برنامج إماراتي لتطوير بنية التاكسي الطائر ودرونات الشحن

دبي - اتخذت دولة الإمارات خطوة أخرى طموحة لتطوير مشهد النقل الحضري مع بدئها العمل على تخطيط الممرات الجوية وصياغة الإطار التنظيمي للطائرات الجوية المأهولة والمستقلة، بما في ذلك التاكسي الجوي والطائرات المسيّرة للشحن.
ويمثل هذا المشروع الذي تم الإعلان عنه خلال فعاليات القمة العالمية للحكومات 2025 في دبي، قفزة تساهم في تحقيق طموح البلد بقيادة قطاع التنقل العالمي مستقبلا، وهو تأكيد على حرص المسؤولين على جعل الاقتصاد أكثر زخما.
ووُقعت شراكة إستراتيجية بين الهيئة العامة للطيران المدني وكل من معهد الابتكار التكنولوجي وأسباير، الجهتين التابعتين لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، من أجل المضي بخطى ثابتة نحو تطوير وسائط حركة الأفراد والبضائع داخل المدن.
ومن المقرر تصميم المسارات والأطر التنظيمية الخاصة بها خلال 20 شهرا، ما يبرز التزام الحكومة تجاه توفير حلول النقل الآمنة والمتقدمة والمستدامة التي ستسهم في تقليص الازدحام المروري وتشكيل نموذج عالمي يحتذى به لأنظمة التنقل الحضري المستقبلية.
وستربط المسارات بين المطارات الدولية والمعالم الرئيسية في الإمارات، وستمتد لتشمل جهات أخرى في مختلف المناطق الحضرية داخل البلاد، بما يضمن الإدماج السلس للتاكسي ومركبات الشحن المأهولة والمستقلة.
ويسعى البلد الخليجي العضو في أوبك إلى تقديم نفسه كمجتمع يتمتع بالتطور التكنولوجي في الشرق الأوسط، إذ بدأت إمارة دبي في 2017 اختبار مركبات تاكسي طائر بمقعدين من إنتاج شركة فولوكوبتر الألمانية.
وفي سبتمبر الماضي تقدمت شركة جوبي الأميركية للطيران، المصنعة لمركبات التاكسي الطائر ومقرها الولايات المتحدة، بطلب للحصول على شهادة تسمح لها بتشغيل خدمات النقل الجوي التجاري في الإمارات.
والجمعة كشفت ريجنت كرافت عن مركبة كهربائية تعرف باسم “سي جلايدر” تحلق فوق الأسطح المائية بسرعات تعادل سرعة الطائرات المروحية وبكلفة أقل من تعريفة سيارات التاكسي، ستدخل الإمارات قريبا.
وقال سيف السويدي، المدير العام لهيئة الطيران المدني، “تُمثل هذه الجهود لرسم وتخطيط الممرات الجوية للتاكسي والمركبات المأهولة والمستقلة محطةً رئيسيةً ستساهم في بناء وسائط التنقل الجوي المتقدم ضمن البنى التحتية في دولة الإمارات.”
وأضاف “تضمن هذه المبادرة الاعتماد الآمن والفعال لحلول التنقل الجوي في المناطق الحضرية، وتمهد الطريق لمستقبل أكثر ابتكارا وارتباطا.”
ويتمثل دور معهد الابتكار التكنولوجي في دعم وتعزيز النهج المستقبلي للإمارات في مجال النقل الحضري، مستعيناً بخبراته الواسعة في الإدارة الجوية لضمان إدماج التاكسي ومركبات الشحن المأهولة والمستقلة بأمان داخل البيئات والمناطق الحضرية.
وقالت نجوى الأعرج الرئيس التنفيذي للمعهد “تسهم هذه الشراكة في تحويل مستقبل النقل داخل المدن والمناطق الحضرية.”
وأضافت “إن سعينا إلى تطوير أطر الإدارة الجوية وإدماج وسائط التاكسي ومركبات الشحن المأهولة والمستقلة سيساهم في تعزيز مستوى الاتصال الحضري وإيجاد حلول النقل المستدامة والميسرة بما يصب في مصلحة الأجيال القادمة.”
وستُقدم الممرات الجوية الجديدة حلولاً مبتكرة للنقل، ما يساهم في تخفيف الضغط عن شبكات الطرق التقليدية وتعزيز التواصل بفاعلية أكبر.
وقال ستيفان تيمبانو من أسباير إن “تطوير الحلول المبتكرة مثل التاكسي الجوي والطائرات المسيرة يمثل خطوة كبيرة إلى الأمام في مواجهة تحديات النقل الحضري.”
◙ ريجنت كرافت تكشف عن مركبة كهربائية تحلق فوق الأسطح المائية بسرعات تعادل سرعة الطائرات المروحية وبكلفة أقل من تعريفة سيارات التاكسي
وأعرب عن ثقته بأن هذه المبادرة ستدفع عجلة التنمية الاقتصادية المستدامة عبر بناء نظام نقل مرن ومتعدد الوسائط يساهم في تخفيف الضغط عن البنى الأساسية وتعزيز جهود تطوير المدن الذكية والمرنة.
ومن المتوقع أن يشمل التنقل الجوي المتقدم استخدام الطائرات الآلية في مختلف المناطق الحضرية والضواحي وتوفير حلول نقل مبتكرة وميسرة للأفراد والبضائع.
كما يهدف التعاون إلى وضع إطار تنظيمي شامل يضمن السلامة وكفاءة العمليات، مع العلم أن معهد الابتكار سيتولى قيادة جهود تطوير الجوانب الفنية، وبمشاركة أسباير في بناء شبكة من الجهات المعنية، من جهات تنظيمية وقادة القطاع والباحثين المتخصصين.
وقال البروفيسور إنريكو ناتاليتسيو كبير الباحثين في مركز بحوث الروبوتات المستقلة التابع لمعهد الابتكار “نعمل في المعهد على تطوير خوارزميات التحكم والرؤية والتواصل المبنية على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.”
وأضاف “سيمكّن ذلك الأنظمة المستقلة مثل التاكسي الجوي والطائرات المسيرة من اتخاذ القرارات الفورية بفاعلية.”
وتابع “وصلنا إلى مرحلة متقدمة من الإتقان لهذه التكنولوجيا، ما يمكننا من استحداث منهجيات متقدمة لتصميم ممرات النقل الجوي وتحسينها حسب الحاجة وضمان تجنب الاصطدامات والإدماج بسهولة ضمن البيئة الجوية في المناطق الحضرية.”