بريطانيا تؤيد الاعتراف بدولة فلسطينية شرط إبعاد قادة حماس من غزة

بيروت - لم يستبعد وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون الاعتراف بدولة فلسطينية لكنه اشترط ابعاد قادة حركة حماس المسؤولين عن أحداث السابع من أكتوبر من قطاع غزة الذي يشهد حربا مدمرة.
وقال الخميس أن بلاده "يمكن أن تعترف رسميا بالدولة الفلسطينية" قبل التوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل بشأن حل الدولتين وذلك في تصريح صحفي أدلى به كاميرون لوكالة "أسوشييتد برس" خلال زيارة أجراها إلى لبنان الخميس، بهدف تهدئة التوتر الإقليمي الراهن لكنه من المتوقع ان يثير غضب إسرائيل.
وأضاف أن بلاده "يمكن أن تعترف رسميا بالدولة الفلسطينية بعد وقف إطلاق النار في قطاع غزة دون انتظار نتيجة محادثات قد تستمر لسنوات بين إسرائيل والفلسطينيين بشأن حل الدولتين" مضيفا أنه "لا يمكن الاعتراف بالدولة الفلسطينية ما بقيت حركة حماس في غزة ولكن يمكن أن يتم ذلك بينما تستمر المفاوضات الإسرائيلية مع القادة الفلسطينيين".
وأكد أن اعتراف بريطانيا بدولة فلسطين المستقلة "لا يمكن أن يأتي في بداية العملية، لكن يجب ألا ينتظر حتى نهايتها" لافتا إلى أن هذا الاحتمال "حيوي للغاية للسلام والأمن على المدى الطويل في المنطقة".
وأوضح أن "ما يتعين علينا القيام به إعطاء الشعب الفلسطيني أفقًا نحو مستقبل أفضل، حيث يكون له دولة خاصة به".
ودعمت بريطانيا والولايات المتحدة ودول غربية أخرى فكرة قيام فلسطين مستقلة تعيش إلى جانب إسرائيل كحل للصراع الأكثر صعوبة في المنطقة، لكنها قالت إن الاستقلال الفلسطيني يجب أن يأتي كجزء من تسوية يتم التفاوض عليها، ولم تكن هناك مفاوضات جوهرية منذ 2009.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن طلب من وزارة الخارجية إجراء مراجعة وتقديم خيارات سياسية بشأن الاعتراف المحتمل أميركيا ودوليا بالدولة الفلسطينية بعد الحرب في غزة.
من جانبه رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علناً إنشاء دولة فلسطينية مستقلة بعد الحرب بل وتفاخر في الأسابيع الأخيرة بأنه كان له دور فعال في منع قيام دولة فلسطينية.
ويرى مراقبون أن "خطوة بعض حلفاء إسرائيل الرئيسيين للاعتراف بالدولة الفلسطينية دون موافقة تل أبيب يمكن أن تؤدي إلى عزل الأخيرة والضغط عليها للجلوس إلى طاولة المفاوضات"، حسب وكالة "أسوشييتد برس".
وقال كاميرون، إن الخطوة الأولى يجب أن تكون "وقفا للقتال" في غزة والذي سيتحول في النهاية إلى "وقف دائم ومستدام لإطلاق النار" مضيفا أنه لكي تعترف بلاده بالدولة الفلسطينية، سيتعين على قادة حركة حماس المسلحة مغادرة غزة "لأنه لا يمكن أن يكون لديك حل الدولتين مع استمرار سيطرة الأشخاص المسؤولين عن أحداث 7 أكتوبر الماضي في غزة".
وتتخذ حماس موقفا مفاده أن قادتها لن يغادروا القطاع كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار، حسب الوكالة ذاتها.
كما تطرق كاميرون إلى مقترح بلاده الخاص بخطة لتهدئة التوترات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، حيث تتبادل جماعة حزب الله اللبنانية والقوات الإسرائيلية إطلاق النار بشكل شبه يومي خلال الأشهر الأربعة الماضية، مما أثار مخاوف من نشوب حرب أوسع نطاقا.
وأضاف أن "الخطة ستشمل تدريب بريطانيا لقوات الجيش اللبناني على القيام بمزيد من الأعمال الأمنية في المنطقة الحدودية".
ووصل كاميرون، الخميس الى بيروت ضمن زيارة له إلى منطقة الشرق الأوسط تشمل عددًا من الدول العربية.