برلمانية فرنسية تشتكي تغطية الإعلام المنحازة لإسرائيل

أنقرة - قدمت البرلمانية الفرنسية ماتيلد بانوت شكوى لهيئة تنظيم الإعلام السمعي والرقمي (رسمية)، ضد التغطية المنحازة لصالح إسرائيل في وسائل الإعلام الفرنسية.
وتتضمن الشكوى انحياز وسائل الإعلام لصالح إسرائيل في تغطية وقائع جلسة محكمة العدل الدولية في لاهاي، التي تنظر بقضية “الإبادة الجماعية” بحق الفلسطينيين في غزة، التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد تل أبيب.
ونشرت بانوت رئيسة الكتلة النيابية لحزب “فرنسا الأبية” المعارض الثلاثاء، عبر مواقع التواصل الاجتماعي فحوى الطلب الذي تقدمت به لدى الهيئة. وأوضحت أن الإعلام الفرنسي أفرد مساحة واسعة لدفاع الجانب الإسرائيلي فيما يخص جلسات الاستماع في الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا، متجاهلة ما قدمته الأخيرة للمحكمة.
وذكرت أن وسائل الإعلام الفرنسية بما فيها المؤسسات الحكومية تبث موادها “بشكل منحاز للغاية”، مؤكدة أهمية إعلام الشعب بطريقة متوازنة ومحايدة بشأن القضايا ذات الأهمية الدولية مثل القضية المطروحة أمام محكمة العدل الدولية.
وفي 29 ديسمبر الماضي، رفعت جنوب أفريقيا دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية، تتهم فيها إسرائيل بارتكاب “جرائم إبادة جماعية” في قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب شرسة منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
وتناول المحلل الجيوسياسي الفرنسي الشهير باسكال بونيفاس الأسباب التي تجعل الإعلام الفرنسي في مجمله مواليا لإسرائيل، مقابل تهميش الفلسطينيين، ودعا فرنسا إلى الإيمان بالقيم الكونية بدل الحضارة الغربية، حتى لا تفقد مصداقيتها في أعين الآخرين.
وقال في برنامجه الشهير على يوتيوب في حلقة بعنوان “هل الإعلام الفرنسي موال لإسرائيل؟”، إن “الإعلام الفرنسي يولي الاهتمام الكبير بمصير الأسرى الذين في حوزة حماس علاوة على مصير إسرائيل نفسه، ولا يوجد اهتمام حقيقي بالأسرى الفلسطينيين بما في ذلك الذين ليست ضدهم تهم، علاوة على عدم إبداء اهتمام بمعاناة سكان قطاع غزة”.
ووقف بونيفاس عند الفارق الكبير بين ميل كتاب الافتتاحيات في وسائل الإعلام الفرنسية لصالح إسرائيل، بينما الصحافيون خاصة الذين في الشرق الأوسط يعكسون الواقع الحقيقي للطرفين سواء الإسرائيلي أو الفلسطيني.
وتعتبر فرنسا إلى جانب ألمانيا من الدول التي انحاز إعلامها بشكل مثير إلى الرواية الإسرائيلية. ويرى المحلل أن الغرب وخاصة فرنسا عليها رؤية النزاع من منظار القيم الكونية وليس الحضارة الغربية، لأن الاستمرار في الرؤية الحالية يجعل فرنسا مثل الغرب تفقد مصداقيتها أمام باقي العالم، لاسيما وأنه لم يتم حتى احترام القيم الغربية في هذا النزاع.