بريطانيا ترجح سيناريو "بريكست" بدون اتفاق

بروكسل - حذر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الأحد، من أن فشل محادثات التجارة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لا يزال السيناريو “الأكثر ترجيحا”، على الرغم من قرار المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي بمواصلة محادثاتهما.
وقال للتلفزيون البريطاني “علي أن أكرر أن الأمر الأكثر ترجيحا الآن هو بالتأكيد أنه علينا الاستعداد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بشروط منظمة التجارة العالمية” في الأول من يناير.
والأحد، أعلن الاتحاد الأوروبي وبريطانيا تمديد المهلة الخاصة بالتوصل إلى اتفاق حول ترتيبات ما بعد خروج المملكة من الكتلة الأوروبية.
ويحاول الطرفان البتّ في مصير مفاوضات مرحلة ما بعد بريكست الشائكة إما لجهة الإقرار بفشل يتوقع أن تكون له عواقب وخيمة وإما التوصل إلى اتفاق لا يزال ممكنا قبل عشرين يوما فقط من الانفصال النهائي بين الطرفين.
ولا يستبعد مراقبون أي سيناريو بما في ذلك إعلان تسوية غير متوقعة نظرا إلى التوتر الشديد في هذه المباحثات التي كثرت فيها المناورات وشهدت مستجدات مباغتة منذ انطلاقها في مارس الماضي.
وسجلت مؤشرات سلبية حتى مساء السبت في وقت صرح فيه مصدر حكومي بريطاني بأنه مع تواصل المباحثات في بروكسل "لا يزال عرض الاتحاد الأوروبي غير مقبول".
وأضاف "ينبغي على أي اتفاق أن يكون عادلا وأن يحترم المعطى الأساسي ومفاده أن المملكة المتحدة ستكون دولة تتمتع بالسيادة في غضون ثلاثة أسابيع".
وفي مؤشر على ارتفاع منسوب التوتر، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية عشية هذه المهلة الجديدة أن سفنا تابعة لسلاح البحرية الملكية في حالة جهوزية لحماية مناطق صيد الأسماك الوطنية حيث قد تسجل توترات في حال عدم التوصل إلى اتفاق.
وسيعود إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اتخاذ قرار مواصلة المباحثات من عدمها، أثناء اتصال هاتفي الأحد في ضوء المفاوضات الأخيرة التي قد تتواصل طوال اليوم.
وتحاول فون دير لاين وجونسون منذ أيام إخراج المباحثات من الطريق المسدود في ظل مواقف متباعدة بين الطرفين.
وصدرت عن الطرفين تصريحات متشائمة، حيث قال جونسون إن "الفشل مرجح جدا" فيما رأت فون دير لاين أن الأمل في التوصل إلى اتفاق "ضئيل جدا".
وعلى صعيد عملي وتحسبا لعدم التوصل إلى اتفاق، عرضت المفوضية الأوروبية تدابير طارئة تهدف إلى الحفاظ على حركة النقل البري والجوي لمدة ستة أشهر بين الطرفين بشرط أن تفعل لندن الشيء نفسه. وتهدف الإجراءات أيضا إلى ضمان الوصول المتبادل إلى مناطق الصيد لسفن كلا الطرفين في العام 2021.
وكانت الدول الأعضاء التي تقف منذ أشهر صفا واحدا وراء كبير المفاوضين الأوروبيين ميشال بارنييه، تطالب بهذه الإجراءات.
ويبدو أن التسوية مستحيلة بين البريطانيين الذين يريدون الحصول على حرية تامة على الصعيد التجاري والأوروبيين الحريصين على حماية سوقهم الهائلة.
والأمر المؤكد الوحيد هو أن بريطانيا التي انسحبت رسميا من الاتحاد الأوروبي في 31 يناير 2020، ستخرج نهائيا من السوق الأوروبية الموحدة والاتحاد الجمركي بحلول 31 ديسمبر.
ويحتم عدم التوصل إلى اتفاق أن تحكم قواعد منظمة التجارة العالمية التبادل التجاري بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي مع ما يحمله ذلك من فرض رسوم جمركية أو نظام حصص، ما قد يشكل صدمة جديدة للاقتصاد الذي يعاني أصلا من تبعات كوفيد - 19.
وتتعثر المفاوضات حول ثلاثة مواضيع: وصول صيادي الأسماك الأوروبيين إلى المياه البريطانية وطريقة تسوية الخلافات في اتفاق مستقبلي والضمانات التي يطالب بها الاتحاد الأوروبي لندن في مجال المنافسة في مقابل الوصول الحر إلى أسواقه.
والاتحاد الأوروبي مستعد لمنح لندن إمكان دخول السوق الأوروبية من دون رسوم جمركية أو نظام حصص لكنه يريد في المقابل التحقق من أن المملكة المتحدة لن تلجأ إلى إغراق الأسواق من خلال ابتعادها عن المعايير البيئية والاجتماعية والضريبية الأوروبية أو تلك المتعلقة بالمساعدات الرسمية.
وإن حصل ذلك، يريد الاتحاد الأوروبي أن يكون قادرا على اتخاذ تدابير رد سريعة مثل فرض رسوم جمركية من دون أن يضطر إلى الانتظار إلى حين بت الخلاف في إطار إجراءات تحكيم عادية، سعيا إلى حماية الشركات الأوروبية، إلا أن لندن ترفض ذلك كليا.
وأكد مصدر أوروبي "يعتبر الاتحاد الأوروبي حماية السوق الموحدة خطا أحمر. ما اقترحناه على المملكة المتحدة يحترم السيادة البريطانية ويمكن أن يشكل أساسا للاتفاق".