برشلونة يستعد لمواجهة الكبار في دوري أبطال أوروبا

تتجه أنظار عشاق كرة القدم، الإثنين، إلى قرعة ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، بعد نهاية منافسات دور المجموعات، الأربعاء الماضي. وتأهّلت إلى ثمن نهائي البطولة 4 أندية من إسبانيا ومثلها من ألمانيا، بينما تأهلت 3 فرق من إيطاليا ومثلها من إنجلترا، كما تأهل فريق فرنسي وآخر برتغالي، ليكتمل عقد الفرق الـ16 المتأهلة.
روما – يترقب عمالقة كرة القدم العالمية نتيجة قرعة ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، والتي ستقام بمقر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بمدينة نيون السويسرية. ولا شك أن جميع الفرق بمسابقة دوري الأبطال ذات مستوى عالٍ، وما يدل على ذلك هو تمكنها من التأهل إلى دور الـ16 في البطولة الأعرق في القارة العجوز، ولا شك أن جميع المباريات لن تكون سهلة، إلا أن هناك مباريات ستكون سهلة نسبيا بالنظر إلى جودة اللاعبين في الفرق المختلفة.
ورغم وجود فريق بحجم أتلتيكو مدريد، إلا أنه قد يكون أحد الطرق السهلة ليوفنتوس للمرور إلى الدور التالي، لاسيما وأن اليوفي يعرف جيدًا كيف يلعب أمام الروخيبلانكوس، إلى جانب وجود كريستيانو رونالدو نجم وهداف اليوفي، الذي يعرف طريق شباك أتلتيكو جيدا. ورغم تصدره لجدول ترتيب الليغا، إلا أن أتلتيكو عانى في مرحلة المجموعات وتأهل كوصيف للمجموعة بصعوبة، وظهر جليًا ضعف أدائه في المباريات الكبيرة مثلما ظهر أمام بايرن ميونخ بدوري الأبطال، وريال مدريد في الليغا. بوروسيا مونشنغلادباخ أيضا رغم امتلاكه عناصر مميزة قادرة على جعل الأمور صعبة جدا على دفاع يوفنتوس، إلا أنه قد يكون فريسة سهلة بالنسبة إلى البيانكونيري، مع جودة لاعبي اليوفي الأكبر من الفريق الألماني.
وفي المقابل، يبدو أن أندية بورتو، إشبيلية ولايبزيغ بمثابة الطريق الأصعب ليوفنتوس في دور الـ16، لاسيما وأن تلك الفرق ظهرت بمستويات ممتازة خلال دور المجموعات. ولعل لايبزيغ قد يكون أصعب منافس ليوفنتوس، بالنظر إلى ما ظهر عليه ولما يقدمه في المواسم الأخيرة، بجانب امتلاكه لمدير فني مميز مثل جوليان ناجلسمان.
مواجهات صعبة
ينتظر برشلونة مواجهات صعبة في الدور المقبل، حيث سيواجه أحد أندية بايرن ميونخ، مانشستر سيتي، ليفربول، تشيلسي باريس سان جرمان، وبوروسيا دورتموند. ومن أبرز المرشحين لمواجهة برشلونة هو حامل اللقب بايرن ميونخ الألماني، والذي أطاح بالبلوغرانا من البطولة بالدور ربع النهائي الموسم الماضي. واكتسح العملاق البافاري برشلونة بنتيجة (8 – 2)، والتي تسببت في ثورة بين أسوار “كامب نو” على كافة المستويات. هذه النتيجة القاسية أشعلت غضب الجماهير واللاعبين، وقامت الإدارة وقتها بالإطاحة بالمدير الفني كيكي سيتيين من منصبه والتعاقد مع المدرب الحالي رونالد كومان.
كما تسببت الخسارة في رحيل العديد من النجوم مثل لويس سواريز وأرتورو فيدال وإيفان راكيتيتش، كما حاول الأرجنتيني ليونيل ميسي قائد الفريق الرحيل لولا رفض الإدارة ليتأجل الأمر حتى سوق الانتقالات الشتوية أو نهاية الموسم. وترتبت على هذه الخسارة حالة من الضغط الشديد على مجلس الإدارة بقيادة جوسيب ماريا بارتوميو، الذي اضطر للاستقالة. أما بالنسبة إلى اللاعبين فكانت الصدمة شديدة، وبالتالي مواجهة بايرن ميونخ مرة أخرى ستكون فرصة جيدة للانتقام من البافاري.
برشلونة ينتظر مواجهات صعبة حيث سيواجه أحد أندية بايرن ميونخ، مانشستر سيتي، ليفربول أو تشيلسي
وبالنظر إلى الأمور بواقعية، فمن الصعب على برشلونة الإطاحة ببايرن ميونخ من البطولة حال أوقعته القرعة في طريقه بثمن النهائي. برشلونة لا يمر بأفضل أوقاته، ولا يزال الفريق يُعاني من الكثير من المشكلات الفنية بالإضافة إلى الأخطاء الفردية الساذجة والتي تكررت بشكل كبير في المباريات الأخيرة. والفريق الكتالوني رغم أنه يخلق الفرص لكنه لا يستغلها في التسجيل بالشكل المطلوب، وأيضًا الهشاشة الدفاعية كان لها تأثير قوي على نتائج الفريق.
وعلى الجانب الآخر، بايرن ميونخ لا يزال هو الفريق الأقوى في أوروبا حتى الآن، وتأهل متصدرًا عن المجموعة الأولى برصيد 16 نقطة، حصدها من 5 انتصارات وتعادل وحيد، ولم يذق طعم الهزيمة. ولا يزال البافاري يُقدم مستويات مميزة سواء في البوندسليغا أو دوري الأبطال تحت قيادة المدرب هانز فليك، والذي سيسعى بكل قوته للقتال من أجل مواصلة حصد الألقاب.
صدارة مفيدة

تأهل يوفنتوس إلى دور الـ16 بعدما احتل المركز الأول في المجموعة السابعة برصيد 15 نقطة بالتساوي مع برشلونة، مع أفضلية تسجيل أهداف أكثر خارج الأرض أمام البارسا. وتمكن يوفنتوس من تصدر المجموعة السابعة على حساب برشلونة في الجولة الأخيرة من مرحلة المجموعات، فبالرغم من احتلاله للمركز الثاني في أول 5 جولات، إلا أن اليوفي استغل الحالة السيئة التي يعيشها البارسا ليخطف الصدارة.
ورغم فوز برشلونة على يوفنتوس بملعب الأخير أليانز ستاديوم بنتيجة (2 – 0)، إلا أن البيانكونيري تمكن من إلحاق هزيمة قاسية بالبارسا في معقله كامب نو بنتيجة (3 – 0)، ليساهم الهدف الثالث في تصدر اليوفي للمجموعة. وبالتالي، نجح يوفنتوس في تفادي مواجهات صعبة للغاية، حيث أنه كان سيواجه فرقا مثل باريس سان جيرمان، بايرن ميونخ، ريال مدريد، مانشستر سيتي، ليفربول، تشيلسي أو بوروسيا دورتموند، حال احتلاله وصافة المجموعة.
القرعة تنص على أنه لا يسمح بمواجهة تجمع فريقين من بلد واحد وبالتالي لن يقع يوفنتوس في مواجهة أتالانتا أو لاتسيو
كما تنص القرعة على أنه لا يسمح بمواجهة تجمع فريقين من بلد واحد، وبالتالي لن يقع يوفنتوس في مواجهة أتالانتا أو لاتسيو. وبذلك، تنحصر الفرق التي ستواجه يوفنتوس، في أندية أتلتيكو مدريد أو بوروسيا مونشنغلادباخ أو بورتو أو إشبيلية أو لايبزيغ، وهي مواجهات أسهل كثيرًا وفي متناول بطل إيطاليا مقارنة بمتصدري المجموعات. وبات كريستيانو رونالدو أمام فرصة ذهبية لضم ضحية جديدة لقائمة ضحاياه الذين سجل فيهم هدفا على الأقل بالمسابقة الأوروبية. وستكون القرعة فرصة ذهبية لمعادلة غريمه التقليدي ليونيل ميسي، الذي يحمل رقما قياسيا باسمه، بتسجيله في شباك 36 فريقا مختلفا بأبطال أوروبا، متقدما على كريستيانو بفريق واحد فقط.
وحال لعب يوفنتوس أمام بوروسيا مونشنغلادباخ أو لايبزيغ، سيكون الدون أمام فرصة معادلة رقم ميسي، حيث لم يسبق له أن سجل في شباكهما. وستكون القرعة فرصة لرونالدو لتعزيز سجله التهديفي، حال واجه إشبيلية أو أتلتيكو مدريد، وهما أكثر فريقين سجل كريستيانو أهدافًا في شباكهما، حيث سجل 27 هدفا في شباك إشبيلية و25 هدفًا في شباك أتلتيكو مدريد.