برنامج الأغذية العالمي يقلص حصص اللاجئين مع تصاعد أزمة الجوع

روسيا وأوكرانيا تزوّدان العالم بما يقرب من ثلث إمدادات القمح.
الأربعاء 2022/06/22
أفريقيا المتضرر الأبرز

لندن - يعتزم برنامج الأغذية العالمي خفض الحصص الغذائية للاجئين بما يصل إلى النصف، حيث يواجه أزمة جوع متفاقمة بسبب الحرب في أوكرانيا وقيود التمويل.

وقال المدير التنفيذي للبرنامج، ديفيد بيسلي“إننا مضطرون لاتخاذ القرار المؤلم بخفض الحصص الغذائية للاجئين الذين يعتمدون علينا من أجل بقائهم على قيد الحياة”.

واقتربت أسعار المواد الغذائية من تسجيل مستوى قياسي مرتفع، بعد أن تسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في انخفاض حاد لصادرات كييف الرئيسية، وهي الحبوب والزيوت النباتية.

ديفيد بيسلي: مضطرون إلى خفض الحصص الغذائية للاجئين الذين يعتمدون علينا

وتتحرك الجهود الرامية إلى السماح لأوكرانيا باستئناف الصادرات الزراعية المهمة ببطء. وذكر البرنامج التابع للأمم المتحدة أن اللاجئين الذين يعيشون في إثيوبيا وكينيا وجنوب السودان وأوغندا، هم الأكثر تضررا من خفض الحصص الغذائية.

وخفض برنامج الأغذية العالمي بالفعل بشكل كبير حصص الإعاشة للاجئين على مستوى عملياته.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن “مفاوضات صعبة تجري راهنا لرفع الحصار الروسي في البحر الأسود عن الموانئ الأوكرانية حيث يتعذر تصدير ملايين الأطنان من الحبوب نحو أفريقيا”.

وقال زيلينسكي في خطاب عبر الفيديو توجه به إلى أعضاء الاتحاد الأفريقي إن “أفريقيا هي رهينة أولئك الذين شنوا الحرب على دولتنا”. وندد الرئيس الأوكراني بمستوى “غير منصف” لأسعار المواد الغذائية “بسبب الحرب الروسية” ترزح تحت وطأته كل القارات.

وأشار زيلينسكي إلى “مفاوضات صعبة” تجري حاليا لرفع الحصار الذي تفرضه السفن الروسية في البحر الأسود والذي يحول دون تصدير ملايين الأطنان من محاصيل الحبوب من الموانئ الأوكرانية إلى أفريقيا.

وتابع الرئيس الأوكراني “ليس هناك تقدم حتى الآن”، معتبرا أن “الأزمة الغذائية في العالم ستستمر ما دامت هذه الحرب الاستعمارية مستمرة”.

وقال زيلينسكي إن الروس “يحتاجون إلى هذه الأزمة وهم يفاقمونها بشكل متعمد”.

وأشار إلى أن “أي أداة فعلية لم يتم إيجادها بعد لضمان عدم مهاجمة روسيا للموانئ مجددا”، مشددا على أن “القضاء على خطر المجاعة هو مهمتنا الأولى”.

وقال زيلينسكي إن أوكرانيا تحاول مع شركائها “بلورة آلية جديدة لإمداد البلدان الأفريقية وباقي القارات بالحبوب”. واعتبر أن “المنظمات الدولية غير قادرة على التأثير على روسيا على صعيد إعادة إرساء الأمن الغذائي العالمي”.

فولوديمير زيلينسكي: الأزمة الغذائية في العالم ستستمر ما دامت هذه الحرب الاستعمارية مستمرة

ومن جهة أخرى قال زيلينسكي إنه يعتزم “تكثيف” الحوار مع دول الاتحاد الأفريقي وإنه سيعين قريبا “ممثلا خاصا لأوكرانيا لشؤون أفريقيا”.

واقترح الرئيس الأوكراني التحضير لـ”مؤتمر سياسي واقتصادي كبير أوكراني-أفريقي”.

ورحّب الرئيس السنغالي ماكي سال الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي بـ”الخطاب الودي” لزيلينسكي، مجددا التأكيد على أن “أفريقيا ستبقى متمسّكة بقواعد القانون الدولي وبالحل السلمي للنزاعات وبحرية التجارة”.

ومن جهته أشار رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد إلى أن “المنظمة الأفريقية جددت التأكيد على موقفها بشأن الضرورة الملحة للحوار من أجل وضع حد للنزاع بما يتيح عودة السلام إلى المنطقة وإعادة إرساء الاستقرار العالمي”.

وقالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) إن تراجع صادرات القمح والسلع الغذائية الأخرى من أوكرانيا وروسيا يدفع ما بين 11 مليونا و19 مليون شخص لبراثن الجوع خلال العام المقبل.

وتسبب الصراع في أوكرانيا في أزمة غذاء عالمية، مع ارتفاع أسعار الحبوب وزيوت الطهي والوقود والأسمدة. وتزوّد روسيا وأوكرانيا العالم بما يقرب من ثلث إمدادات القمح، في حين أن روسيا هي أيضا مُصدر رئيسي للأسمدة وأوكرانيا مورّد أساسي للذرة وزيت دوار الشمس.

وقالت الفاو أيضا في تقرير إن زيادة تكلفة المستلزمات الزراعية مثل الأسمدة يمكن أن تثني المزارعين عن التوسع في الإنتاج وتفاقم تدهور الأمن الغذائي في البلدان الفقيرة التي تتحمل فواتير استيراد كبيرة.

5