بريطانيا تدافع عن جدوى خططها لحماية اقتصادها من بريكست

بريكست أدى إلى تفاقم الوضع الاقتصادي في بريطانيا والذي بات على حافة الركود من خلال خنق التجارة الخارجية والاستثمار التجاري.
السبت 2023/01/28
مصير يلفه الغموض

لندن - انبرى المسؤولون البريطانيون مرة أخرى للدفاع عن الجدوى من الخطط الإصلاحية الأخيرة للحكومة لحماية اقتصاد بلدهم من الآثار القاسية للخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست).

وحاول وزير المالية جيريمي هانت الجمعة إثبات صواب مسار الحكومة، رافضا في الوقت ذاته الحديث عن تراجع اقتصادي، ووعد بأن بريكست سيحفز عصرا جديدا من النمو يتخلف بشكل متزايد عن أقرانه.

وأشار هانت الذي أعاد استقرار الأسواق المالية بعد اضطراب "الميزانية المصغرة" لرئيسة الوزراء السابقة ليز تراس في سبتمبر الماضي، إلى أنه سيلتزم برفع الضرائب في الميزانية السنوية المقبلة التي أثارت غضب مشرعين في حزب المحافظين الحاكم.

وكرر طموحه لإنشاء "وادي سيليكون جديد" مع التحول إلى صناعات جديدة عالية القيمة مثل الطاقة المتجددة والصناعات التحويلية المتقدمة. وقال في خطاب ألقاه في بلومبيرغ بلندن "خطتنا للنمو أمر ضروري وأصبحت ممكنة بفضل بريكست".

ويرى خبراء أنّ بريكست أدى إلى تفاقم الوضع الاقتصادي في البلاد الذي بات على حافة الركود من خلال خنق التجارة الخارجية أو الاستثمار التجاري أو عن طريق التسبّب في انخفاض الجنيه الإسترليني.

جيريمي هانت: خطتنا للنمو أمر ضروري وباتت ممكنة بفضل بريكست
جيريمي هانت: خطتنا للنمو أمر ضروري وباتت ممكنة بفضل بريكست

وتسببت كل تلك المشاكل، فضلا عن آثار الحرب في أوكرانيا، في تفاقم التضخّم الذي بلغ الشهر الماضي 10.5 في المئة، وهو أدنى مستوى له في الربع الأخير من 2022، والذي أفرز أزمة خطيرة في كلفة المعيشة.

كما ترتسم على الشركات المحلية علامات الكآبة جراء التداعيات الوخيمة لبريكست، والتي أضافت المزيد من التكاليف على نشاطها، مما يجعلها تكابد عناء مواجهة مشاكلها عبر بلورة خطط تجارية تساعدها في النهوض من كبواتها.

ومع بقاء ستة أسابيع للإعلان عن خطة للنمو في مارس المقبل، وحزبه في مرتبة متأخرة عن حزب العمال المعارض قبل الانتخابات في العام المقبل، أكد هانت أنه يريد ضرائب أقل ولكن يجب أن “تأتي هذه الأموال السليمة أولا”.

وقال إن الوقت قد حان لـ”برنامج إصلاح أساسي” لسوق العمل، حيث يحتاج العمال الذين تسربوا من القوى العاملة خلال الوباء إلى العودة إلى العمل.

وتأتي تصريحات الوزير بعد أيام من قول رئيس اتحاد الصناعة البريطانية إن بريطانيا كانت “متداخلة بشكل مذهل وتجاوزت” في مجال الاستثمار الأخضر.

وأشار هانت إلى أن “الثقة في المستقبل تبدأ بالصدق بشأن الحاضر، ولا ينبغي لنا أن نتجنب التحدي الأكبر الذي نواجهه وهو ضعف إنتاجيتنا”. وقال “خطتنا للازدهار على المدى الطويل تعالج هذا التحدي بشكل مباشر”.

ولم تتوان راشيل ريفز المتحدثة المالية باسم حزب العمال في كيل الانتقادات للحكومة. وقالت في بيان “شهدنا 13 عاما من الفشل الاقتصادي لحزب المحافظين”. وأضافت “المحافظون ليس لديهم خطة في الوقت الحالي وليس لديهم خطة للمستقبل”.

غراف

ومع ذلك، يرى هانت أن الحديث المتراجع لا يعكس حقيقة أن الاقتصاد البريطاني نما بأكثر من نمو فرنسا وألمانيا منذ عام 2010.

والمقارنات الأخيرة أقل تفضيلا، إذ تظهر البيانات الرسمية أن بريطانيا هي اقتصاد مجموعة السبع الوحيد الذي فشل في استعادة حجمه الذي كان عليه قبل الوباء بحلول الربع الثالث من عام 2022.

ويقول معظم الاقتصاديين إن بريكست حتى الآن ساهم في ضعف الاستثمار التجاري البريطاني خلال الآونة الأخيرة، وأداء التجارة والنمو.

وتوكد الحكومة أنه سيتم تنفيذ إصلاحات قواعد الملاءة الثانية للاتحاد الأوروبي في الأشهر المقبلة ما يسمح لشركات التأمين بالاستثمار بشكل أكبر في الاقتصاد.

وقال هانت في خطابه إن "بريطانيا بحاجة إلى ضرائب أقل"، لكنه أشار إلى أن ذلك ليس وشيك الحدوث.

وأوضح أنه "في ظل الأسواق المتقلبة والتضخم المرتفع، يجب أن تأتي الأموال السليمة أولا، لكن يجب أن يكون طموحنا ألا يكون لدينا أقل من نظام ضريبي أكثر تنافسية في أي دولة كبرى".

وكانت معالجة التضخم المرتفع أولوية قصوى. وقال هانت "أفضلُ تخفيض ضريبي الآن هو خفض التضخم".

اقرأ أيضا:

أهالي غريز نادمون على بريكست بعد دعمهم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

10