بريطانيا تخرج ببطء من العزل على وقع استئناف حركة النقل مع فرنسا

إجراء الفحوص الطبية للسائقين شرط مسبق لدخول فرنسا ولعودة سلاسل الإمداد البريطانية إلى وتيرتها.
الأربعاء 2020/12/23
سائقو الشاحنات العالقون نفد صبرهم

دوفر (المملكة المتحدة) - بدأت المملكة المتحدة الأربعاء الخروج من العزل إثر الاستئناف المحدود لحركة النقل مع فرنسا، وسط مساع لتخليص الآلاف من الشاحنات العالقة في ميناء دوفر أشد موانئ المملكة المتحدة ازدحاما، ما يثير مخاوف من حدوث شح في الموارد.

وكانت فرنسا ودول أخرى أعضاء في الاتحاد الأوروبي أغلقت الحدود مع بريطانيا بسبب الانتشار السريع لسلالة جديدة من فايروس كورونا، مما أوقف نقل البضائع عبر القنال الإنجليزي.

وتوقفت حركة الشاحنات والتوريدات للبلاد مما جعل الأزمة أكبر من مجرد مرض، حيث منع مرور الشاحنات من بريطانيا إلى أوروبا، في وقت ازدحم فيه عشرات الآلاف من السائقين الأوروبيين الذين لا يستطيعون العودة من بريطانيا بشاحناتهم الفارغة لتحميل الشحنات.

ومع ظهور بوادر انفراجة للأزمة بدأ سباق مع الزمن بمساعدة الجيش لإجراء فحوص للسائقين الذين نفد صبرهم، وهو شرط مسبق لدخول فرنسا وأيضا للسماح لسلاسل الإمداد البريطانية بالعودة إلى وتيرتها الطبيعية تفاديا لأي نقص في السلع.

وقال سائق بولندي، وهو واحد من آلاف العالقين بعد إغلاق الحدود الفرنسية لـ48 ساعة إثر ظهور سلالة جديدة من فايروس كورونا في بريطانيا، "يقولون إننا سنخضع لفحص كوفيد، لكن شيئا من هذا لم يحصل" بعد.

واستأنف مرفأ دوفر نشاطه، لكن طوابير طويلة من الشاحنات لا تزال متوقفة في منطقة المرفأ في كنت (جنوب شرق). ونبه وزير المجتمعات المحلية البريطاني روبرت جنريك في تصريح تلفزيوني إلى "أننا نحتاج إلى بضعة أيام لتجاوز الوضع" الراهن.

وكتب لاحقا على تويتر أن "الفحوص بدأت"، ولكن لا يزال ثمة "تأخير كبير"، داعيا إلى تجنب التوجه إلى المنطقة.

وأوضح الوزير البريطاني أن نحو أربعة آلاف شاحنة ثقيلة كانت عالقة مساء الثلاثاء في "كنت" حول منطقة المرفأ، إضافة إلى ما بين 700 و600 شاحنة على الطريق السريعة المؤدية إلى لندن ونحو ثلاثة آلاف في مطار مانستون القديم المجاور حيث يمكن للسائقين إجراء فحوص.

وفي مرحلة أولى، سيمد الجيش يد العون لخوض هذا التحدي اللوجستي الكبير.

وفي حال تبين أن السائق مصاب بعد فحص سريع تظهر نتيجته خلال نحو ثلاثين دقيقة، سيتم إخضاعه لفحص "بي.سي.آر" على أن يحجر في فندق لعشرة أيام إذا كان فحصه إيجابيا.

ورغم اتفاق الخروج من أزمة الإمدادات بين لندن وباريس، فإن الوضع في ميناء دوفر لا يزال يثير المخاوف.

وقالت الهيئة التي تمثل الموزعين "إلى أن يتم تعويض التأخير وتعود سلاسل الإمداد إلى طبيعتها، فإننا نواجه مشاكل على صعيد توافر بعض المنتجات الطازجة".

وفي مواجهة هذا الخطر الذي ازداد مع حركة التسوق قبل عيد الميلاد وخلو بعض الرفوف في المتاجر من السلع، أعلن عملاق المتاجر الكبيرة تيسكو الثلاثاء أنه سيقتصد في بيع بعض السلع الضرورية مثل البيض والأرز وورق المراحيض.

وتتصاعد المخاوف كذلك مع بدء العد العكسي لانتهاء المرحلة الانتقالية التي تلي بريكست في 31 ديسمبر، وخصوصا أن لا مؤشرات إيجابية إلى الآن توحي بإمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري بين بروكسل ولندن.

في المقابل، انتهز فرنسيون في لندن الفرصة صباح الأربعاء لاستئناف رحلات قطارات "يوروستار" ليعودوا إلى بلدهم بمناسبة عيد الميلاد. وقبل وقت قصير من مغادرة أول قطار لمحطة سانت بانكراس، كانت المحطة أكثر هدوءا مما هي عليه عادة، قبل يومين من عيد الميلاد.

وكانت فرنسا سمحت مساء الثلاثاء بعودة بعض المسافرين من بريطانيا شرط أن يقدموا نتائج فحوص أجريت قبل 72 ساعة على الأكثر وتثبت عدم إصابتهم بكوفيد - 19 أو بالفايروس الناجم عن طفرة فيه.