بعد المرتزقة .. أنقرة تلوّح بإرسال قوات عسكرية إلى قره باغ

أنقرة تتعهد بالتضامن الكامل مع باكو وتتهم يريفان باحتلال أراضٍ في أذربيجان.
الخميس 2020/10/22
تحريض متواصل

أنقرة- جددت تركيا دعمها لأذربيجان، مؤكدة أنها لن تتردد بتقديم الإسناد العسكري في حال طلبت باكو ذلك، وحدثت تطورات غير متوقعة من الجانب الأرميني، وفقا لاتفاقيات التعاون العسكري القائمة بين البلدين.

ولا تتورع أنقرة عن تأجيج التوتر في إقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليه من خلال تجنيد "المرتزقة" في سوريا وإرسالهم للمشاركة في العمليات العسكرية دعما لباكو وفي انتهاك للقرارات الدولية .

واستبعدت أرمينيا الأربعاء أي "حل دبلوماسي" للنزاع الدائر مع اذربيجان، في ظل تواصل جهود دولية لم تنجح إلى حد الآن في إرساء هدنة طويلة الامد.

وقال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان "علينا الإقرار بأن لا حل دبلوماسيا لقضية قره باغ، الآن ولفترة طويلة قادمة"، وذلك بعد أربعة أسابيع من المعارك التي أسفرت عن نحو ألف قتيل حسب حصيلة غير نهائية.

وأضاف "كل ما نراه مقبولا من طرفنا، هو غير مقبول بالنسبة إلى اذربيجان. هذا يظهر أنه بلا معنى، حاليا على الأقل، الحديث عن حل دبلوماسي".

كما أنّه دعا جميع "مسؤولي المدن والمقاطعات والقرى والأحزاب السياسية والمنظمات المدنية والتجارية إلى تنظيم وحدات متطوعين" للقتال إلى جانب الانفصاليين في ناغورني قره باغ ضد أذربيجان.

وتعهدت تركيا بالتضامن الكامل مع أذربيجان واتهمت يريفان باحتلال أراضٍ في أذربيجان.

 أرمين سركيسيان:  تركيا تجلب الإرهابيين إلى المنطقة
 أرمين سركيسيان:  تركيا تجلب الإرهابيين إلى المنطقة

وانتقد فؤاد أقطاي نائب الرئيس التركي خلال مقابلة مع محطة (سي.إن.إن ترك) مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والتي تشكلت للوساطة لحل الصراع بقيادة فرنسا وروسيا والولايات المتحدة إذ اتهم المجموعة بمحاولة الإبقاء على المسألة دون حل ودعم أرمينيا سياسيا وعسكريا.

وأكد الرئيس الأرميني، أرمين سركيسيان، صرح الأربعاء، أنه إذا توقفت تركيا العضو في الناتو بأن تكون طرفاً في نزاع ناغورني قره باغ فسيكون من الممكن التوصل إلى وقف إطلاق النار ومحادثات السلام.

وقال في لقاء مع الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، "هذا صراع ليس فقط بين الجانب الأرميني وأذربيجان، فهناك تركيا تدعم أذربيجان عسكرياً ودبلوماسياً وتجلب الإرهابيين أيضاً إلى المنطقة. لسوء الحظ هذا البلد عضو في الناتو. إذا توقفت عن كونها طرفاً في النزاع، فأعتقد أننا سنتوصل إلى وقف لإطلاق النار وسنكون قادرين على الجلوس لإجراء محادثات وإيجاد حل سلمي لهذا الصراع".

وكان رئيس أرمينيا أرمين سركيسيان  توجه إلى بروكسل الأربعاء، سعيا إلى دعم من حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي وسط صراع دموي مع أذربيجان.

ولم تعرب السلطات الاذربيجانية من جهتها عن ميل أكبر إلى الحوار منذ بداية الأعمال القتالية في 27 سبتمبر، وسبق للرئيس الهام علييف الذي حفزته انتصارات ميدانية، أن وصف خصومه بأنهم "حيوانات متوحشة"، معلنا أن أي مفاوضات يجب أن يسبقها انسحاب الانفصاليين.

وتمثل روسيا والولايات المتحدة وفرنسا الوسطاء التاريخيين في النزاع حول ناغورني قره باغ، لكن فشلت كل الجهود الدبلوماسية منذ التسعينيات في إيجاد حل مقبول للطرفين.

علاوة على الخشية من وقوع أزمة إنسانية، يخشى المجتمع الدولي تدويل النزاع. ففيما تدعم أنقرة باكو، فإنّ أرمينيا التي تقدّم الدعم المادي والعسكري للانفصاليين، مرتبطة بتحالف عسكري مع روسيا.

ووقعت اذربيجان التي تتمتع بعائدات نفطية مهمة، عدة عقود تسليح في السنوات الأخيرة مع روسيا وتركيا واسرائيل. وتواجه أنقرة بدورها اتهامات بإرسال مقاتلين سوريين يؤيدونها للمشاركة في النزاع الدار.