بريطانيا تواجه تفشي "دلتا كورونا" بوزير صحة جديد

رئيس الوزراء البريطاني يعين ساجد جاويد خلفا لمات هانكوك بعد استقالته من منصبه على خلفية مخالفته قواعد مكافحة الفايروس.
الأحد 2021/06/27
ساجد جاويد في قلب معركة النسخة المتحورة من الفايروس

لندن – عين رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون السبت ساجد جاويد وزيرا جديدا للصحة خلفا لمات هانكوك الذي استقال من المنصب، بعدما أصبح في وضع حرج على إثر الكشف عن انتهاكه إجراءات فرضتها حكومته للحد من انتشار فايروس كورونا.

وجاء هذا التغيير في وقت حرج لبريطانيا التي سجلت فيها أكثر من 128 ألف وفاة بكورونا وتواجه تفشي النسخة المتحورة من الفايروس "دلتا" شديدة العدوى. وتسابق السلطات الزمن لتطعيم أكبر عدد ممكن من الناس لرفع القيود الأخيرة المطبقة حاليا في يوليو.

وكان من المقرر أن تخفف بريطانيا إجراءات الإغلاق بشكل كبير في 21 يونيو، لكن ظهور المتحور دلتا الذي اكتشف للمرة الأولى في الهند أدى إلى تمديدها.

وعين ساجد جاويد (51 عاما) وزير المال السابق في حكومة جونسون، وزيرا للصحة كما أعلنت رئاسة الحكومة البريطانية. وقد عاد بذلك إلى الحكومة التي انسحب منها مطلع 2020 لاستيائه من الشروط التي فرضت لممارسة مهامه.

وجاويد، المصرفي السابق ونجل سائق حافلة باكستاني سابق، كان أول سياسي ينتمي إلى عرقية إثنية تشكل أقلية، يتولى حقيبة الداخلية وذلك في حكومة رئيسة الوزراء المحافظة السابقة تيريزا ماي.

وقالت رئاسة الحكومة إن الملكة إليزابيث الثانية وافقت على تعيين النائب ساجد جاويد خلفا لهانكوك.

وكتب هانكوك (42 عاما) في رسالة استقالته التي قدمها إلى جونسون "ندين للشعب الذي بذل الكثير من التضحيات في هذه الجائحة، بأن نكون صادقين حين نخذله كما فعلت بانتهاكي للإجراءات".

وأعرب جونسون الذي قدم دعمه في البداية لهانكوك، عن "أسفه" لهذه الاستقالة. وقال ردا على الرسالة إن هانكوك يجب أن يكون "فخورا جدا بما حققه ليس فقط بالتصدي للوباء بل قبل كوفيد - 19 الذي يضربنا".

وأشاد بدوره في حملة التلقيح البريطانية الناجحة التي وصفها بأنها "أحد أكبر النجاحات للدولة الحديثة". وقال إن "مهمتك كانت التعامل مع تحد لم يواجه مثله أي من الذين سبقوك في هذا المنصب، وكنت في مكافحتك لكوفيد على قدر هذا التحدي بحيوية كبيرة وذكاء وتصميم".

وكانت صحيفة "ذي صن" نشرت على صفحتها الأولى الجمعة صورة من كاميرا مراقبة، يظهر فيها مات هانكوك المتزوج وأب لثلاثة أطفال، وهو يقبل جينا كولادانجيلو، وهي صديقة قديمة له أثار تعيينها بتكتم في مكتبه في السادس من مايو جدلا.

وبعدما اعترف بأنه خالف القواعد، اعتذر الرجل الذي دعا البريطانيين باستمرار إلى احترامها. وأكد رئيس الحكومة أنه قبل الاعتذار وجدد ثقته فيه، معتبرا أن القضية "أغلقت".

وأكد في رسالة استقالته أن "آخر ما أريده هو أن لا تصرف حياتي الشخصية الأنظار عن التركيز على ما يقودنا إلى خارج هذه الأزمة"، لكن الصحيفة نشرت السبت على موقعها الإلكتروني تسجيل فيديو من كاميرا المراقبة.

وفي مواجهة هذه القضية التي تناقلتها جميع وسائل الإعلام، تضاعفت الدعوات إلى الاستقالة من قبل المعارضة والمعسكر المحافظ الحاكم. ووجدت هذه الدعوات صدى لدى وزير الصحة الذي اتهم بالنفاق.

مات هانكوك محرج بعد تسريب صور من كاميرا مراقبة وهو يقبل مساعدته
مات هانكوك محرج بعد تسريب صور من كاميرا مراقبة وهو يقبل مساعدته

وقال زعيم حزب العمال كير ستارمر في تغريدة على تويتر إن هانكوك "محق في الاستقالة"، لكنه رأى أنه كان ينبغي أن يقوم جونسون "بطرده".

وأشار حزب العمال أيضا إلى إمكانية تضارب مصالح في تعيين جينا كولادانجيلو في الوزارة. وتعمل هذه السيدة في حملات الترويج ويعرفها مات هانكوك منذ دراسته الجامعية. وهي تدير حاليا سلسلة من المتاجر أسسها زوجها.

وقبل هذه الفضيحة وجهت اتهامات مربكة أخرى إلى هانكوك الذي أصبح معروفا لدى البريطانيين خلال الوباء بالمؤتمرات الصحافية اليومية، خلال ذروة الموجة الأولى من انتشار الفايروس.

وخلال جلسة استماع في مجلس العموم في مايو الماضي، اتهمه المستشار السابق لرئيس الوزراء دومينيك كامينغز بـ"الكذب" في عدة مناسبات، ورأى أنه كان يجب "فصله". وفي منتصف يونيو قال إن بوريس جونسون وصف هانكوك بأنه "فاشل" في تعامله مع الوباء، مقدما تسجيلا على هاتفه النقال يثبت ذلك.

وواجه هانكوك انتقادات أيضا بسبب نقص معدات حماية الطواقم الصحية في بداية الأزمة، وفي وقت لاحق بسبب الغموض في منح بعض العقود العامة.

وهانكوك تخرج من جامعتي أكسفورد وكامبريدج العريقتين. وقد انتخب للمرة الأولى عضوا في البرلمان عن حزب المحافظين في 2010.

ودخل هاوي الكريكت والمحلل الاقتصادي السابق في بنك إنجلترا، إلى الحكومة للمرة الأولى في 2012، حيث شغل مناصب وزارية مختلفة.

وتولى هانكوك منصب وزير الصحة في التاسع من يوليو 2018، بعدما شغل منصب رئيس هيئة الثقافة والإعلام والرياضة، وعمل قبل دخوله معترك السياسة في شركات عائلته.