بدور القاسمي تنقد التحيز الجنسي والعرقي والمحاباة في عالم النشر

رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين تؤكد أن الجدل الدائر حول التحيز في قبول القصائد والمحاباة وفقا للجنس والعرق يستدعي التأمل وإعادة النظر من قبل أوساط النشر.
الأربعاء 2022/09/07
أوساط النشر يمكنها إحداث تغيير إيجابي

لشبونة- أكدت الشيخة بدور القاسمي رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين خلال مشاركتها في فعاليات النسخة السابعة من مؤتمر إستوريل الذي عقد مؤخرا في العاصمة البرتغالية لشبونة أهمية التنوع الثقافي وتعدد الأصوات في قطاع النشر.

ويمثل مؤتمر إستوريل الذي عقد على مدى يومين منصة لبناء حوار مفتوح بين الأجيال بهدف الإعداد لمستقبل أكثر شمولا واستدامة.

وجمع المؤتمر مشاركين من كافة أرجاء العالم ممن يسعون للتعاون المشترك لإنشاء تحالفات فعالة قائمة على الحلول العملية وذلك بهدف إحداث تغيير إيجابي في قطاعات عديدة.واستعرضت القاسمي في كلمتها أمام المشاركين تجاربها الخاصة كونها امرأة عربية مسلمة تعمل في قطاع النشر للتأكيد على الدور الحيوي والفعال الذي يلعبه التنوع وتعدد الأصوات في إثراء البشرية وهو موضوع جلسة المؤتمر.

وأوضحت رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين “لطالما تم الحديث عن التنوع والمساواة بين الجنسين في قطاع النشر وهو موضوع يتطلب اليقظة والاهتمام المستمر على مستوى القطاع من أجل تحقيق النجاح لجميع الشركاء”.

واستشهدت بقضية الشاعرة الأميركية المشهورة يي فين تشو التي أحدث إدراجها في مختارات الشعر الأميركية لعام 2015 ضجة كبيرة على خلفية اكتشاف الجمهور أن هذه الشاعرة شخصية غير حقيقية حيث أن شاعرا وأمينا لمكتبة يدعى مايكل هدسون استخدم اسما مستعارا لامرأة صينية لنشر أعماله بعد أن تم رفض مشاركاته في مسابقات شعرية عدة مرات إلى أن تبنى اسما من ثقافة أخرى وجنسا آخر فأصبحت أعماله مقبولة.

◙ قطاع النشر يمكنه إيجاد بيئة تحفز على الإصغاء إلى أصوات متنوعة وتوفير منصة تتضمن وجهات نظر مختلفة

وأكدت القاسمي أن الجدل الدائر حول التحيز في قبول القصائد والمحاباة وفقا للجنس والعرق بعيدا عن الجدارة والأحقية والكفاءة يستدعي التأمل وإعادة النظر من قبل أوساط النشر بغية إحداث تغيير إيجابي فعال ضمن هذه الصناعة لمنع ظاهرة التهميش الممنهج للمؤلفين والناشرين من كافة الخلفيات حيث ستسهم هذه الحوارات في إفساح المجال أمام القراء للوصول إلى محتوى يعكس لهم صورة العالم من حولهم بشكل أفضل.

واستعرضت رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين تجربتها وسعيها الجاد على مدار العقد الماضي لتمكين النساء من كافة الخلفيات ودعم حقهن في بلوغ أقصى درجات النجاح المهني.

كما شرحت مدى التحديات التي واجهتها خلال عملها في قطاع النشر ورغبتها بالتوقف في بعض الأحيان لكن ما تحلت به من عزيمة وصبر في مواجهة التمييز لعب دورا رئيسيا في مسيرتها لبلوغ منصب رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين لتكون ثاني امرأة تشغل هذا المنصب خلال مسيرة الاتحاد على مدى 126 عاما.

وحول القيم الإنسانية وصعوبة تقبل الناس لوجهات نظر مختلفة أوضحت القاسمي أن “التحدي الذي يواجهنا جميعا كمجتمع يتمثل في محاربة الجهل من خلال تعزيز قيم الاحترام والتسامح والتحلي بالصبر والتعلم من بعضنا البعض، وبذل الجهد لفهم وقبول وجهات النظر المتنوعة بقلوب محبة”.

وأضافت “يمكننا بلوغ النجاح والازدهار عند التحلي بروح المحبة والصبر والوحدة وحين يكون لقطاع النشر دور حيوي في إيجاد بيئة تحفز على الإصغاء إلى أصوات متنوعة وتوفير منصة فريدة من نوعها تتضمن وجهات نظر مختلفة”.

وفي ختام كلمتها خاطبت رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين المشاركين في المؤتمر بصفتهم قراء وأثنت على دورهم في تشكيل المشهد الثقافي باعتبارهم من يقرأ هذا المحتوى كما حثتهم على قراءة أي كتاب لأي مؤلف لا يقرأون أعماله عادة لسماع صوت جديد وربما اكتساب رؤية جديدة بأنفسهم.

12