بريطانيا تصعد لهجتها ضد إيران وتحثها على العودة إلى الاتفاق النووي

مسؤول بالاتحاد الأوروبي يرجّح استئناف المحادثات الخميس.
الخميس 2021/12/09
في انتظار استكمال المفاوضات

لندن - حذرت بريطانيا إيران من تضييع الفرصة الأخيرة للعودة إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والالتزام ببنوده، في وقت رجّح فيه الاتحاد الأوروبي استئناف المحادثات الخميس في فيينا.

وحثت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس طهران الأربعاء على العودة إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015، قائلة إنها “آخر فرصة” أمامها لمعاودة الالتزام به، وذلك قبل يوم واحد فقط على الموعد المقرر لاستئناف المحادثات.

وقالت لمؤسسة تشاتام هاوس للأبحاث “هذه حقا آخر فرصة لإيران للعودة إلى الاتفاق، وأنا أحثهم بشدة على القيام بذلك، لأننا مصممون على العمل مع حلفائنا لمنع إيران من حيازة أسلحة نووية”، مضيفة “لذا يجب عليهم العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، لأن من مصلحتهم القيام بذلك”، في إشارة إلى الاتفاق النووي.

والأسبوع الماضي، توقفت المحادثات بعد أن أبدى مسؤولون أوروبيون استياءهم إزاء مطالب الإدارة الإيرانية المحافظة الجديدة.وقال مسؤول كبير بالاتحاد الأوروبي إن المحادثات “ستستأنف الخميس في فيينا”.

ليز تراس: هذه حقا آخر فرصة لإيران للعودة إلى الاتفاق

وكتب إنريكي مورا، الذي يترأس المحادثات، على تويتر “الجولة السابعة من المباحثات ستتواصل الخميس في فيينا، بعد مشاورات في عواصم (الدول الأطراف) وما بينها، وستنعقد خلال المحادثات لجنة مشتركة، وستُجرى أعداد من الاتصالات الثنائية ومتعددة الأطراف”.

ورجّح وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الأربعاء أن تتواصل المحادثات، لكنه عبّر عن قلقه من أن تكون إيران “تماطل لكسب الوقت”.

وأعلنت ألمانيا عن رغبتها في أن تقدم إيران مقترحات واقعية في المحادثات بشأن برنامجها النووي، مضيفة أن تلك التي قدمتها إيران الأسبوع الماضي تنتهك تقريبا جميع التسويات التي جرى التوصل إليها سابقا.

واستؤنفت المفاوضات لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني في التاسع والعشرين من نوفمبر الماضي بعد توقف دام خمسة أشهر، لكنها توقفت مرة أخرى منذ الجمعة الماضي، فمازالت الدول الأطراف في الاتفاق تطلب وقتا لدراسة مقترحات إيران.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة للصحافة إن “نصوصنا قابلة للتفاوض تماما”، مضيفا “شهدنا بعض التقاعسات وعدم الوفاء بالتزامات من قبل الأطراف الأخرى”.

وتابع “نحن ننتظر أن نتلقى رأي الجانب الآخر حول الوثيقتين اللتين قدمناهما”، متهما الأطراف الأخرى بأنها “تريد لعب لعبة تُلقى فيها كل المسؤولية على الآخر”.

وأعرب الأوروبيون عن “خيبة أملهم وقلقهم” بعد أيام قليلة على استئناف المفاوضات في فيينا بشأن الطاقة النووية الإيرانية، بحسب دبلوماسيين من فرنسا وألمانيا وبريطانيا.

وقال الدبلوماسيون إن “طهران تتراجع عن كل التسويات التي جرى التوصل إليها بصعوبة”، خلال الجولة الأولى من المفاوضات بين أبريل ويونيو الماضيين.

وصرّح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بأن “إيران لا تبدو الآن جادة في اتخاذ ما يلزم لمعاودة الامتثال، ولهذا السبب أنهينا جولة المحادثات في فيينا”.

وأضاف “إذا تبين أن الطريق مسدود أمام عودة الامتثال للاتفاق، فسنسعى لخيارات أخرى”، من دون توضيح طبيعة هذه الخيارات. وأفاد دبلوماسيون بأن الوفد الإيراني اقترح تغييرات جذرية على نص اتفاق تم التفاوض بشأنه في جولات سابقة، ورفض المسؤولون الأوروبيون إجراء التعديلات المقترحة على نص تمت صياغته بشق الأنفس، وقالوا إنه تم الانتهاء منه بنسبة تتراوح بين 70 و80 في المئة.

بريطانيا تحذر إيران من تضييع الفرصة الأخيرة للعودة إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والالتزام ببنوده، في وقت رجّح فيه الاتحاد الأوروبي استئناف المحادثات

وقال مسؤولون بارزون من فرنسا وبريطانيا وألمانيا في بيان “قبل أكثر من خمسة أشهر، أوقفت إيران المفاوضات، ومنذ ذلك الحين تمضي قدما في برنامجها النووي بسرعة، ثم تراجعت هذا الأسبوع عن التقدم الدبلوماسي الذي تم إحرازه”.

وأوضحوا أن طهران تطالب بإدخال “تعديلات كبيرة” على النص. وأضافوا “من غير الواضح كيف يمكن سد الثغرات الجديدة في إطار زمني واقعي”.

وعبّرت القوى الأوروبية الثلاث عن “الإحباط والقلق”، موضحة أن بعض التعديلات المقترحة لا تتفق مع الاتفاق النووي لعام 2015.

وسبق أن أكدت بريطانيا وإسرائيل أنهما ستعملان معا على منع تحول إيران إلى قوة نووية.

وكان من المفترض أن يقيد اتفاق 2015 بشكل جذري برنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.

لكن الولايات المتحدة انسحبت بشكل أحادي من الاتفاق عام 2018، وأعادت فرض العقوبات، متهمة طهران بالسعي لامتلاك أسلحة ذرية تحت ستار برنامج نووي مدني.

5