بسبب الانتقادات ترامب لن يغلق نيويورك

الرئيس الأميركي يتراجع عن قرار إغلاق نيويورك إثر انتقادات اعتبرت الخطة غير عملية ومن شأنها أن تسبب الفوضى في منطقة تعد المحرك الاقتصادي لشرق الولايات المتحدة.
الأحد 2020/03/29
الحد من التنقلات

واشنطن- أنهى الرئيس الأميركي دونالد ترامب جدلا أثاره بنفسه عندما تحدث عن فرض الحجر على ولاية نيويورك، وهي منطقة تشكل مركز تفشي الفايروس في الولايات المتحدة، بهدف حماية الولايات الأخرى التي لم تتأثر بشدة بالمرض.

حيث أعلن السبت تخليه في نهاية المطاف عن فرض العزل على ولايات نيويورك ونيوجيرزي وكونيتيكت في إطار مكافحة انتشار فايروس كورونا المستجد الذي تسبب في وفاة 2185 شخصا في الولايات المتحدة حتى الآن بينهم 672 في مدينة نيويورك وحدها، من دون أن يوضح البعد الدقيق لهذا الإجراء

وقوبلت الخطة بانتقادات على الفور بوصفها غير عملية ومن شأنها أن تسبب الفوضى في منطقة تعد المحرك الاقتصادي لشرق الولايات المتحدة وتضم عشرة بالمئة من السكان وتدر 12 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.

وقال ترامب إنه طلب من مركز مراقبة الأمراض، السلطة المكلفة الصحة على المستوى الوطني، نشر بيان "حازم" يحد من التنقلات للدخول إلى هذه الولايات أو الخروج منها، لكن من دون أن يغلق حدودها.

وبعيد ذلك قال المركز في بيان مقتضب إنه "يطلب من سكان نيويورك ونيوجيرزي وكونيتيكت فورا تجنب أي سفر غير ضروري (داخل البلاد) في الأيام الـ14 المقبلة بمفعول فوري".

وردا على سؤال عن احتمال إغلاق حدود الولاية بقرار من واشنطن، حذر حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو من أن قرار من هذا النوع سيكون "غير قانوني" ويشبه "إعلان حرب على ولايات" الاتحاد.

وأضاف "أعتقد أن ذلك سيشل الاقتصاد". وتابع "سيؤدي ذلك إلى صدمة في الأسواق غير مسبوقة في حجمها، وبصفتي الحاكم، لن أغلق الحدود".

وذكر حاكم نيويورك بأن ولايات نيويورك ونيوجيرزي وكونيتيكت أوقفت اساسا كل النشاطات غير الضرورية ودعت سكانها إلى البقاء في بيوتهم.

وينتشر وباء كوفيد-19 بسرعة في أكبر اقتصاد في العالم. وتفيد الأرقام الأخيرة أن عدد الإصابات المؤكد ارتفع إلى 124 ألف شخص وعدد الوفيات إلى 2185 بينهم 672 في مدينة نيويورك وحدها. وكان ترامب صرح أن "البعض يرغب في وضع (ولاية) نيويورك تحت الحجر لأنها نقطة ساخنة".

فترة قصيرة

أندرو كومو حذر من أن القرار يشبه إعلان حرب على ولايات الاتحاد
أندرو كومو حذر من أن القرار يشبه إعلان حرب على ولايات الاتحاد

وسجل في ولاية نيويورك العد الأكبر من الإصابات في هذا البلد، بلغ 52 ألفا و318 بينما بلغ عدد الوفيات 728.

وقال ترامب "نيويورك ونيوجيرزي وربما بعض مناطق كونيتيكت، أفكر في ذلك"، بينما تساءل حقوقيون عما إذا كان الرئيس الأميركي يملك صلاحية القيام بذلك.

وردا على سؤال عن الهدف من ذلك، قال ترامب "الحد من التنقلات". وتابع "إنهم يواجهون مشاكل في فلوريدا، فكثير من النيويوركيين يتوجهون إلى الجنوب ولا نريد ذلك".

وأكد "سيكون الأمر لفترة قصيرة"، مشيرا إلى أنه يجري حوارا جيدا جدا مع حاكم ولاية نيويورك. وأثارت تصريحاته استياء شديدا في منطقة نيويورك التي فوجئ قادتها السياسيون بالإعلان.

من جهته، عبر حاكم كونيتيكت نيد لامونت السبت عن اسفه قائلا "تفتقدون إلى الوضوح وهذا يمكن أن يسبب التباسا قد يؤدي إلى هلع".

وأضاف أنه طلب توضيحات من البيت الأبيض الذي أبلغه بأن كل الخيارات مطروحة بما في ذلك "الإغلاق"، أي منع الدخول إلى والخروج من أي ولاية.

وذكر الحاكم نفسه بأن "نيويورك ونيوجيرزي وجنوب كونيتيكت هي العاصمة العالمية للتجارة والمال". واضاف "إذا كنت تصر بصفتك الرئيس على تحريك الاقتصاد فيجب أن تنتبه جيدا إلى ما تقوله وما لا تقوله".

عزلة ذاتية

نيد لامونت: نيويورك ونيوجيرزي وجنوب كونيتيكت هي العاصمة العالمية للتجارة والمال
نيد لامونت: نيويورك ونيوجيرزي وجنوب كونيتيكت هي العاصمة العالمية للتجارة والمال

وفي مؤشر على تصاعد التوتر، قام رجال شرطة محليون وجنود من الحرس الوطني، ومن بيت إلى بيت، بإبلاغ سكان رود آيلاند الذين يملكون سيارات مسجلة في نيويورك بأن عليهم فرض عزلة على أنفسهم لأسبوعين بعد وصولهم إلى هذه الولاية الساحلية بشمال كونيتيكت.

وباتت العزلة الذاتية للمسافرين القادمين من نيويورك إلزامية قانونيا ويمكن أن تفرض غرامة على المخالفين.

وقال أندرو كومو "إنها سياسة رجعية ولا أعتقد أن ذلك قانوني"، مهددا باللجوء إلى القضاء ضد رود آيلاند إذا لم تتراجع عن قرارها.

وفي فلوريدا، جنوب البلاد، أعلن الحاكم رون دي سانتيس عن إجراءات مماثلة لتلك التي فرضتها رود آيلاند التي نشرت نقاط مراقبة للشرطة عند مدخل الولاية الواقعة في الشمال.

ويهدف الأمر كذلك إلى تذكير سكان نيويورك الذين يدخلون أراضي فلوريدا بأنهم يجب أن يعزلوا أنفسهم لمدة 14 يوما تحت طائلة فرض غرامات عليهم.