بريطانيا تبني أول منشأة للوقود النووي من الجيل الجديد في أوروبا

لندن تسعى إلى زيادة قدرتها من الطاقة النووية بحلول عام 2050 إلى 24 غيغاوات.
الخميس 2024/05/09
خطوة في الاتجاه الصحيح

لندن - أعلنت الحكومة البريطانية الأربعاء عن تخصيص مبلغ 200 مليون جنيه إسترليني لبناء أول منشأة في أوروبا لإنتاج اليورانيوم عالي التخصيب وهو وقود تقول إنه سيكون ضروريا لتشغيل الجيل القادم من مشروعات الطاقة النووية.

وكجزء من الجهود المبذولة لتحقيق الأهداف المناخية وتعزيز أمن الطاقة، تسعى بريطانيا إلى زيادة قدرتها من الطاقة النووية بحلول عام 2050 إلى 24 غيغاوات، أي ما يعادل حوالي ربع الطلب المتوقع على الكهرباء، وتأمل في بناء مفاعلات متقدمة جديدة تعتمد وقود “هالو” (HALEU) وهو نوع من الوقود النووي يتم تخصيبه بنسبة أعلى من اليورانيوم – 235 مقارنة بالوقود النووي التقليدي منخفض التخصيب (LEU) المستخدم في معظم المفاعلات النووية.

ويتميز وقود هالو باحتوائه على نسبة تخصيب تتراوح بين 5 و20 في المئة، بينما يحتوي الوقود النووي التقليدي (LEU) على نسبة تخصيب تتراوح بين 3 و5 في المئة. وهذه الزيادة في نسبة التخصيب توفر عدة مزايا لوقود هالو، منها أنه يسمح بإنتاج طاقة أكبر لنفس حجم الوقود، مما يقلل من حجم المفاعلات ويطيل عمر الوقود ويحسن الكفاءة الإجمالية في الطاقة.

أندرو بوي: فرصة للابتعاد عن الاعتماد المفرط على روسيا
أندرو بوي: فرصة للابتعاد عن الاعتماد المفرط على روسيا

وفي مقابلة معه قال أندرو بوي وزير الطاقة النووية والمتجددة البريطاني إن “وجود المزيد من هذه التكنولوجيا في المملكة المتحدة سيعني أننا قادرون على توفيرها من مصدر محلي”.

ومنحت بريطانيا شركة يورينكو لتخصيب اليورانيوم 196 مليون جنيه إسترليني لبناء المنشأة في شيشاير بشمال غرب إنجلترا والتي ستدعم حوالي 400 وظيفة. وستكون جاهزة لإنتاج الوقود بحلول عام 2031 لاستخدامه محليا أو تصديره، حسبما ذكرت وزارة أمن الطاقة.

وقال بوي “من الواضح أن هناك فرصا لتصدير هذا الوقود إلى حلفائنا الذين يريدون هم أنفسهم الابتعاد عن الاعتماد المفرط على روسيا للحصول على الوقود النووي”.

وتعتمد العديد من الشركات التي تطور مفاعلات نووية متقدمة على مستوى العالم على هالو لتزويدها بالوقود لكن الشركة الرئيسية التي تبيع حاليا شحنات تجارية من الوقود هي تينكس وهي جزء من شركة الطاقة الروسية روساتوم المملوكة للدولة.

ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا، كان الغرب يسعى إلى تقليل وارداته من الطاقة من روسيا. كما بدأت شركة سنتروس إينرجي الأميركية في إنتاج كميات صغيرة من الوقود وتتوقع زيادة الإنتاج بينما تدرس أورانو الفرنسية بناء منشأة في الولايات المتحدة.

كما أعلنت بريطانيا الأربعاء عن مسابقة للحصول على عقود تصل إلى 600 مليون جنيه إسترليني لبناء نموذج أولي لمحطة طاقة اندماجية قابلة للتطبيق تجاريا تأمل في توصيلها بشبكة الكهرباء بحلول عام 2040.

ويحاول العلماء والحكومات والشركات على مستوى العالم، بما في ذلك في الولايات المتحدة واليابان، منذ سنوات تسخير الاندماج، التفاعل النووي الذي يمد الشمس بالطاقة، لإنتاج كهرباء خالية من الانبعاثات لا تنتج كميات كبيرة من النفايات المشعة طويلة الأمد.

11