بطولة الأندية العربية طوق نجاة الرجاء والإسماعيلي

يستضيف الرجاء البيضاوي، بطل الدوري المغربي، الإسماعيلي المصري الاثنين في إياب الدور نصف النهائي لبطولة الأندية العربية على كأس الملك محمد السادس، إذ يرفع كلا الفريقين شعار “مصالحة الجماهير”. ويسعى الرجاء إلى قلب الأمور أمام ضيفه الفائز ذهابا. وسيتأهل الفائز بينهما لمواجهة اتحاد جدة السعودي في النهائي، بعدما تخطى مواطنه الشباب.
الرباط - يخوض الرجاء البيضاوي مباراة هامة أمام ضيفه الإسماعيلي المصري، الإثنين، في مدينة مراكش المغربية بإياب نصف نهائي كأس محمد السادس للأندية الأبطال. وكان ممثل الكرة المصرية قد انتصر في مواجهة الذهاب أمام الرجاء البيضاوي بهدف نظيف سجله التونسي فخرالدين بن يوسف من ضربة جزاء، على ملعب الإسماعيلية. وتشير كل التوقعات إلى أن مهمة الفريق البيضاوي لن تكون سهلة من أجل حجز بطاقة التأهل للنهائي. وفيما يلي نستعرض أبرز الصعوبات التي يواجهها الرجاء قبل المواجهة مع الإسماعيلي.
سيضطر الرجاء للابتعاد عن معقله ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء، الذي كان شاهدا على مجموعة من إنجازات الفريق، حيث سيستقبل خصمه على ملعب مراكش. وأرغم الرجاء على اتخاذ هذا القرار مكرها، بسبب تدهور أرضية ملعب محمد الخامس وتأثرها بالأمطار الغزيرة التي عرفتها المدينة في الأيام الأخيرة. وتتمنى مكونات الفريق البيضاوي ألا يتأثر فريقها بمواجهة الإسماعيلي الحاسمة بعيدا عن ملعب محمد الخامس.
صدمة الثنائي
كان الرجاء يعول كثيرا على عودة الثنائي المتألق بين مالانغو وعبدالإله الحافيظي، نظرا لمستواهما الجيد ودورهما في المجموعة. ولم يتعاف الحافيظي من الإصابة التي تعرض لها منذ فترة، رغم جهود الجهاز الطبي، إذ خضع لعلاج مكثف لكن دون جدوى. فيما لم تطلع المسحة الطبية الأخيرة بخبر سار للرجاء، وأكدت عدم تعافي نجم الهجوم مالانغو من فايروس كورونا. كما أن متاعب الفريق البيضاوي ازدادت بعد التأكد من غياب المدرب جمال السلامي، ومساعده محمد البكاري بسبب كورونا.
ويستعد الرجاء لمواجهة الإسماعيلي بمعنويات مهزوزة بعد الإقصاء المفاجئ من دوري أبطال أفريقيا على يد تونجيت السينغالي، وقد تلقى صدمة قوية قبل اللقاء، لذلك اعتمد الجهاز الفني على الجانب الذهني لتجاوز تداعيات السقطة الأفريقية على اللاعبين. ويعول متصدر الدوري المغربي على لقب البطولة التي تختتم في الرباط، للحد من أزمته المادية الخانقة التي يمر بها ولاسيما بعد استقالة الرئيس جواد الزيات. ويرى الفريق الأخضر أن لقاء الإسماعيلي سيكون “خشبة خلاص” من الديون، فضلا عن أداء مستحقات العديد من اللاعبين والمدرب الأسبق محمد فاخر.
الرجاء متصدر الدوري المغربي يعول على البطولة التي تختتم في الرباط، للحد من أزمته المادية الخانقة التي يمر بها
وقال الناطق الرسمي للنادي سعيد وهبي “بطولة الأندية العربية تعد أولوية بالنسبة إلى نادي الرجاء نظرا إلى رمزيتها كونها تحمل اسم الملك محمد السادس، كما أن القيمة المالية للقب مهمة في هذه الظروف الصعبة”، وتابع “نطمح أيضا إلى نيل اللقب العاشر في المحطات الدولية”. ويأمل لاعبو الفريق المغربي في طي الصفحة القارية المخيبة والسعي إلى نيل اللقب العربي للمرة الثانية في تاريخه بعد 2006 (بمسمى دوري أبطال العرب).
وسيعول الفريق على الحارس أنس الزنيتي والقائد محسن متولي والهداف سفيان رحيمي الذي يعد من أبرز الأوراق الرابحة للفريق. وقال وهبي “نأمل أن تكون أرضية ملعب مراكش جاهزة، حيث أن اللاعبين المستدعين لخوض المباراة عازمون على الوصول إلى النهائي، إذ أن الفريق يمتلك ترسانة من عناصر مميزة على المستويين المغربي والعربي وبالتالي يمكن تعويض الغيابات والوصول إلى النهائي”.
مهمة متأخرة
في الطرف المقابل يتطلع “الدراويش” إلى استكمال ما بدأه قبل 11 شهرا وبلوغ الدور النهائي، حيث تأخرت المباراة بسبب ظروف جائحة كورونا. ويمر الفريق الأصفر بفترة متذبذبة محليا إذ أنه حقق فوزا يتيما في 6 مباريات ضمن الدوري المصري، ويسعى إلى الظهور بمستوى مغاير على المستوى العربي بقيادة المدرب أبوطالب العيسوي.
وشهد الإسماعيلي حالة من عدم الاستقرار الفني طوال هذه المدة، إذ أشرف على لقاء الذهاب المدير الفني الفرنسي ديدييه غوميس ورحل بسبب سوء نتائج الفريق ليحل بدلا منه مؤقتا أدهم السلحدار قبل التعاقد مع البرازيلي هيرون ريكاردو الذي رحل هو الآخر ليأتي المدرب المؤقت محمد وهبة، وصولا إلى العيسوي، كما رحل عن الفريق عدة لاعبين بينهم الجناح العراقي همام طارق وأسامة إبراهيم ومحمد مجدي الجمل والغيني بيكيتي سيلفا والأوغندي باتريك كادو.
ورغم البداية السيئة للموسم الحالي، يسعى العيسوي إلى تصحيح المسار على المستوى العربي، وقال في تصريحات صحافية “ظروف الفريقين متشابهة، فكلاهما يمر بفترة صعبة، والفريق الذي سيعرف كيفية التعامل مع مجريات المباراة هو من سيفوز”. وتابع “نأمل أن يقدم فريقي مباراة تليق باسم النادي وتاريخه، وأن يتأهل إلى المشهد الختامي للبطولة العربية”.
وسيغيب عن صفوف الإسماعيلي إبراهيم أبواليزيد وأحمد أيمن للإصابة، إلا أن التشكيلة ستشهد تواجد عدد من اللاعبين الجدد أبرزهم الحارس المخضرم محمد صبحي والمدافع التونسي مروان الصحراوي والشاب محمد عمار والجزائري رضوان شريفي والأنغولي آري بابل، فضلا عن بن يوسف ولاعب الوسط محمد صادق والمهاجم الناميبي بينسو شيلونغو. وكان الإسماعيلي قد بلغ نهائي دوري أبطال العرب موسم 2003 – 2004 حين خسر أمام الصفاقسي التونسي في بيروت.