بريطانيا توفر الحماية لسفنها عبر مضيق هرمز

تكليف البحرية الملكية بمرافقة السفن التي ترفع علم بريطانيا عبر مضيق هرمز.
الجمعة 2019/07/26
وضع حد للرعونة الإيرانية

لندن - أرسلت بريطانيا سفينة حربية لمرافقة وحماية جميع السفن التابعة لها والتي تمر عبر مضيق هرمز في محاولة لوضع حد للتهديد الإيراني المتواصل لسلامة الملاحة البحرية في المنطقة.

وجاء ذلك على خلفية تصاعد التوتر بين بريطانيا وإيران بعد احتجاز هذه الأخيرة لسفينة بريطانية كرد انتقامي على احتجاز سلطات جبل طارق بدعم من السلطات البريطانية لناقلة نفط إيرانية كانت متجهة إلى سوريا في مخالفة صريحة للعقوبات المفروضة على النظام السوري من قبل الاتحاد الأوروبي.

ونفذت الفرقاطة البريطانية (مونتروز) الموجودة حاليا في مياه الخليج أول مهمة بموجب السياسة الجديدة مساء أمس الخميس.

وقال متحدث باسم الحكومة "تم تكليف البحرية الملكية بمرافقة السفن التي ترفع علم بريطانيا عبر مضيق هرمز، سواء كانت فرادى أو في مجموعات، بشرط الحصول على إخطار قبل عبورها بوقت كاف".

وأضاف في بيان للحكومة "حرية الملاحة مسألة حاسمة بالنسبة لنظام التجارة العالمي واقتصاد العالم، وسنبذل كل ما بوسعنا للدفاع عنها".

وفي وقت سابق نصحت الحكومة السفن التي ترفع العلم البريطاني بتجنب المرور عبر مضيق هرمز قدر الإمكان وإخطار البحرية إذا كانت مضطرة لعبوره، لكنها كانت قد قالت إنها لن تقدر على مرافقة كل سفينة.

Thumbnail

وتسعى بريطانيا إلى تشكيل مهمة حماية بحرية بقيادة أوروبية لضمان سلامة الإبحار عبر مضيق هرمز بعد احتجاز إيران للناقلة والذي وصفته لندن بأنه عمل من قبيل "قرصنة الدولة".

ولا يرجع هذا التغير في السياسة إلى تحول تحت قيادة رئيس الوزراء الجديد بوريس جونسون، وذكر مسؤول طلب عدم نشر اسمه أن الحكومة كانت تعمل على الخطة منذ بضعة أيام.

ورحبت غرفة الشحن البحري البريطانية اليوم بتغيير السياسة، حيث سبق أن دعت الغرفة إلى تعزيز الحماية للسفن التجارية في المنطقة.

وقال بوب سانجوينيتي الرئيس التنفيذي لغرفة الشحن البحري في بيان "هذه الخطوة ستوفر قدرا من الأمان والاطمئنان وهو أمر مطلوب بشدة لقطاع الشحن البحري في هذه الفترة التي يكتنفها الغموض".

وأضاف "رغم ذلك، سنواصل السعي من أجل خفض حدة التوتر في المنطقة".

وتمر ما يتراوح بين 15 و30 سفينة كبيرة ترفع علم بريطانيا يوميا في الخليج، ويعبر ما يصل إلى ثلاثة منها مضيق هرمز بين إيران وسلطنة عمان.

ويمر نحو خمس صادرات النفط العالمية عبر المضيق، كما تستعين شركات الشحن بشكل متزايد بحراس أمن غير مسلحين كضمان إضافي.

وفي العاشر من يوليو أحبطت الفرقاطة مونتروز فيما يبدو محاولة من جانب سفن إيرانية لاعتراض سبيل ناقلة نفط بريطانية عند المدخل الشمالي لمضيق هرمز.

كما حذرت الفرقاطة مونتروز في 19 يوليو زورق دورية إيرانيا من التعرض للناقلة ستينا إمبيرو لكن الزورق الإيراني الذي يبدو أن التحذير لم يردعه مضى إلى إصدار التعليمات لناقلة النفط بتغيير مسارها ثم احتجزها في وقت لاحق.

Thumbnail

وقفزت بشدة تكلفة تأمين السفن في المنطقة مع تزايد المخاطر، وهو ما دفع بعض ملاك السفن إلى تجنب المنطقة بشكل كامل.

وفي إطار تشكيل تحالف عسكري يعمل على حماية الملاحة البحرية في المنطقة، عقدت الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى اجتماعا في ولاية فلوريدا الأميركية لبحث سبل حماية الملاحة في الخليج من إيران.

وتدعو واشنطن، التي تملك إلى الآن أقوى وحدة بحرية غربية في الخليج، حلفاءها للانضمام إليها في عملية لحماية الملاحة هناك.

لكن الدول الأوروبية، التي تختلف مع واشنطن في قرارها فرض عقوبات على إيران، مترددة في الانضمام لمهمة بقيادة أميركية خشية زيادة التوتر في المنطقة.

وقال ثلاثة دبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي إن فرنسا وإيطاليا والدنمرك تدعم فكرة تشكيل مهمة بقيادة أوروبية في الخليج، لكن ألمانيا قالت إن من السابق لأوانه مناقشة كيفية مشاركتها فيها.