برنامج إيران النووي يشعل توترات جديدة بين الولايات المتحدة وإسرائيل

وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس الموساد يغادران واشنطن قلقين من احتمال توصل إدارة بايدن إلى اتفاق "معيب" يسمح لطهران بالمضي قدما في تخصيب اليورانيوم.
السبت 2021/12/11
إسرائيل محبطة من تعامل الولايات المتحدة مع ملف إيران النووي

واشنطن - قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية السبت إن العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل توترت بشأن إيران، وإن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس ورئيس الموساد ديفيد برنيع، غادرا واشنطن قلقين من احتمال التوصل إلى اتفاق "معيب" يسمح لطهران بالمضي قدما في تخصيب اليورانيوم.

وأشارت الصحيفة إلى أن التوترات كانت واضحة على مدار الأسبوع، حيث سعت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى حشد التحالف مع إسرائيل في جبهة موحدة حول كيفية التعامل مع إيران خلال العام المقبل.

وفي محاولة لسد الفجوة، أعلن مسؤولون أميركيون هذا الأسبوع أنه قبل شهرين، طلب بايدن من مستشاره للأمن القومي جيك سوليفان، مراجعة خطة البنتاغون المعدلة للقيام بعمل عسكري إذا انهارت الجهود الدبلوماسية. كما سلط مسؤولو الإدارة الضوء على الجهود الجديدة لتشديد العقوبات ضد إيران بدلا من تخفيفها.

وقال مسؤولون في الإدارة إن "تأكيد بايدن على الخيارات العسكرية والعقوبات كان محاولة لإبلاغ طهران بأن صبر الولايات المتحدة بدأ ينفد مع تباطؤ إيران في المحادثات النووية في فيينا، وأيضا لتهدئة المسؤولين الإسرائيليين المحبطين أيضا".

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، أوفد بعد مكالمة هاتفية متوترة مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قبل 10 أيام، وزير دفاعه ورئيس الموساد إلى واشنطن في وقت سابق من الأسبوع الماضي، مسلحين بمعلومات استخبارية جديدة عن الإيرانيين وفق التقرير.

ونشرت الصحيفة تفاصيل المكالمة التي شابها التوتر بين بينيت وبلينكن الأسبوع الماضي، مؤكدة أن الجانبين اتخذا وجهات نظر مختلفة للغاية حول قيمة اتفاق متجدد للتحقق من طموحات طهران النووية، وتركت المكالمة الطرفين محبطين، بحسب مسؤولين من البلدين.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول مطلع على تفاصيل المكالمة أن بينيت قال لبلينكن إن إيران تحاول ابتزاز الولايات المتحدة من خلال زيادة نسبة التخصيب.

وأضاف بينيت "لا يوجد مسؤول أميركي أو إسرائيلي يريد أن يكون الشخص الذي يعلن أن إيران وصلت إلى تخصيب نووي، لكن المخاوف من أن إيران مسلحة نوويا لا ينبغي أن تؤدي إلى الاستسلام للمطالب الإيرانية أو التوقيع على اتفاق متهور".

ويعتقد بعض المسؤولين الأميركيين أن هذه المخاوف بشأن التنازلات في غير محلها، فيما اعتبر مسؤولون إسرائيليون أن الولايات المتحدة تدرس عرض اتفاق مؤقت مع طهران يرفع بعض العقوبات مقابل تجميد بعض أنشطتها النووية.

وفي المقابل، يقول المسؤولون الأميركيون إن مثل هذا العرض لم يتم النظر فيه، على الأقل في الوقت الحالي، بسبب إحجام إيران عن تقديم التزام.

 ولم يطمئن المسؤولون الإسرائيليون الذين تنامى قلقهم بشكل متزايد من أن واشنطن ستبرم في نهاية المطاف صفقة مع طهران، ثم تسعى بعد ذلك إلى منع أجهزة المخابرات الإسرائيلية من تنفيذ هجمات تخريبية سرية.

ويقول القادة الإسرائيليون إنهم يريدون ضمانة من إدارة بايدن بأن واشنطن لن تسعى إلى تقليص حملتها التخريبية، حتى لو تم التوصل إلى اتفاق نووي مجددا.

ولا تزال الخلافات حول التقييمات الاستخباراتية للمخزون النووي الإيراني ودراية صناعة القنابل منخفضة نسبيا، وتركز بشكل أساسي على المدة التي سيستغرقها الإيرانيون لإنتاج سلاح إذا حصلوا على ما يكفي من الوقود النووي وجودة القنبلة.

 لكن الفجوة كبيرة في ما يتعلق بمعنى هذه التقييمات، حيث يعتقد المسؤولون الأميركيون أن إيران لا تمتلك برنامجا عسكريا نوويا، حيث أوقفت البرنامج الحالي بعد عام 2003.

ومن ناحية أخرى، يعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن إيران واصلت جهودها السرية لبناء قنبلة منذ 2003، وأن حملتهم التخريبية لها آثار استراتيجية وقد تكون أحد الأسباب التي دفعت الإيرانيين، رغم خجلهم، إلى العودة إلى فيينا.

وقال مسؤول كبير في المخابرات الإسرائيلية إن العمليات التخريبية تسببت في حالة من جنون العظمة لدى قيادة الحكومة الإيرانية، مضيفا أن العمليات دفعت طهران إلى التساؤل عما إذا كان ينبغي لها تسريع مشروعها النووي.

وفي اجتماعات هذا الأسبوع، حاول المسؤولون الإسرائيليون إقناع واشنطن بعدم العمل على اتفاق دبلوماسي وتشديد العقوبات بدلا من ذلك. حيث تخشى إسرائيل أن تفتح واشنطن قناة اتصال سرية مع طهران تنتهي بتجديد اتفاق 2015.