برهم صالح يحثّ على المشاركة الواسعة عشية الانتخابات

سلطة الطيران المدني تعلن إغلاق الحدود البرية والبحرية والجوية اعتبارا من مساء السبت، تمهيدا لعملية الاقتراع.
السبت 2021/10/09
أنظار العالم كله تتجه للانتخابات العراقية

بغداد - حث الرئيس العراقي برهم صالح السبت مواطنيه على الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية المبكرة، معتبرا أن المشاركة الواسعة ستكون "نقطة تحوّل" في البلاد، فيما أعلنت سلطة الطيران المدني إغلاق الحدود البرية والبحرية والجوية اعتبارا من مساء السبت، تمهيدا لعملية الاقتراع الأحد.

ويأتي ذلك عشية الانتخابات التي تأتي قبل عام من موعدها، بعد أن أطاحت احتجاجات شعبية مناوئة للطبقة السياسية المتهمة بالفساد والتبعية للخارج بالحكومة السابقة أواخر عام 2019.

وقال صالح إن "انتخابات الغد (الأحد) من أهم العمليات الانتخابية في تاريخ العراق الحديث، وهي انتخابات مفصلية ومصيرية وتأسيسية وتأتي في ظرف دقيق ولحظة وطنية فارقة".

وأضاف أن "المشاركة الواسعة الواعية والرصينة في الانتخابات، ستكون نقطة تحوّل في مصير بلدنا، وتحقق التمثيل الحقيقي للشعب"، مضيفا أنها "تقطع الطريق أمام المتربصين ومن يحاول التلاعب بمصير البلد".

وأكد صالح على "ضرورة أن تكون الانتخابات البرلمانية لحظة وطنية لاستعادة المبادرة وتحقيق الإصلاح المنشود"، من خلال الاحتكام إلى الشعب بوصفه "مصدر شرعية الحكم".

ونبه إلى أنه "يوم غد (الأحد) أعيُن العالم أجمع ستتجهُ إلى العراقيين، تُراقب إرادة شعب لم تنكسر رغم عواصف العنف والحروب والاضطهاد، ووقفت بوجه أعتى هجمة إرهابية داعشية، وخَرج منها مُنتصرا حاميا لوطنه والمنطقة والعالم من شُرور هذا التنظيم ومخططاته الخبيثة".

وأعرب عن أمله بأن تكون "انتخابات الغد رسالة العراق إلى العالم، تؤكد خيارات الشعب في الحرية والسيادة، وعودة العراق إلى مكانتهِ الحضارية، ودورهِ الإقليمي والدولي المحوري".

جاهزية لتأمين الانتخابات
جاهزية لتأمين الانتخابات

وبدوره، أكد رئيس اللجنة الأمنية للانتخابات عبدالأمير الشمري، في المؤتمر ذاته، الجاهزية لتأمين الاستحقاق، نافيا وجود حظر تجوال.

وقبيل الاستحقاق الانتخابي بساعات قليلة، أعلنت سلطة الطيران المدني العراقية في بيان "تم إبلاغ شركات الطيران العاملة في العراق والمسافرين، بغلق جميع المطارات في بغداد والنجف الأشرف والبصرة وأربيل والسليمانية".

وأضافت أن "الإغلاق يبدأ اعتبارا من السادسة مساء بالتوقيت المحلي (15:00 ت.غ) السبت، ويستمر إلى غاية السادسة صباحا (03:00 ت.غ) من صباح الاثنين المقبل".

وبالتزامن مع إغلاق المطارات، سيتم إغلاق الحدود البرية والبحرية، ومنع حركة التنقل بين المحافظات، ضمن الإجراءات الأمنية التي أعلنتها الخلية الأمنية الخاصة بالانتخابات (حكومية) الخميس.

وأعلنت الحكومة العراقية تعطيل الدوام الرسمي الأحد والاثنين من دون فرض أي إجراءات لحظر التجوال.

وبينما كانت الكتل السياسية منهمكة بدعاياتها الانتخابية لمتابعة التصويت الخاص بالقوات الأمنية، تجول مصطفى الكاظمي القائد العام للقوات المسلحة العراقية ورئيس الحكومة بأريحية في شوارع بغداد مساء الجمعة، حيث التقى عددا من المواطنين في أحد المطاعم.

وقال الكاظمي في خطاب متلفز مساء الجمعة "إننا أمام فرصة تاريخية كبيرة يجب ألا تضيع، لانتخاب مجلس النواب من شخصيات ذات كفاءة وطنية، لا تشوبها شوائب الفساد، وتتحمل مسؤولية الإصلاح الشامل خلال المرحلة المقبلة" .

وأوضح أن "هاجسنا أن نخلق البيئة السياسية والأمنية الملائمة، لتكون الانتخابات نزيهة، شفافة، آمنة"، تستجيب للرؤية الوطنية للعراقيين، معربا عن أمله بمشاركة واسعة بالانتخابات.

وأضاف "خطوات تفصلنا عن الانتخابات لإبعاد حيتان الفساد وصناعة المستقبل ولا تفرطوا بأصواتكم لإجراء انتقال مطلوب بالحياة السياسية".

 وأكد أن حكومته وفرت كل المتطلبات الضرورية لنجاح العملية الانتخابية، وتأمين حمايتها وإدارتها، بما يحقق إرادة الناخبين، مردفا بأنه "يشرفني أن أتولى شخصيا، متابعةَ الإشراف على كل ما يتعلق بالأمن الانتخابي، ويوفر أقصى ما يمكن من الإرادة الحرة للناخبين".

ودخلت مرحلة الصمت الانتخابي في العراق السبت حيز التنفيذ تمهيدا لإجراء الانتخابات التشريعية المبكرة، وذلك بعد الاقتراع الخاص الذي شمل قوات الأمن تحديدا، وشهد إقبالا كبيرا من الناخبين.

وخلال فترة الصمت، يحظر على كل الكيانات، سواء كانت أحزابا أو غيرها، القيام بأي أنشطة دعائية. وبموجب القانون، توقفت أيضا الدعايات الانتخابية للمرشحين على منصات التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية.

والجمعة، أدلى 821 ألفا و800 ناخبا من أفراد الأمن والنازحين ونزلاء السجون، بأصواتهم في الاقتراع الخاص، الذي يجري قبل 48 ساعة من الاقتراع العام، حيث بلغت نسبة المشاركة بالاقتراع 69 في المئة، حسب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات.

ويتنافس بالانتخابات، التي تجري بإشراف نحو 1800 مراقب دولي، 3249 مرشحا يمثلون 21 تحالفا و109 أحزاب، إلى جانب مستقلين، للفوز بـ329 مقعدا بالبرلمان، وفق أرقام المفوضية.

ويحقّ لنحو 24 مليون شخص الإدلاء بأصواتهم بشكل عام من أصل نحو 40 مليون نسمة (عدد سكان البلاد)، بحسب أرقام رسمية.

ويجري الاقتراع الأحد وسط إجراءات أمن مشددة، حيث يفترض أن تنشر السلطات 250 ألفا من أفراد الأمن في كل أنحاء البلاد.

وتشهد شوارع بغداد والمحافظات انتشارا كبيرا حيث تشاهد عجلات عسكرية في الشوارع، فضلا عن انتشار عدد كبير من الجنود وقوات الشرطة حاملين أسلحتهم فضلا عن الانتشار في محيط المراكز الانتخابية والشوارع المؤدية إليها.