برنامج تلفزيوني يرسل المشاركين فيه إلى الفضاء

لندن – ابتكر الألماني توماس ريمر والبريطانية ديبورا ساس برنامجا جديدا لتلفزيون الواقع يسمى “بطل الفضاء”، وهو عبارة عن مسابقة يتنافس اللاعبون خلالها للفوز بتذكرة يبلغ سعرها 55 مليون دولار، تؤهلهم للسفر إلى محطة الفضاء الدولية، في رحلة لمدة عشرة أيام.
وتنظم الرحلة إلى المحطة الدولية شركة “أكسيوم سبيس”، التي صنعت أول محطة فضائية تجارية في العالم بتمويل من القطاع الخاص.
وأعلنت الشركة مؤخرا أنها ستطلق ثاني رحلة خاصة للفضاء بنهاية 2022، وهي رحلة منفصلة عن الرحلة المخصصة لجائزة “بطل الفضاء”، ودخل الشريكان ريمر وساس في صفقة تعاون مع وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” لتنفيذ المشروع.
ويجرى اختيار 24 من بين مقدمي طلبات الاشتراك للمشاركة في برنامج المسابقة، ويسمح للأشخاص من مختلف أنحاء العالم الذين تبلغ أعمارهم 18 عاما فما فوق، بتقديم طلب للمشاركة اعتبارا من الربع الأخير من عام 2021.
وتقول ساس (47 عاما) “لا يتعين عليك أن تكون شخصا متعلما، ولا يتعين أن تكون حاصلا على رخصة طيار، أو أن تكون منتميا للجيش، ولا أيضا أن تكون منتميا للعالم الغربي، بحيث تكون قد تلقيت تعليمك فيه ويكون لديك مبرد كبير الحجم ببابين، بل يمكنك أن تكون مواطنا بإحدى دول العالم الثالث، أو تكون قادما من قرية صغيرة، أو من منطقة ريفية نائية”.
وتضيف “إنه مشروع يمتد لثلاثين عاما و15 موسما، وليس برنامجا يذاع مرة واحدة ثم ينتهي، ونحن درسناه جيدا”.
ويقضي البرنامج بأن يشارك 12 رجلا و12 امرأة، من بينهم 12 شخصا من الدول النامية و12 من الدول المتقدمة في المسابقة من أجل الفوز بمقعد، يسمح لهم بالتحليق إلى الفضاء الخارجي في رحلة خلال الربع الأول من عام 2023.
وتم التخطيط لإطلاق سلسلة من هذه المسابقات، تجرى على مدى 12 أسبوعا بمعدل مسابقة كل أسبوع.
وسيجد المتسابقون أنفسهم داخل “قرية فضائية”، وموقعها يمكن أن يكون بإحدى الدول العديدة التي أجرى المؤسسان ريمر وساس مفاوضات معها بغرض التعاون في إطلاق البرنامج، والهدف أن تصبح القرية في النهاية “عالم ديزني لصناعة العلوم والفضاء”.
وأشار ريمر (50 عاما) إلى أن “المحاولة الأولى بدأت منذ 12 عاما، وكانت أمام المشروع كل الاحتياجات الأساسية لتنفيذه، ولكن في النهاية لم نتمكن من حجز مقعد على رحلة متجهة إلى الفضاء، والسبب ببساطة يرجع إلى توقف برنامج مكوك الفضاء”. فقد انطلقت آخر رحلة لمكوك الفضاء عام 2011، واحتل رواد الفضاء آخر مقاعد بداخله.
وتابع “قامت ساس بالاشتراك معي بالعمل على تنفيذ هذا المشروع خلال الأعوام الخمسة الماضية، وهذه هي المحاولة الثانية لنا لتنفيذه”.

توماس ريمر: المحاولة الأولى بدأت منذ 12 عاما
ووصف علاقته بشريكته ساس بقوله، “تعرفنا على بعضنا منذ أكثر من 17 عاما، من خلال عملنا كمسؤولين تنفيذيين في مجالي وسائل الإعلام والترفيه”.
وقال ريمر إنهما عملا على تدشين منصات إلكترونية مثل شازام، وأضاف “عملنا مع فنانين مثل المغنيين الأميركيين برنس وجورج كلينتون، وهذا هو السبب في تمكنا من إجادة الجانب الترفيهي من المشروع”.
وشدد ريمر على أنهما حريصان على “إضفاء الطابع الديمقراطي” على القيام برحلات الفضاء، حيث أنها تقتصر في الوقت الحالي على رواد الفضاء، أو على كبار الأثرياء القادرين على شراء مقاعد على متن رحلات الفضاء الخاصة النادرة.
وأوضحت ساس “عملنا بشكل رسمي مع 25 دولة من خلال وكالات الفضاء الخاصة بها، كما عملنا مع 30 أو 40 منظمة وشركات خاصة تعمل في مجال الفضاء، فهذا عمل جاد وخطير أيضا”.
وانتظارا لتدشين عملية تسجيل أسماء المتسابقين، يمكن للراغبين التسجيل على موقع “بطل الفضاء”، ليصبحوا “عالمين ببواطن الأمور”، مما يسمح لهم باستقبال التحديثات بشأن البرنامج.
وسجل للحصول على هذه الخاصية الآلاف من الأشخاص من 58 دولة، ويمكن أن ينتهي بهم الحال لتقديم طلبات للانضمام إلى برنامج المسابقة.
وتقول ساس “هذا البرنامج يهدف إلى توعية الناس وجعلهم أكثر ذكاء، وليس لتسطيح مستواهم الثقافي، ذلك لأن تلفزيون الواقع للأسف أصبح مستواه متدنيا، لدرجة أنك صرت تتحاشى أن تخبر أصدقاءك أنك تشاهد برامجه، إنه أمر يتسم بالتفاهة”.
وتضيف “نحن بحاجة لتحويل النماذج والمفاهيم، ونحتاج إلى تغيير الحوار، ونحن نحاول تغيير ذلك حتى يصبح الفضاء للجميع وليس للخاصة، ويتعين على الناس أن يعملوا معا لتحقيق هذا الهدف”.
وعلى الرغم من أنه لم يتم فتح باب تلقي الطلبات للمشاركة في البرنامج، فإنه أظهر بالفعل أن هناك عددا كبيرا من الأشخاص يهتمون به.
وعلق ريمر على البرنامج بقوله “أمي تريد الطيران في رحلة فضائية، وهي تبلغ من العمر 83 عاما، ولكنها لا تستطيع تقديم طلب للمشاركة في المسابقة لأنها لصيقة بي، ولكنها لا تزال ترغب في القيام بالرحلة”.