بداية ساخنة للانتخابات الرئاسية في موريتانيا

أحزاب الأغلبية الرئاسية في موريتانيا اتفقت على ترشيح ولد الشيخ الغزواني لولاية ثانية.
الثلاثاء 2024/03/12
ولد الشيخ الغزواني يحظى بشعبية كبيرة في الشارع الموريتاني

نواكشوط- بدأ عدد المعلنين عن نوايا الترشح للانتخابات الرئاسية في موريتانيا في الارتفاع، بما يوحي بالاتجاه نحو استحقاق ساخن في الثاني والعشرين من يونيو القادم، لاسيما بعد أن كان الحزب الحاكم وأحزاب الموالاة تحدثت عن ترشيحها الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني لولاية ثانية.

وأعلن الدكتور محمد الشيخ، وهو ناشط إعلامي أكاديمي ومحلل سياسي موريتاني، ترشحه لرئاسيات 2024، وقال في خطاب الإعلان عن ترشحه، إنه ترشح لأنه يرى في نفسه الأهلية لدخول المعترك السياسي، وخدمة موريتانيا من بابها الواسع من خلال الانتخابات الرئاسية، ولأن الشباب الموريتاني يريد التغيير والأمل، وفق تعبيره.

وبيّن الشيخ أنه من خلال متابعته للاقتصاد الموريتاني ومؤشراته قرر أن يترشح من أجل إعادة العدالة، وتوزيع الثروة بين المواطنين، بالإضافة إلى حل المشاكل الكبرى وفي مقدمتها ما يتعلق بالتعليم والصحة.

◙ موريتانيا أطلقت مساء السبت الماضي، مشاورات وطنية حول التحضير التشاركي للانتخابات الرئاسية وتطوير الحكامة السياسية، ستدوم خمسة أيام

كما أعلن النائب البرلماني المعارض العيد ولد امبارك، ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة من حزب الجبهة الجمهورية للوحدة والديمقراطية، وقال إنه “واثق من وعي الشعب وقدرته على التغيير السلمي”، لا التغيير العنيف الذي يجلب من الأضرار أكثر مما يُنْتَظَرُ منه من مصالح، معتمدا على حيوية الشباب وحكمة الشيوخ، متزودا بقوة الوحدة بين مكونات الشعب.

بدوره أكد المترشح السابق للانتخابات الرئاسية محمد الأمين المرتجى ولد الوافي، مشاركته في السباق الرئاسي، رغم أن رصيده من الأصوات لم يتجاوز 0,40 في المئة خلال رئاسيات 2019 التي فاز فيها آنذاك ولد الغزواني.

وكان عدد آخر من الشخصيات السياسية، أعلن الترشح للرئاسيات، من بينهم رئيس الرابطة الوطنية لتخليد بطولات المقاومة أعل الشيخ ولد الحضرامي ولد أمم، والمستشار أحمد ولد هارون ولد الشيخ سيديا، والناشط السياسي الشاب، أعمر ولد لوليف.

كما أعلنت الدكتورة خديجة بنت سيدنا ترشحها للسباق الرئاسي، وقالت أن “الأوان قد آن لخلق البديل والبديل هو ترشيح امرأة وتحمل المرأة لمسؤولياتها في إرجاع موريتانيا إلي السكة الصحيحة”، وفق تعبيرها.

وقالت الناشطة الموريتانية، بليندا فال، إن “المرأة الموريتانية قدمت الكثير وساهمت في تربية أجيال من الرجال، لكنها لم تحظ بمناصب عليا من أجل خدمة وطنها”، على حد تعبيرها.

العيد ولد امبارك: واثق من وعي الشعب وقدرته على التغيير السلمي
العيد ولد امبارك: واثق من وعي الشعب وقدرته على التغيير السلمي

وأعلنت ترشحها للانتخابات الرئاسية 2024، مشددة على سعيها إلى “تقديم المزيد والتأكيد على أن المرأة الموريتانية قادرة على رفع التحدي وتقديم الأفضل”.

وولدت بليندا فال في الجزائر العاصمة عام 1981، وعاشت طفولتها في موريتانيا إلى أن تحصلت على شهادة الباكالوريا بنواكشوط عام 1998، ثم انتقلت لمتابعة دراستها الجامعية بكل من سويسرا والولايات المتحدة، وفي عمر الـ23 من عمرها، أسست شركة متخصصة في التدريب العسكري امتد نشاطها ليشمل عددا من دول أفريقيا جنوب الصحراء، كما عملت في الوقت نفسه مستشارة لمسؤولين موريتانيين ثم لعدد من الرؤساء الأفارقة، بينهم العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، وهي تحتل المرتبة 41 ضمن قائمة 100 سيدة الأكثر تأثيرا في أفريقيا.

وكانت أحزاب الأغلبية الرئاسية في موريتانيا قد اتفقت على ترشيح الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لولاية ثانية، حسب بيان مشترك لأحزاب الموالاة.

وفي وقت سابق، أكد ولد الشيخ الغزواني أنه “سيخضع لإرادة أغلبيته والشعب” بخصوص الانتخابات الرئاسية المقرر تنظيمها عام 2024 في موريتانيا.

ووصل ولد الشيخ الغزواني إلى السلطة بعد حصوله على 52.01 في المئة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي نظمت في الـ22 من يونيو 2019.

وأطلقت موريتانيا مساء السبت الماضي، مشاورات وطنية حول التحضير التشاركي للانتخابات الرئاسية وتطوير الحكامة السياسية، ستدوم خمسة أيام، حيث سيتم عقد سلسلة من اللقاءات وجلسات التشاور مع الأحزاب السياسة المرخصة، وأخرى مع الأحزاب قيد الترخيص، ومع النقابات ومنظمات المجتمع المدني.

وتهدف هذه المشاورات، وفق وزارة الداخلية، إلى تهيئة الظروف المناسبة لخلق مناخ سياسي هادئ، توخيا للتقارب فيما بين الفاعلين السياسيين بشأن المواقف من كبريات القضايا الوطنية، بما يعزز اللحمة الاجتماعية والإجماع الوطني، ويكرس قيم التعددية الديمقراطية.

وأكد وزير الداخلية واللامركزية محمد أحمد ولد محمد الأمين، تأكيده أن هذه المشاورات تدخل في إطار الحرص على صيانة الحريات الفردية والجماعية، وتوسيع فضاءات ممارستها بطرق واعية، مبرزا أن الأحزاب والتجمعات السياسية يعوَّل عليها في تكوين الإرادة السياسية والتعبير عنها، والمساهمة في تشكيل رأي عام مستنير، حاضن لقيم المواطنة والديمقراطية.

4