بطء تحديد أهداف مكافحة المناخ يقوض جهود التحول الأخضر

أكثر من 40 في المئة من الشركات الكبرى والمدن والمناطق لم تحدد بعد أي أهداف لخفض انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي.
الثلاثاء 2024/09/24
من يوقف هذا التلوث؟

لندن - تتزايد خشية خبراء المنظمات المعنية بالمناخ من أن البطء في تحديد خارطة طريق لمكافحة الاحتباس الحراري ووضع أهداف للانبعاثات الصفرية قد يقوض جهود العالم للتحول الأخضر وفق قواعد واتفاقات تم التعهد بها على مستوى الدول.

وتعد أحدث دراسة تتطرق إلى هذه المسألة الحساسة بمثابة جرس تحذير آخر من أن الطريق لا يزال طويلا للغاية من أجل إثبات أن وعود الحكومات ليس دائما تحقق غاياتها إذا لم تكن ثمة عزيمة وإصرار للتصدي لهذه المشكلة العالمية بشكل جماعي ومنسق.

وأظهر مسح سنوي لقياس التقدم العالمي في مكافحة تغير المناخ الكارثي صدر الاثنين أن أكثر من 40 في المئة من الشركات الكبرى والمدن والمناطق لم تحدد بعد أي أهداف لخفض انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي.

وقال تحالف من مجموعات بحثية بجامعة أكسفورد إنه في حين أصدرت المزيد من الحكومات والشركات تعهدات بالصفر الصافي منذ العام الماضي، فقد تحول انتباهها بشكل أكبر بسبب الحروب والانتخابات والتحديات الاقتصادية، وهو ما ترك “فجوة التزام” كبيرة.

1700 جهة ضمن أكثر من 4 آلاف تعهد، لم تحدد أهدافا من أي نوع لصفر انبعاثات
1700 جهة ضمن أكثر من 4 آلاف تعهد، لم تحدد أهدافا من أي نوع لصفر انبعاثات

وأشار الباحثون في دراستهم إلى أنه مع استعداد البلدان لتقديم أهداف مناخية جديدة لعام 2035 للأمم المتحدة، يكافح صناع السياسات ومجالس إدارة الشركات لترجمة الأهداف طويلة الأجل إلى عمل ملموس، مع افتقار خطط الانتقال إلى القوة والتفاصيل.

وقال جون لانج، الذي يرأس وحدة الطاقة واستخبارات المناخ في منظمة نيت زيرو تراكر المعنية بالبيئة والمناخ، إن “الموضوع المشترك في هذا التقرير هو الافتقار المستمر إلى النزاهة في جميع المجالات”.

ونظر التقرير في التزامات وخطط عمل تتعلق بصافي صفر انبعاثات من 198 دولة و706 مناطق فرعية و1186 مدينة، ونحو ألفي شركة مدرجة في مختلف البورصات على مستوى العالم.

وخلص الباحثون إلى أنه في حين قدم 1750 كيانا من أكثر من أربعة آلاف تعهدات رسمية بصافي الصفر، فإن ما يقرب من 1700 لم تحدد أهدافا من أي نوع.

ومن بين الشركات المدرجة حدد ما يقرب من 60 في المئة أهدافا لصافي الصفر، بزيادة قدرها 23 في المئة منذ تقرير العام الماضي، مع ارتفاع كبير في التعهدات من آسيا.

وفي حين يبلغ إجمالي الإيرادات السنوية للشركات الخاصة التي لديها أهداف صافي انبعاثات صفرية 2.2 تريليون دولار، يبلغ إجمالي الإيرادات للشركات الخاصة التي لا تتخذ أي تدابير تخفيفية 1.7 تريليون دولار.

وبالنسبة إلى الشركات التي لا تتخذ أهدافا لمسح بصمتها الكربونية بالكامل، يصل إجمالي الإيرادات إلى نحو 2.8 تريليون دولار، بحسب ما أشار إليه التحليل.

العدد الإجمالي للشركات التي ليست لديها أهداف للانبعاثات انخفض إلى 495، من 734 العام الماضي

وانخفض العدد الإجمالي للشركات التي ليست لديها أهداف للانبعاثات إلى 495، من 734 العام الماضي. وتقول نيت زيرو تراكر إنها تشمل شركات تصنيع السيارات الكهربائية مثل تسلا وبي.واي.دي وشركات لألعاب الفيديو مثل ناينتيندو.

واستشهد التقرير بكوستاريكا وفولفو وألفابت مالكة غوغل كأمثلة على “الممارسة الجيدة” عندما يتعلق الأمر بتنفيذ تعهدات صافي الصفر.

ومع ذلك، فإن 5 في المئة فقط من المناطق والمدن والشركات استوفت جميع معايير نيت زيرو تراكر الخاصة بـ”المتانة”، والتي تشمل وجود خطط مفصلة للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، كما ذكر التقرير.

وفشل حوالي نصف المناطق والمدن والشركات في تحديد أهداف للغازات المسببة للانحباس الحراري غير ثاني أكسيد الكربون مثل الميثان.

كما لم تنجح الكثير من الشركات في حساب الانبعاثات عبر سلاسل القيمة بأكملها أو توضيح مقدار اعتمادها على التعويضات لتحقيق الأهداف.

وذكر التقرير أن ما يصل إلى 148 دولة تغطي 88 في المئة من إجمالي سكان العالم لديها التزامات صافية صفرية، مع المكسيك وإيران وأذربيجان، المضيفة لمحادثات المناخ (كوب 29) التي ستعقدها الأمم المتحدة خلال نوفمبر المقبل، من بين الاستثناءات.

وخلص التقرير إلى أن التقنيات موجودة لمضاعفة مستويات الطموح المناخي الحالية ثلاث مرات، والجولة التالية من المساهمات المحددة وطنيا (أن.دي.سي.أس) المقدمة إلى الأمم المتحدة تحتاج إلى تقديم المزيد من التفاصيل حول كيفية تنفيذ الأهداف.

وقالت كاثرين ماكينا، وزيرة البيئة الكندية السابقة التي ترأس مجموعة خبراء الأمم المتحدة المعنية بالتزامات صافي الانبعاثات الصفري، “لقد تحقق بعض التقدم الجيد، لكننا بحاجة إلى المزيد”.

10