بصمة إخوانية في طلب البرهان إنهاء مهام رئيس "يونيتامس"

غوتيريش يخيّب آمال قائد الجيش السوداني ومن خلفه فلول نظام البشير بتغيير فولكر بيرتس بإعلان تمسكه به.
السبت 2023/05/27
الإسلاميون يشنون حملة واسعة لطرد فولكر بيرتس

الخرطوم – أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تمسكه برئيس البعثة الأممية في السودان "يونيتامس" فولكر بيرتس، ردا على الطلب المفاجئ لرئيس المجلس السيادي عبدالفتاح البرهان بإنهاء مهامه واختيار بديل له.

ويرى مراقبون أن طلب البرهان الذي يحمل انتقادات لعمل رئيس بعثة يونيتامس وخصوصا في ما يتعلق بالاتفاق الإطاري الذي أكد أنه لم يحظ بثقة الجميع، يحمل بصمة إخوانية، حيث أنه يشير إلى الجماعات الإسلامية وفلول نظام عمر البشير الذين عبروا عن رفضهم للاتفاق لأنه يقصي آمالهم بالعودة إلى السلطة.

ويشير هؤلاء المراقبين إلى مطالبة البرهان بإنهاء مهام بيرتس جاء بعد حملة كبيرة من فلول النظام السابق ضد المبعوث الخاص للأمم المتحدة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتظاهرات لطرده من بورتسودان قادها محمد الأمين تريك رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة، وهو أحد الداعمين للجيش في الانقلاب على حكومة عبدالله حمدوك وأيضا على الاتفاق الاطاري.

كان بيرتس لاعباً رئيسياً في المفاوضات بشأن الاتفاق الإطاري لتحقيق نظام سياسي انتقالي في أعقاب الانقلاب العسكري في أكتوبر 2021 ، الذي قاده الجيش وأطاح بالحكومة المدنية السودانية.

وفي تغريدة على حساب "الناطق الرسمي" لغوتيريش، نقلها حساب موقع أخبار الأمم المتحدة على تويتر أعرب الأمين العام عن صدمته من الخطاب الذي تلقاه من البرهان.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في التغريدة الجمعة، "يشعر الأمين العام للأمم المتحدة بالصدمة بشأن خطاب تلقاه من رئيس المجلس السيادي السوداني الفريق عبدالفتاح البرهان".

وقبل ساعات، طلب البرهان في رسالة إلى غوتيريش، نشرتها وسائل إعلام سودانية منها منصة "سودانيات" (خاصة) على تويتر، ترشيح بديل لرئيس بعثة "يونيتامس".

وبحسب الرسالة قال البرهان "إن بيرتس مارس في تقاريره إلى الأمين العام للأمم المتحدة التدليس والتضليل بزعم الإجماع على الاتفاق الإطاري بينما الواقع يخالف ذلك بصورة جلية".

ورد غوتيريش على رسالة البرهان قائلا "الأمين العام فخور بعمل المبعوث الأممي فولكر بيرتس، ويجدد تأكيد ثقته الكاملة بممثله الخاص في السودان"، وفق تغريدة حساب متحدث الأمم المتحدة.

ويهدف الاتفاق الإطاري الموقع في 5 ديسمبر 2022، إلى حل الأزمة السودانية الممتدة منذ 25 أكتوبر 2021، حين فرض البرهان إجراءات استثنائية منها حل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين واعتقال وزراء وسياسيين وإعلان حالة الطوارئ وإقالة الولاة (المحافظين).

واستطرد البرهان "لكل ما سبق نرى أن وجود فولكر بيرتس على رأس بعثة يونيتامس فريق الأمم المتحدة بالسودان أصبح مصدر انعكاسات سلبية على الانطباع تجاه الأمم المتحدة ووكالاتها ومنظماتها في السودان وخصما على تجربتها ومساهمتها الإيجابية المقدرة التي لمسها المجتمع والمواطن السوداني سابقا".

وأردف "كما ثبت من خلال ما قضاه (بيرتس) من وقت وزمن على رأس البعثة لا يساعد في تنفيذ تفويض يونيتامس بالصورة التي تسهم في الوصول لعملية انتقال ناجحة".

وتابع البرهان "لكل ما سبق نطلب من الأمين العام ترشيح بديل لفولكر بيرتس حرصا على العلاقة بين الأمم المتحدة والسودان العضو في الأمم المتحدة والبلد المضيف لبعثة يونيتامس".

وفولكر بيرتس، هو أكاديمي ألماني كان يعمل كبير المستشارين بالمعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، وهو المعهد الذي يقدم المشورة للحكومة الألمانية الفيدرالية بشأن جميع مسائل السياسة الخارجية والأمنية.

وسبق أن عمل بيرتس مستشاراً لمبعوث الأمين العام للأمم المتّحدة لسوريا خلال الفترة 2015- 2018.

كما عمل أستاذاً بجامعة هومبولت- برلين وأستاذاً مساعداً في الجامعة الأميركية في بيروت من 1991- 1993.

كما ترأس مجموعة أبحاث الشرق الأوسط وأفريقيا حتى أبريل 2005، ونال عضوية عدد من المجالس الاستشارية العالمية بما في ذلك معهد شنغهاي للدراسات الدولية.

ويأتي طلب البرهان في وقت يشهد السودان، منذ 15 أبريل الماضي، اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، تشمل العاصمة الخرطوم ومدنا أخرى شمالي وغربي البلاد، إثر خلافات بينهما.