بريطانيا والاتحاد الأوروبي: مرحلة جديدة قبل بريكست

بروكسل- تبدأ الأربعاء مرحلة جديدة من المفاوضات بشأن اتفاق بريكست، الذي سيحدد سبل الطلاق بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، في خطوة تعد الأخيرة واللازمة من أجل إتمام عملية الخروج الجمعة المقبل.
وبهذه الخطوة يغلق فصل المفاوضات، إذ ستستمر المملكة المتحدة طوال الفترة الانتقالية في تطبيق القواعد الأوروبية، وسيتحتم على الاتحاد الأوروبي ولندن التفاهم بشأن علاقتهما المستقبلية والتوصل بصورة خاصة إلى اتفاق تجاري.
ومن المقرر أن يجري تصويت تاريخي داخل البرلمان الأوروبي، بعد نقاش يستمر ساعتين ويعطى الكلام فيه للجميع، في آخر مرحلة كبرى لإنجاز الانفصال قبل يومين من خروج البريطانيين.
ولن يستغرق التصويت سوى بضع دقائق ومن المتوقع أن يعطي البرلمان فيه الضوء الأخضر لبريكست بغالبية بسيطة من الأصوات التي يتم الإدلاء بها.
يذكر أن موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، الذي كان مقررا في بادئ الأمر في مارس 2019، جرى تأجيله عدة مرات في ظل خلافات في البرلمان البريطاني حول شكل الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وقد توصل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في اكتوبر الماضي لاتفاق مع نظرائه الأوروبيين، حظى بقبول البرلمان بعد إجراء انتخابات مبكرة فاز بها جونسون بأغلبية. وكان البرلمان الأوروبي قد أكد أكثر من مرة أنه سوف يصوت على اتفاق الخروج عقب تصديق بريطانيا عليه فقط، وهو ما تم الأسبوع الماضي.
المرحلة الأخيرة
وقال رئيس البرلمان الأوروبي ديفيد ساسولي في مقابلة أجرتها معه شبكة "سي إن إن" الأميركية "إنه جرح لنا جميعا لكن علينا احترام مشيئة المواطنين البريطانيين".
وقدم ممثل المملكة المتحدة لدى الاتحاد الأوروبي تيم بارو صباح الأربعاء إلى المجلس الأوروبي الوثيقة الرسمية التي تعلن استيفاء لندن جميع واجباتها القانونية للخروج من الاتحاد.
وتقضي المرحلة الأخيرة بموافقة مجلس الدول الأعضاء بموجب آلية خطية الخميس على الاتفاق، ليصبح بريكست نافذا في الساعة 23:00 ت غ ليل الجمعة، بعد 47 عاما من علاقة اتسمت في غالب الأحيان بالصعوبة.
وقبل أسبوع، أوصت اللجنة البرلمانية المكلفة الملف بغالبية كبيرة جدا بالتصويت لصالح الاتفاق. ومن أصل الأعضاء الـ26، صوت ثلاثة فقط بالرفض هم نواب بريطانيون من حزب العمال وحزب الليبراليين الديمقراطيين والحزب الوطني الاسكتلندي.
وبهذه المناسبة، ذكر غي فيرهوفشتاد الذي ترأس مجموعة الاتصال طوال فترة التفاوض حول الاتفاق، بأن المطلوب ليس عرقلة الطلاق، مشددا على أن "الخيار هو بين بريكست منظم وبريكست بدون اتفاق".
وتكرس عملية التصويت الأربعاء خروج النواب البريطانيين من البرلمان الأوروبي، من غير أن يدري الاتحاد حقا كيف يودعهم. فهذه لحظة صعبة على التكتل، إذ أنها أول مرة يخرج أحد أعضائه، بعد سنوات من التوسع.
صعوبة الوداع
ووقعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال اتفاق الانسحاب الأسبوع الماضي وسط ليل الخميس الجمعة بعيدا عن الأضواء، ما كان له وقع المفاجأة.
كما أنه سيتم إنزال الأعلام البريطانية من أمام المؤسسات الأوروبية بدون أي مراسم بروتوكولية. ولم تتردد النائبة الأوروبية عن حزب بريكست كلير فوكس في وصف هذا الموقف بأنه "جبان".
وقالت "من الأجدى بهم أن يكونوا على استعداد لتكريم (هذا الرحيل) بمراسم بدل أن يرفضوا للناس حق إقامة حفل في هذه اللحظة التاريخية". ويعقد ريئس الحزب نايجل فاراج الذي كان من كبار الدعاة إلى الخروج من الاتحاد الأوروبي، مؤتمرا صحافيا قبل عملية التصويت، في بروكسل.
وستتركز الاحتفالات في الضفة الأخرى من بحر المانش، وسينظمها حزب بريكست. وسيلي التصويت إعلان لرئيس البرلمان ديفيد ساسولي الذي سيدعو بعد ذلك النواب الأوروبيين البريطانيين ورؤساء الكتل السياسية إلى "حفل قصير".
وشاركت المملكة المتحدة الثلاثاء في آخر مجلس وزراء أوروبي تحضره. وعلق الممثل البريطاني وزير أوروبا والدول الأميركية كريستوفر بينشر قائلا "إنه أسبوع تاريخي للمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي". وتابع "إننا مسرورون لقيام عالم مختلف جدا وعلاقة مختلفة جدا".
وقبل أربعة أيام من بريكست، حذر كبير المفاوضين الأوروبيين ميشال بارنييه بأنه "من الواضح تماما أنه ستكون هناك عواقب سلبية". وقال "أيا كان الاتفاق الذي سنتوصل إليه حول علاقتنا المستقبلية، فإن بريكست سيبقى على الدوام عملية ترمي إلى الحد من الأضرار".