بريطانيا تتهم روسيا بالسعي لتقويض الديمقراطيات الغربية

برلين - اتهم أندرو باركر رئيس جهاز المخابرات الداخلية البريطانية (إم.آي 5) روسيا الاثنين، بمحاولة تقويض الديمقراطيات الغربية من خلال نشر معلومات مضللة وأكاذيب، فيما قال هانزجورج ماسن رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية بألمانيا، إن الأجهزة الأمنية الألمانية حصلت على إشارات بأن روسيا تدعم الحركة الانفصالية الكتالونية.
وفي أول كلمة علنية يلقيها رئيس جهاز إم.آي 5 خارج بريطانيا خلال وجوده في الخدمة، قال باركر إن بلاده لا تريد تصعيد التوترات مع موسكو لكن سلسلة من الأفعال العدائية والمضرة حدثت في الآونة الأخيرة بتوجيه من الكرملين ليست مقبولة.
وأضاف باركر، مشيرا إلى أنه درس الروسية يوما، أمام جمهور في برلين “بدلا من أن تصبح دولة عظيمة تحظى بالاحترام، فإنها تخاطر بأن تصبح أكثر عزلة”.
وتابع “المذهب الذي تمرست فيه الدولة الروسية الآن والذي يعتمد على المزج بين التلاعب الإعلامي والتضليل والتحريف على وسائل التواصل الاجتماعي إضافة إلى وسائل قديمة وجديدة للتجسس وهجمات إلكترونية على مستويات عالية والبلطجة بالقوة العسكرية والبلطجة الإجرامية، هو ما يطلق عليه هذه الأيام مصطلح التهديدات الهجينة”.
وأكد أن التعاون مع الشركاء في الاتحاد الأوروبي أساسي للتصدي للتهديدات التي يمثلها المتشددون الإسلاميون وروسيا، مضيفا “يجب ألا نخاطر بخسارة القدرات المشتركة أو بإضعاف الجهد الجماعي في أوروبا، ندين بهذا لكل مواطنينا في أنحاء أوروبا”.
وتسعى الأجهزة العسكرية والاستخباراتية في بريطانيا إلى إنشاء قوة إلكترونية جديدة لتعزيز قدرتها على محاربة الدول المعادية والإرهاب في الفضاء السيبرني، فيما أكد محللون أن لندن تفكر في شن حرب إلكترونية ضد روسيا ردا على استخدام الأخيرة غاز الأعصاب في محاولة لاغتيال الجاسوس سكريبال.
الأجهزة الأمنية الألمانية حصلت على إشارات بأن روسيا تدعم الحركة الانفصالية الكتالونية في إسبانيا
وقال الجنرال غوردون ماسنجر، ثاني أكبر قائد عسكري في بريطانيا، إن قطاع القوات المسلحة ووكالة المخابرات البريطانية يتطلعان إلى توطيد وتعميق العلاقات في ما بينهما، فيما أكدت مصادر مطلعة وجود خطة لتشكيل قوة إلكترونية قوامها 1000 عنصر يشمل عناصر من وكالة المخابرات البريطانية وأفرادا عسكريين.
ورفض الجنرال ماسنجر التأكيد على احتمال وجود أي خطط للقوة المشتركة، لكنه قال “إن المسؤولين يبحثون في كيفية هيكلة المهمة المشتركة في المستقبل، ولم يتم اتخاذ أي قرارات نهائية بعد”. فيما قالت مصادر أمنية إنها لا تعتقد أن الدولة ستفوض شن هجوم إلكتروني على نطاق واسع لأنه قد يؤدي إلى توسع نطاق الحرب.
ورجحت مصادر ألا يتم الكشف عن أي عمليات إلكترونية سيتم تنفيذها، والتي يمكن أن تشمل استخدام الفيروسات الإلكترونية لعرقلة المعاملات المالية التي يقوم بها الروس عبر الإنترنت، وكذلك لاختراق رسائل البريد الإلكتروني لسرقة ونشر معلومات فاضحة، مثل الصلات بين الجريمة المنظمة وكبار المسؤولين في الكرملين.
وكانت وكالة المخابرات البريطانية قد قامت بتعزيز قدرتها على الدفاع عن شبكات بريطانيا من الهجمات الإلكترونية من خلال إنشاء مركز الأمن الإلكتروني القومي البريطاني في عام 2016.
وعلى الرغم من ذلك، تعتبر القوة البريطانية السيبرنية، والتي يُعتقد أنها تضم المئات من موظفي الأجهزة الأمنية والمخابراتية والضباط والمحللين العسكريين، أصغر بكثير من تلك الموجودة في روسيا، حيث تعمل بريطانيا عن كثب مع وكالة الأمن القومي الأميركية والقيادة السيبرنية.
وكانت لندن قد صعّدت من موقفها تجاه التحرك العسكري الروسي عبر المحيطات، حيث دعت حلفاءها في حلف شمال الأطلسي إلى حماية كابلات تمر في عمق البحار، من هجوم كارثي محتمل من البحرية الروسية، قد يتسبب في تعطيل تحويلات مالية تصل قيمتها إلى التريليونات من الدولارات.
وقال رئيس الأركان العامة البريطانية والرئيس المستقبلي للجنة العسكرية للناتو، ستيوارت بيتش، إنه يمكن لروسيا أن تهدد سلامة الكابلات في أعماق البحار التي تربط بين الولايات المتحدة وأوروبا، الضرورية لضمان سلامة شبكة الإنترنت وإجراء التجارة الدولية.