بريطانيا تتجه لتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية

الخطوة سيتم الإعلان عنها في غضون أسابيع وتحظى بدعم وزير الأمن البريطاني توم توجندهات ووزيرة الداخلية سويلا برافرمان.
الثلاثاء 2023/01/03
تشديد في سياسة المملكة المتحدة تجاه طهران

لندن - ذكرت صحيفة تيليغراف الاثنين نقلا عن مصادر أن بريطانيا ستعلن رسميا الحرس الثوري الإيراني، الذي اعتقل سبعة أشخاص على صلة بالمملكة المتحدة بسبب احتجاجات مناهضة للحكومة، منظمة إرهابية.

وقال التقرير إن هذه الخطوة، التي سيتم الإعلان عنها في غضون أسابيع، تحظى بدعم وزير الأمن البريطاني توم توجندهات ووزيرة الداخلية سويلا برافرمان.

ولم ترد وزارة الداخلية البريطانية على الفور على طلب للتعليق على تقرير تيليغراف. 

ويعني تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية أن الانتماء إليه وحضور اجتماعاته ورفع شعاره في الأماكن العامة يعتبر جريمة جنائية.

ويهدف التصنيف إلى مضاعفة الضغوط المفروضة على إيران وأذرعها على خلفية انتهاكات حقوق الإنسان، وتجفيف مصادر تمويل الإرهاب.

وقد يؤدي اتخاذ هذا الإجراء ضد الحرس الثوري الإيراني إلى تعقيد التوصل إلى إبرام اتفاق نووي جديد مع إيران للحد من سعيها لامتلاك أسلحة نووية، ويشكل تشديدا في سياسة المملكة المتحدة تجاه طهران.

وتأتي تلك الخطوة بعد قرابة ثلاثة أعوام على تصنيف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في الثامن من أبريل 2019 الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، استنادا إلى المادة 219 من قانون الهجرة والجنسية الأميركي.

وحظرت كندا أكثر من عشرة آلاف ضابط وأعضاء كبار في الحرس الثوري من دخول البلاد في أكتوبر الماضي، واتبعت بوعد بفرض المزيد من العقوبات.

كما صنفت المجموعة بموجب قانون الهجرة وحماية اللاجئين، الذي تطبقه كندا عادة على المتهمين بارتكاب أخطر جرائم الحرب.

واعتقل الحرس الثوري الإيراني الأسبوع الماضي سبعة أشخاص على صلة ببريطانيا بسبب الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي هزت البلاد في أعقاب مقتل مهسا أميني، وهي كردية إيرانية تبلغ من العمر 22 عاما، كانت قد اعتُقلت لارتدائها "ملابس غير لائقة".

وحث رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إيران الأربعاء على التوقف عن احتجاز مزدوجي الجنسية، قائلا إن هذا الأمر ينبغي عدم استخدامه لكسب نفوذ دبلوماسي.

واستدعت الحكومة البريطانية في نوفمبر الماضي دبلوماسيا إيرانيا كبيرا للاحتجاج على ما وصفته بتهديدات بالقتل وجهت إلى صحافيين مقيمين في المملكة المتحدة، بعد أسابيع على الاحتجاجات المناهضة للنظام.

وألقى رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية البريطانية كين ماكالوم خطابا عاما نادرا في نوفمبر الماضي حول إيران وتهديدها للمملكة المتحدة، والذي تضمن تفاصيل مؤامرات سابقة.

وقال ماكالوم إن "إيران تعرّض المملكة المتحدة لتهديد مباشر من خلال أجهزتها الاستخبارية العدوانية".

ويشمل ذلك، في أقوى حالاته، الطموحات لاختطاف أو حتى قتل أفراد بريطانيين أو مقيمين في المملكة المتحدة يُنظر إليهم على أنهم أعداء للنظام.

وأضاف "لقد رأينا ما لا يقل عن 10 مثل هذه التهديدات المحتملة منذ يناير وحده".

ويُنظر إلى توجندهات على أنه القوة الدافعة وراء التصنيف، وقال الشهر الماضي إن إيران واصلت التآمر ضد أهداف بريطانية على الرغم من خطاب ماكالوم.

وتلقت صحافيتان إيرانيتان تعملان في قناة "إيران إنترناشونال" التلفزيونية الناطقة بالفارسية ومقرها لندن، تهديدات بالقتل من طهران، حسبما أفادت المجموعة المالكة للقناة.

وكتبت "فولانت ميديا" في بيان أن "الصحافيتين الإيرانيتين البريطانيتين العاملتين في المملكة المتحدة تلقتا تهديدات بالقتل من الحرس الثوري".

وبحسب المجموعة، تلقت الصحافيتان "تحذيرات وتهديدات ذات مصداقية".

وكانت القناة تغطي الاحتجاجات المناهضة للنظام في إيران بعد وفاة مهسا أميني منتصف سبتمبر بعد توقيفها بتهمة انتهاك قواعد اللباس الصارمة للنساء.

وأوضحت المجموعة أن التهديدات دفعت شرطة لندن إلى "إبلاغ الصحافيتين رسميا بأن هذه التهديدات تشكل خطرا داهما وموثوقا وكبيرا على حياتهما وأفراد أسرتيهما".

وتم تشكيل الحرس الثوري الإيراني بعد الثورة الإيرانية عام 1979 باعتباره الحارس الأيديولوجي للقيم الدينية الجديدة في البلاد.

وأصبح الحرس الثوري منذ ذلك الحين قوة عسكرية وسياسية واقتصادية رئيسية في البلاد.

ويسيطر الحرس الثوري الإيراني الآن على قوات النخبة العسكرية والمخابراتية ويقدم الدعم للجماعات المسلحة في مناطق مثل سوريا والعراق ولبنان وأفغانستان، كما يلعب دورا رئيسيا في دعم وتسهيل أنشطة النظام الإيراني المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط وخارجه.