برلين قلقة من هجمات إلكترونية موسعة

برلين- حذّر رئيس هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية)، هانز جورج ماسن الخميس، من احتمال تعرض ألمانيا إلى هجمات قرصنة مكثفة من روسيا وإيران والصين.
ونقلت صحيفة دي فيلت الألمانية، واسعة الانتشار، عن ماسن قوله “في عام 2018 تزداد هجمات القرصنة التي تقف وراءها أجهزة استخبارات، من حيث الكم والنوعية”، مضيفا “أجهزة الاستخبارات والأمن في روسيا وجمهورية الصين الشعبية وإيران نشطة بشكل مكثف في هذا الإطار، بما في ذلك ضد ألمانيا”.
ومضى قائلًا: “لهذا السبب، يجب أن نكون مستعدين للدفاع عن أمننا في الفضاء السيبراني”، مشيرا إلى أن “ديمقراطيتنا لا تنتهي في العالم الواقعي، ولكننا يجب أيضا أن ندافع عنها في الفضاء السيبراني”.
وأردف “لكي تبقى الدول حرة وذات سيادة، يجب أن تعمل على تكييف هياكلها الأمنية الحالية مع التطورات التقنية”. واتهمت ألمانيا، في وقت سابق من العام الجاري، روسيا بشن هجمات قرصنة على شبكات حكومية ألمانية، وسرقة بيانات، وهو ما نفته موسكو.
وتتزايد المخاوف بشأن حدوث تدخل خارجي في الشؤون الألمانية مع وجود تقارير تتهم الحكومة الروسية بتنفيذ أنشطة قرصنة إلكترونية أثّرت على نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية التي أجريت في الثامن من نوفمبر الماضي.
وكانت الولايات المتحدة قد اتهمت روسيا بالوقوف وراء الهجوم الإلكتروني، الذي تسبب العام الماضي، بشلل الكمبيوترات الحكومية والشركات في أوكرانيا قبل أن ينتشر في أنحاء العالم.
واتهم أندرو باركر، رئيس جهاز المخابرات الداخلية البريطانية،إم.آي 5، روسيا، بمحاولة تقويض الديمقراطيات الغربية من خلال نشر معلومات مضللة ونشر الأكاذيب، فيما أكد ماسن في وقت سابق أن الأجهزة الأمنية الألمانية حصلت على إشارات بأن روسيا تدعم الحركة الانفصالية الكتالونية. وقال باركر إن بلاده لا تريد تصعيد التوترات مع موسكو لكن سلسلة من الأفعال العدائية والمضرة حدثت في الآونة الأخيرة بتوجيه من الكرملين ليست مقبولة.
وأضاف باركر، مشيرا إلى أنه درس الروسية يوما، أمام جمهور في برلين “بدلا من أن تصبح دولة عظيمة تحظى بالاحترام، فإنها تخاطر بأن تصبح أكثر عزلة”. وتابع “المذهب الذي تمرست فيه الدولة الروسية الآن والذي يعتمد على المزج بين التلاعب الإعلامي والتضليل والتحريف على وسائل التواصل الاجتماعي إضافة إلى وسائل قديمة وجديدة للتجسس وهجمات إلكترونية على مستويات عالية والبلطجة بالقوة العسكرية والبلطجة الإجرامية هو ما يطلق عليه هذه الأيام مصطلح التهديدات الهجينة”.
وتسعى الأجهزة العسكرية والاستخباراتية في بريطانيا إلى إنشاء قوة إلكترونية جديدة لتعزيز قدرتهم على محاربة الدول المعادية والإرهاب في الفضاء السيبراني، فيما أكد محللون أن لندن تفكر في شن حرب إلكترونية ضد روسيا ردا على استخدام الأخيرة غاز الأعصاب في محاولة لاغتيال الجاسوس سيرغي سكريبال. وقال الجنرال غوردون ماسنجر، ثاني أكبر قائد عسكري في بريطانيا، إن قطاع القوات المسلحة ووكالة المخابرات البريطانية يتطلعان إلى توطيد وتعميق العلاقات في ما بينهما، فيما أكدت مصادر مطلعة وجود خطة لتشكيل قوة إلكترونية قوامها 1000 عنصر، تشمل عناصر من وكالة المخابرات البريطانية وأفراداً عسكريين.
ورفض الجنرال ماسنجر التأكيد على احتمال وجود أي خطط للقوة المشتركة لكنه قال “إن المسؤولين يبحثون في كيفية هيكلة المهمة المشتركة في المستقبل، ولم يتم اتخاذ أي قرارات نهائية بعد”.
ورجحت مصادر ألا يتم الكشف عن أي عمليات إلكترونية سيتم تنفيذها، والتي يمكن أن تشمل استخدام الفيروسات الإلكترونية لعرقلة المعاملات المالية التي يقوم بها الروس عبر الإنترنت، وكذلك لاختراق رسائل البريد الإلكتروني لسرقة ونشر معلومات فاضحة، مثل الصلات بين الجريمة المنظمة وكبار المسؤولين في الكرملين.
وعلى الرغم من ذلك، تعتبر القوة البريطانية السيبرانية، والتي يُعتقد أنها تضم المئات من موظفي الأجهزة الأمنية والمخابراتية والضباط والمحللين العسكريين، أصغر بكثير من تلك الموجودة في روسيا، حيث تعمل بريطانيا عن كثب مع وكالة الأمن القومي الأميركية والقيادة السيبرانية.
وكانت وكالة المخابرات البريطانية قد قامت بتعزيز قدرتها على الدفاع عن شبكات بريطانيا من الهجمات الإلكترونية من خلال إنشاء مركز الأمن الإلكتروني القومي البريطاني في العام 2016.