بعد انتصارات 787: بوينغ تنتقل إلى معركة إثبات القوة ضد أيرباص

سياتل (الولايات المتحدة) - أدت طلبية سعودية كبيرة إلى تضييق مبيعات ما يقرب من 200 طائرة دريملاينر على مدى الأشهر الأربعة الماضية، مما أعطى شركة بوينغ مكاسب في مبيعات طرازها عريض البدن المربح ضد منافستها الأوروبية أيرباص.
واعتبر محللون أن عملاق تصنيع الطائرات الأميركي سيواجه الآن المهمة الصعبة المتمثلة في إنتاج وتسليم طائرات 787 في وقت ضغوط غير مسبوقة في سلسلة التوريد.
وأعلنت بوينغ الثلاثاء الماضي عن طلبات شراء 78 طائرة دريملاينر، مقسمة بين الخطوط الجوية السعودية المملوكة للدولة وطيران الرياض، وهي شركة طيران أسست حديثا.
وبلغت قيمة الصفقة قرابة 37 مليار دولار، والتي وصفتها بوينغ بأنها خامس أكبر طلب تجاري لها من حيث القيمة، في أعقاب صفقة مع يونايتد أيرلاينز في ديسمبر مقابل 100 دريملاينر وعملية شراء من قبل شركة طيران الهند، شملت عشرين طائرة من طراز 787.
وتملأ هذه الطلبات الأعمال المتراكمة للشركة الأميركية، في الوقت الذي تهدف فيه إلى زيادة الإنتاج إلى 10 طائرات شهريا بحلول عام 2026.
ونسبت وكالة رويترز إلى روبرت ستالارد، المحلل في شركة فيرتيكال لأبحاث السوق، قوله إنه “هدف من شأنه أن يأخذ نموا أسرع من الصوت نظرا لأن شركة بوينغ لا تزال تعمل على زيادة الإنتاج مرة أخرى إلى ثلاثة في الشهر”.
وأضاف “لقد رأينا أن الطلبات موجودة لدعم ارتفاع الأسعار، لكنها ليست قضية طلب، ستكون قضية عرض”. وأضاف “عليهم الخروج وصنع الطائرات بالفعل”.
وتواجه طائرة 787 ضغوطا متعددة على سلسلة التوريد الخاصة بها، تتم مشاركة العديد منها على نطاق واسع عبر صناعة الطيران، مثل المطروقات والمسبوكات للمحركات.
ويتصارع صانعو الطائرات أيضا مع الآثار اللاحقة للأزمة الصحية العالمية، التي أجبرت على ركوب موجات من تسريح العمال وإنهاء تعاقدهم.
ومع ذلك، فقد تعامل خط دريملاينر مع العديد من التحديات الفريدة، بما في ذلك توقف التسليم لمدة عام بسبب مشاكل جودة الإنتاج التي تم حلها في أغسطس الماضي.
والشهر الماضي، قال المدير المالي للشركة بريان ويست إن “بوينغ اضطرت إلى خفض إنتاج 787 من ثلاث طائرات شهريا بسبب تباطؤ إنتاج العناصر الهيكلية للطائرات، وهي جسم الطائرة والأجنحة ودعامات المحرك في شركة سبرايت آيروسيستمز”.
كما أكدت الشركة الشهر الماضي أنها ستحتاج إلى استبدال مكون غير متوافق قبل تسليم بعض طائرات 787.
صانعو الطائرات يتصارعون مع الآثار اللاحقة للأزمة الصحية العالمية التي أجبرت على ركوب موجات من تسريح العمال وإنهاء تعاقدهم
وفي حين تفوقت منافستها الأوروبية أيرباص عليها في صفقة لطيران الهند لشراء أربعين طائرة من طراز “أي 350” عريضة البدن، اجتاحت شركة صناعة الطائرات الأميركية كلا من يونايتد أيرلاينز وطلبيات السعودية.
ويُنظر إلى الصفقة السعودية على وجه الخصوص على أنها ضربة لشركة أيرباص التي كان من المتوقع قبل أشهر فقط أن تهبط بجزء من الطلب.
وتراجعت المفاوضات خلال العام الماضي، مرددة صدى فترة متقلبة في العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية بسبب خلافات في وجهات النظر في العديد من القضايا، لعل أبرزها إمدادات النفط ضمن تحالف “أوبك+”.
وذكرت مصادر لرويترز في أكتوبر الماضي أن أيرباص قد تفوز بطلب شراء 40 من طائراتها “أي 350″، بعد أن قالت واشنطن إنها تراجع خيارات للعلاقات السعودية في نزاع بشأن مستويات إنتاج النفط.
ومنذ ذلك الحين، قال دبلوماسيون وخبراء إقليميون إن الولايات المتحدة والسعودية تحاولان تجاوز أدنى مستوى في العلاقات العام الماضي، حيث تتماشى المخاوف الأمنية مع التهديد من الطائرات الإيرانية دون طيار.
يُنظر إلى الصفقة السعودية على وجه الخصوص على أنها ضربة لشركة أيرباص التي كان من المتوقع قبل أشهر فقط أن تهبط بجزء من الطلب
وأثنت كل من واشنطن وباريس في ممارسة الضغط، مع اتخاذ قرار الرياض النهائي على أعلى مستوى، وفقا لما ذكره شخصان مطلعان على المفاوضات.
ووصف مصدر أوروبي نتيجة طلب الطائرة بأنها “سياسية بالكامل”، لكن مسؤولا أميركيا نفى وجود أي مقايضات دبلوماسية.
وقال المحلل ستالارد “الخطوط السعودية شركة طيران مملوكة للحكومة، وبالتالي هناك سياسات تؤثر على هذا الأمر”.
وأضاف “لن أستبعد الشراء من أيرباص إذا كانت الحكومة السعودية تعتقد أن من مصلحتها القيام ببعض الأشياء مع الأوروبيين في المستقبل”.
وقال أندريه والتر، الرئيس التنفيذي لأيرباص، الخميس إن “الشركة لديها إجراءات معمول بها لتحقيق الاستقرار في الضغط العالمي على سلاسل التوريد الخاصة بها”.
وأوضح والتر، وهو المدير التنفيذي الأول للتصنيع التجاري لشركة في ألمانيا، خلال حديثه إلى المراسلين الفرنسيين في هامبورغ، أن الشركة تجري المزيد من الفحوصات حول الوضع المالي لصغار الموردين.
وأنهت شركة تصنيع الطائرات الأوروبية العام الماضي بإنتاج 40 طائرة من طرازها “أي 350” شهريا.
وكرر والتر خطط تقديم طائرة طراز “أي 321” إكس.أل.آر الجديد للخدمة في الربع الثاني من عام 2024، حيث باعت أيرباص 560 من هذه الطائرات، وهو نموذجها ذو الممر الواحد الأطول مدى.