بعد السعودية.. مصر تعيّن سفيرا لها لدى قطر

القاهرة - أصدر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الأربعاء مرسوما بتعيين سفير فوق العادة لدى قطر، لأول مرة منذ اندلاع الأزمة الخليجية.
وكانت مصر والسعودية والبحرين والإمارات قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع دولة قطر، وسحبت دبلوماسييها من الدوحة، في أعقاب الأزمة الدبلوماسية معها منتصف العام 2017.
ووفق وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية (رسمية)، فقد شمل المرسوم تعيين عمرو كمال الدين بري الشربيني، سفيرا فوق العادة لدى الدوحة، بعد أن كان يعمل سفيرا بديوان عام وزارة الخارجية.
وشمل المرسوم تعيين محمد عمر جاد محمد سفيرا فوق العادة مفوضا لدى إثيوبيا، بدلا من سلفه أسامة عبدالخالق. فيما جرى تعيين السفير عبدالخالق، ممثلا دائما لمصر لدى الأمم المتحدة في نيويورك.
ويتمتع السفير فوق العادة بصلاحيات قانونية موسعة، تشمل توقيع اتفاقيات باسم الدولة أو الهيئة التي يمثلها، خلافا للسفير العادي.
وهذه المرة الأولى التي تعين فيها القاهرة سفيرا لدى الدوحة، منذ قرار المقاطعة، ويأتي القرار المصري بعد نحو يومين على تعيين السعودية سفيرا لها لدى قطر، لتقود بذلك زمام المبادرة بين الدول الأربع في إعادة العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة.
واتفقت الدول الأربع في يناير على إنهاء المقاطعة التي فُرضت في منتصف عام 2017 على قطر، واستعادة العلاقات السياسية والتجارية وروابط السفر مع الدوحة.
واستمرت المقاطعة الخليجية لقطر 43 شهرا بالضبط، حتى تمت المصالحة في قمة بموقع التراث السعودي في العلا في 5 يناير 2021.
وتمسكت الدول الأربع خلال سنوات المقاطعة بقائمة من 13 مطلبا كانت الدوحة رفضت التجاوب معها، وكان على رأسها التخلي عن سياسات دعم وتمويل الإرهاب والتوقف عن توفير منصات إعلامية لجماعات متطرفة يقيم قادتها في العاصمة القطرية وفي تركيا، وتضمنت القائمة أيضا التخلي عن التواصل مع إيران التي يتهمها خصومها الخليجيون والغرب بأنشطة تستهدف زعزعة الاستقرار في المنطقة، وسياسات الدوحة الإعلامية الموجهة ضد الرباعي.
وشهدت العلاقات المصرية - القطرية خطوات إيجابية في طريق عودتها، بعد توقيع "بيان العلا"، إذ أعادت القاهرة فتح مجالها الجوي مع الدوحة يناير الماضي، وسمحت باستئناف الرحلات الجوية بين البلدين.
وفي الثالث والعشرين من فبراير الماضي أجرى وفدان رسميان من قطر ومصر مباحثات في الكويت حول الآليات والإجراءات المشتركة لتنفيذ "بيان المصالحة الخليجية"، وسط إشادة مصرية - قطرية بالعلاقات منذ إتمام المصالحة.
وآخر مايو الماضي، وجه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني دعوة مع وزير خارجيته الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، إلى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لزيارة الدوحة.
ورحّب الرئيس المصري عقب لقائه وزير الخارجية القطري بالتطورات الأخيرة في مسار العلاقات المصرية - القطرية، مشيرا إلى تطلعه إلى تحقيق التقدم في هذا الشأن في مختلف المجالات، وبما يخدم أهداف ومصالح الدولتين والشعبين، وكذلك الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة العربية.