برلين تستدعي السفير الإيراني احتجاجا على مخطط حرق كنيس يهودي

برلين - أعلنت وزارة الخارجية الألمانية الأربعاء أنها استدعت السفير الإيراني في أعقاب صدور حكم خلص إلى أنه تم التخطيط لحرق كنيس يهودي في بوخوم (غرب) في عام 2022 بمساعدة أجهزة الدولة الإيرانية.
وذكرت الخارجية على "إكس" أن "المبرر المكتوب للحكم أصبح متاحاً الآن. لقد استدعينا للتو السفير الإيراني بهذا الصدد".
وفي ديسمبر 2023، حكم القضاء الألماني على ألماني من أصل إيراني بالسجن عامين وتسعة أشهر بتهمة التخطيط لتنفيذ اعتداء على كنيس بوخوم.
وخلصت محكمة دوسلدورف إلى أن الهجوم تم الإعداد له بمساعدة "وكالات الدولة الإيرانية".
وبعد ساعات من صدور الحكم، استدعت وزارة الخارجية الألمانية القائم بالأعمال الإيراني.
وبعد ثلاثة أشهر، تبلغت الوزارة الألمانية بالاستنتاجات المكتوبة للمحكمة، ما دفعها إلى استدعاء السفير الذي أعلن عنه الأربعاء.
وأضافت الخارجية الأربعاء، "نحن الآن نحيط على الفور شركاءنا الأوروبيين ومؤسسات الاتحاد الأوروبي علماً وندرس الخطوات التالية".
وأشار القضاء الألماني إلى أن المدان، وهو رجل يبلغ 36 عاما، خطط لاستهداف الكنيس، لكن انتهى به الأمر بإلقاء عبوة حارقة على مبنى مدرسة مجاور، في نوفمبر 2022، من دون التسبب في أي إصابات. وتم القبض عليه فوراً.
وردا على استدعاء دبلوماسيها في ديسمبر، استدعت إيران السفير الألماني للاحتجاج على "اتهام لا أساس له" وجهه القضاء الألماني.
وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير نشرته في 12 مارس الحالي عن ظهور تهديدات "إرهابية" جديدة في أوروبا، وتحييد العديد من "العمليات الإرهابية"، واعتقال عدد من اللاجئين والعناصر المتطرفة، موضحة أن هذه التهديدات مرتبطة بالنظام الإيراني ووكلائه.
وذكرت الصحيفة أنه منذ بداية الصراع في غزة، أحبطت الدول الأوروبية العديد من "الهجمات الإرهابية" في هذه الدول من خلال رصدها لتحركات العناصر المتطرفة.
وأشارت الصحيفة إلى عدد من الأحداث التي شهدتها بعض الدول الأوروبية في الأشهر القليلة الماضية، وقالت إن هذه الأحداث المتفرقة في تزايد، وهي تأتي من مصادر جديدة، وتضاعف عمل وجهود الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في الدول الأوروبية المستهدفة.
وذكرت الصحيفة أن الهجمات في السابق كانت تتم من قبل تنظيم داعش، لكن مؤخرا بدأت التهديدات تزداد من قبل إيران ووكلائها.
وحذرت وكالة الاستخبارات الداخلية الألمانية في أواخر العام الماضي من أن هذه الجماعات المختلفة أصبحت "أكثر جرأة" بسبب حرب غزة، مما أثار المخاوف بشأن هجمات محتملة على اليهود والمؤسسات اليهودية في جميع أنحاء أوروبا.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن قضية الطاجيكيين المشتبه بهم تثير المخاوف من أن النظام الإيراني والجماعات الوكيلة له سوف تستغل الوجود المتزايد للاجئين في أوروبا لزيادة نفوذها في القارة الخضراء.
وتم القبض على مجموعة من المواطنين الطاجيكيين لمحاولتهم استهداف كاتدرائيتين في ألمانيا والنمسا خلال عيد الميلاد.
وفي نوفمبر الماضي، داهمت السلطات الألمانية المركز الإسلامي في هامبورغ، ومنظمات أخرى في المدينة بسبب دعمها لحزب الله، الذي تعتبره ألمانيا "جماعة إرهابية".
وبحسب السلطات الألمانية، فإن هذا المركز، الذي يدير أيضًا مسجد الإمام علي، يعد أحد أهم ممثلي إيران في ألمانيا، ويشكل مصدرًا مهمًا للدعاية الإيرانية في أوروبا.
ولطهران سجل طويل في استهداف خصومها خارج حدود إيران، لكنها بدأت مؤخرا في استهداف اليهود الذين يعيشون في أوروبا.
وفي عام 2017، حكمت محكمة في برلين على طالب باكستاني بالسجن أكثر من أربع سنوات بتهمة التجسس على الرئيس السابق للجمعية الألمانية الإسرائيلية لصالح الحكومة الإيرانية.
وفي تقريره السنوي حول تقييم التهديدات ضد الولايات المتحدة، أعلن مجتمع الاستخبارات الأميركي أن إيران ستواصل تهديد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط.
وبحسب التقرير، تهدف إيران إلى تعزيز مكانتها الناشئة كقوة إقليمية، وفي الوقت ذاته تقلل التهديدات التي يتعرض لها النظام الإيراني، ومخاطر الصراع العسكري المباشر.