بريطانيا تواجه اتهامات بالتقصير في استقبال اللاجئين الأوكرانيين

لندن - دافع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الإثنين عن السياسة التي تتّبعها المملكة المتحدة على صعيد استقبال اللاجئين الهاربين من الغزو الروسي لأوكرانيا، بعد انتقادات وجّهت إلى حكومته التي اقتصر إلى الآن عدد الذين سمحت بدخولهم البلاد في هذا الإطار على 50 شخصا.
وقال جونسون الذي التقى الإثنين نظيريه الكندي جاستن ترودو والهولندي مارك روته، إن “المملكة المتحدة ستكون سخية بالقدر الممكن”، لكنّه أضاف أن بلاده “لن تتخلى ببساطة عن الرقابة (الأمنية) برمّتها”.
وقال “نحن ندرس أوضاع الآلاف” حاليا و”من الواضح أن هذه الأزمة تتفاقم طوال الوقت”.
وتابع “لدينا مساران سخيان للغاية، مسار لم شمل العائلة الذي لا حد أقصى له والذي يمكن أن يسمح لمئات الآلاف من الأشخاص بالقدوم إلى هذا البلد، والمسار الإنساني”.

بوريس جونسون: المملكة المتحدة لن تتخلى عن الرقابة الأمنية برمتها
ومدّدت لندن بشكل تدريجي البرنامج العائلي الذي بات يشمل الأهل والأجداد والأقرباء ومن تربطهم “صلة قرابة مباشرة” بالمقيمين في المملكة المتحدة.
وأعلنت الحكومة أنها منحت منذ الأحد نحو 50 تأشيرة لأوكرانيين بموجب البرنامج المخصص لأفراد العائلات الذين لديهم أقرباء في بريطانيا من أصل 5535 شخصا قدّموا طلبات خلال 48 ساعة من إطلاق البرنامج. وأعلنت الحكومة الإثنين أن أكثر من عشرة آلاف شخص قدّموا طلبات بموجب البرنامج.
وبموجب المسار الإنساني يمكن لأفراد أو مجتمعات أو منظّمات أن يتكفّلوا بلاجئين. لكن فرنسا تتّهم بريطانيا بأنها “عديمة الإنسانية” بعدما أفادت بإعادة 150 لاجئا إلى ميناء كاليه الواقع على بحر المانش (القناة).
وانتقد وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان في رسالة إلى نظيرته البريطانية بريتي باتيل “الرد غير الملائم تماما” لبلادها و”الافتقار إلى الإنسانية” تجاه لاجئين أوكرانيين حاولوا العبور من فرنسا إلى المملكة المتحدة للالتحاق بعائلاتهم.
وجاء ذلك بعد أن طلبت السلطات البريطانية في الأيام الأخيرة من حوالي 150 أوكرانيا فروا من بلادهم “الذهاب إلى باريس أو بروكسل” للحصول على تأشيرات للالتحاق بعائلاتهم في المملكة المتحدة.
وانتقد دارمانان “الرد غير المناسب تماما” و”الافتقار إلى الإنسانية” تجاه هؤلاء اللاجئين الذين يعانون من “ضائقة”، لاسيما وأن “كثيرا منهم نساء لديهن أطفال صغار وأشخاص كبار السن ومعوقون”.
ووصل في الإجمال “أكثر من 400 مواطن أوكراني” إلى منطقة كاليه الفرنسية منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا، بحسب وزير الداخلية.
ويسبب وضعهم منذ أيام خلافا بين لندن وباريس اللتين توترت علاقاتهما بسبب قضية عبور المهاجرين غير الشرعيين عبر قناة المانش.
وكانت الحكومة الفرنسية قد أعلنت الخميس أن المملكة المتحدة ستقيم “نوعا من القنصلية” في كاليه لإصدار تأشيرات مباشرة للأوكرانيين هناك.
وأضاف الوزير الفرنسي “بات من الضروري أن يكون ممثلكم القنصلي، بشكل استثنائي وفي وقت الأزمة، قادرا على إصدار تأشيرات للم شمل الأسر مباشرة في كاليه”.
فرنسا تتّهم بريطانيا بأنها "عديمة الإنسانية" بعدما أفادت بإعادة 150 لاجئا إلى ميناء كاليه الواقع على بحر المانش
وتابع “سيكون من غير المفهوم إذا نشرتم تعزيزات قنصلية لهذا الغرض في أنحاء أوروبا، وصولا إلى أوكرانيا، ولم تفعلوا ذلك قرب حدودكم”.
واختتم رسالته قائلا “لقد كانت سواحلنا مسرحا للعديد من المآسي الإنسانية”، في إشارة إلى غرق سفينة أودى بحياة 27 مهاجرا في نهاية نوفمبر، وأردف “دعونا لا نضيف إليها هذه العائلات الأوكرانية”.
وقالت رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستورجون إنه “من غير المعقول” وضع عراقيل إدارية أمام تقديم أشخاص هربوا من المعارك طلبات للحصول على تأشيرات.
وتفيد التقديرات بهروب أكثر من 1.7 مليون شخص من أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي للبلاد في الرابع والعشرين من فبراير، استقبلت بولندا أكثر من مليون منهم.
واعتبر جونسون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تفاجأ بـ”مستوى وحدة صف الدول الغربية” في مواجهة الغزو، خصوصا على صعيد العقوبات الاقتصادية.
وقال جونسون “بالتأكيد نريد المضي قدما بأسرع ما يمكن. لذا ألتقي اليوم مارك روته وجاستن ترودو”، مضيفا “لا شيء مستبعدا” في ما يتعلّق بالتدابير الاقتصادية.
وتابع “علينا أن نقر بوجوب اتّخاذ المزيد من الإجراءات على صعيد العقوبات. العالم يمكنه اتّخاذ المزيد من الإجراءات على صعيد القطاع المصرفي”.