28 في المئة بالمقارنة مع العام السابق.

آسيا شهدت انتعاشة قصوى إثر فتح عدد كبير من دور العرض، على خلاف نظيرتها الأميركية التي لا تزال متعثرة

وبعد أن تمكنت الصين من احتواء تفشي الفايروس بقوة في غضون أشهر، أعيد فتح دور العرض في البر الرئيسي، في وقت مبكر بدأ في منتصف شهر يوليو الماضي، بينما تم تقديم مجموعة من الأفلام، التي كان من بينها الفيلم صاحب الإيرادات الأضخم في العالم خلال العام الماضي، وهو فيلم دراما الحرب التاريخية، “الثمانمئة” (ذا إيت هاندريد).

وتدور أحداث الفيلم الذي بلغت إيراداته العالمية نحو 473 مليار دولار، حول قتال مجموعة من الجنود الصينيين ضد الجيش الياباني من أجل الانتصار أو الموت خلال معركة شنغهاي في العام 1937.

وتقول منصة “مايوان” للخدمات الترفيهية، إن الصين بدأت مع انطلاق عام 2021 بتسجيل أرقام قياسية في إيرادات شباك التذاكر في ليلة رأس السنة الجديدة، حيث قفزت إيرادات دور العرض في هذه الليلة إلى 545 مليون يوان (83 مليون دولار)، لتصير الإيرادات الأعلى في هذه المناسبة منذ بدء التسجيلات في عام 2011.

وكانت الأفلام المحلية الصينية أكبر المساهمين في هذا الرقم، وعلى رأسها فيلما “زهرة حمراء صغيرة” وهي رواية تدور حول أسرتين تعانيان من السرطان، والكوميديا الرومانسية “عناق دافئ”.

وجاءت تلك الزيادة في مبيعات التذاكر، كإضافة إلى المؤشرات التي ترى أن أكبر سوق للأفلام السينمائية في العالم حاليا، يحقّق انتعاشا بعد أن تكبّدت الإيرادات تراجعا بواقع الثلثين في العام الماضي، في ظل قرارات الإغلاق التي امتدت لستة أشهر في دور السينما، من أجل مكافحة تفشي جائحة فايروس كورونا.

ويقول ديرجارابديان “نتطلع إلى أن يكون عام 2021 يعج بالأفلام الناجحة”، مضيفا “علينا فقط أن نأمل في أن تكون دور العرض متاحة وأن يحضر الجمهور”.

16