برسيفرنس يخطو أولى خطواته على المريخ

الروبوت "برسيفرنس" تمكن من التقاط صورة لآثار عجلاته الخاصة على سطح المريخ.
الأحد 2021/03/07
العربة الجوالة اجتازت حوالي ستة أمتار ونصف المتر في 33 دقيقة

واشنطن – أعلنت وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” عن نجاح المسبار “برسيفرنس” في التحرّك لبضعة أمتار على المريخ بواسطة عجلاته، للمرة الأولى منذ هبوطه على سطحه قبل أسبوعين.

وتقدّم الروبوت الجوّال المجهّز بستّ عجلات أربعة أمتار بعد ظهر الخميس بهدف التحقق من أن أنظمة تشغيله تعمل بشكل صحيح، ثم دار على نفسه إلى اليسار، وبعدها تراجع نحو مترين ونصف المتر.

وتمكن “برسيفرنس” خلال تراجعه من التقاط صورة لآثار عجلاته الخاصة على سطح المريخ، نشرتها وكالة ناسا.

واجتازت العربة الجوالة ما مجموعه ستة أمتار ونصف المتر في 33 دقيقة.

وقالت المهندسة المسؤولة عن تنقل الروبوت في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا الذي صُممت فيه العربة “أعتقد أنني لم أكن يوما سعيدة بقدر ما كنت عند رؤية آثار العجلات”.

ولاحظت في مؤتمر صحافي أن عملية التنقّل الأولى للمسبار “جرت بشكل جيد جدا”، معتبرة أن مهمته أنجزت بذلك “مرحلة بالغة الأهمية”.

وأكد المهندس بناسا أنيس ظريفيان، “استجاب نظام الدفع السداسي للمسبار بشكل رائع”، مضيفا “نحن الآن على ثقة من أن نظام القيادة جاهز للعمل وقادر على نقلنا إلى أي مكان يقودنا إليه العلم خلال العامين المقبلين”.

وستكون المركبة قادرة على التحرّك لمسافة 200 متر في كل يوم من الأيام المريخية (وهي أطول بقليل من الأيام الأرضية). وتبلغ سرعة تنقلّها خمسة أضعاف سرعة العربة الجوالة الأخرى “كوريوسيتي” التي لا تزال تعمل على المريخ.

وهبطت المركبة، التي تزن حوالي 1000 كيلوغرام وفي حجم سيارة صغيرة، على سطح المريخ في مناورة هبوط محفوفة بالمخاطر في 18 فبراير الماضي، بعد رحلة بلغت حوالي 480 مليون كيلومتر عبر الفضاء.

عملية التنقّل الأولى للمسبار "جرت بشكل جيد جدا"
عملية التنقّل الأولى للمسبار جرت بشكل جيد

وكان الروبوت الجوال “برسيفرنس” هبط على سطح المريخ في فوهة جيزيرو التي يعتقد العلماء أنها كانت تحوي بحيرة عميقة قبل نحو 3.5 مليار سنة. وسيسعى المسبار إلى جمع ما يصل إلى ثلاثين عينة صخرية من الكوكب خلال أقل من عامين، تعود بها مركبة أخرى إلى الأرض، سعيا إلى إيجاد آثار حياة قديمة على الكوكب الأحمر.

ويلحظ العلماء في الوقت الراهن رحلتين للروبوت الجوال إلى الدلتا التي شكلها نهر قديم كان يصب في البحيرة، إذ أن الباحثين يعلّقون أهمية كبيرة على استكشافها نظرا لاحتمال تكوّن كمية كبيرة من الرواسب فيها.

وقبل ذلك، من المقرر إطلاق المروحية “إنجينوينيتي” الصغيرة التي لا تزال موجودة تحت العربة، فتكون بذلك أول مركبة تعمل بمحركات تطير في جوّ كوكب آخر.

وتبحث فرق ناسا حاليا عن أفضل مكان لإجراء هذه التجربة التاريخية “قبل نهاية الربيع”، على ما وعد نائب رئيس البعثة روبرت هوغ الجمعة.

وأرسل “برسيفرنس” إلى الأرض حتى الآن أكثر من سبعة آلاف صورة التقطتها كاميراته. ونشرت ناسا في 24 فبراير الماضي صورة بانورامية لافتة جمعت لقطات عدة التقطها الروبوت الجوال في المنطقة التي حط فيها، تظهر قمة فوهة جيزيرو.

وتُظهَر إحدى صور المركبة صخرة بنية فاتحة اللون استُخدِمت في تحليلها الأداة العلمية “سوبر كام” للمرة الأولى، وهي كاميرا فائقة التطور بحجم علبة حذاء، من تصميم فرنسي، مزودة بجهاز ليزر يمكنه إطلاق أشعته على صخرة لمسافة تصل إلى سبعة أمتار بهدف تحليل تركيبتها.

ومن المتوقع أن تعرض ناسا النتائج الأسبوع المقبل.

وأعلنت وكالة الفضاء الأميركية كذلك أنها أطلقت على موقع هبوط “برسيفرنس” اسم مؤلفة قصص الخيال العلمي الكاتبة الأميركية الأفريقية أوكتافيا إي بتلر التي ولدت في باسادينا (ولاية كاليفورنيا)، حيث يقع مختبر الدفع النفاث.

24