بدء تنفيذ اتفاق إنهاء الأزمة في مخيم جنين

رام الله – وصلت قوة من جهاز الشرطة والدفاع المدني الفلسطيني إلى مخيم جنين بشمال الضفة الغربية بعد أن توصلت السلطة الفلسطينية ومسلحون من كتيبة جنين مساء الجمعة إلى اتفاق ينهي حصار المخيم والإفراج عن المعتقلين ووقف ملاحقة فصائلها، بعد اشتباكات استمرت قرابة 44 يوما إثر إطلاق عملية أمنية تحت اسم "حماية وطن".
وأكدت كتيبة جنين في بيان لها، التوصل لتفاهم مع السلطة الفلسطينية، بعد استجابتها لمطالبة الكتيبة، مشيرة إلى عقد جلسة مطولة مع رجال الإصلاح والأمن نوقش خلالها سبل حل الإشكال، بحسب ما نقل المركز الفلسطيني للإعلام.
وأضافت الكتيبة في بيانها "علمنا منهم أن هنالك موافقة على مطالب الكتيبة من السلطة وتفاهمنا معهم على جزئية دخول الشرطة إلى منطقة ساحة المخيم منذ هذه الليلة (الجمعة)، وصباح الأحد ستتواجد لجنة الإصلاح والشخصيات القائمة على المبادرة في ساحة المخيم من أجل استكمال بقية الترتيبات".
وأكدت أنه إذا سارت الأمور كما هو متفق عليه "فنحن من طرفنا ملتزمون بكل ما تعهدنا به في حال كان هنالك التزام من قبل أجهزة أمن السلطة والله ولي التوفيق".
وأشار المركز إلى أن قوة من الشرطة والدفاع المدني وصلت إلى ساحة مخيم جنين، في حين تجمع عشرات المواطنين، ورددوا هتافات مؤيدة للمقاومة.
ووفقا للمركز، فإن التفاهم "يتضمن توقف السلطة عن ملاحقة المقاومين وعدم المساس بأسلحتهم، وإطلاق المعتقلين، إلى جانب وقف مظاهرة العسكرة والسماح للأجهزة الشرطية بالعمل في المخيم، وإعادة إعمار المنازل التي أحرقتها ودمرتها أجهزة السلطة خلال الحصار الذي استمر 44 يوما".
وتدور منذ الخامس من ديسمبر مواجهات بين عناصر من أجهزة السلطة التي تقودها حركة فتح بزعامة الرئيس محمود عباس، و"كتيبة جنين" التي تسيطر على المخيم وتتألف من مسلّحين ينتمون إلى فصائل عدة منها حركتا حماس والجهاد الإسلامي.
وتضاف حلقة العنف الجديدة هذه في الضفة الغربية إلى المواجهات الناتجة عن الغارات والمداهمات الإسرائيلية وهجمات المستوطنين، والتي ازدادت بنسبة كبيرة منذ بدء الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من أكتوبر 2023.
وخلال الاشتباكات أغلقت المحال أبوابها في الأزقة المتضررة، بينما نصب المسلّحون متاريس حديدية لعرقلة تقدم قوات الأمن الفلسطينية التي تنتشر في مداخل المخيم في عربات عسكرية سوداء.
وأدت الاشتباكات في المخيم، الذي يناهز عدد سكانه 17 ألف نسمة، إلى مقتل 14 فلسطينيا، ستة منهم من رجال الأمن وسبعة مدنيين ومسلح واحد.
وبحسب مصادر في اللجنة الشعبية المحلية غادر نحو ثلاثة آلاف من السكان المخيم منذ اندلاع المواجهات خوفا على حياتهم وحياة عائلاتهم.
وأعلنت السلطة الفلسطينية أنها تنفّذ عملية سمتها "حماية وطن"، لاعتقال المسلحين الذين تعدّهم "خارجين عن القانون" ومصادرة أسلحتهم. ويقول متابعون إن السلطة متمّسكة بإنهاء "الحالة المسلّحة" في المخيم.
ويتهّم المسلحون السلطة بخدمة أهداف إسرائيل.
وسبق أن كشفت مصادر إعلامية عبرية أن السلطة الفلسطينية طالبت إسرائيل بتزويدها بالمزيد من الأسلحة، لكن الأخيرة تحفظت على الطلب.
وبدأت الأحداث عقب اعتقال الأجهزة الأمنية قياديا ميدانيا من كتيبة جنين بتهمة حيازة أسلحة وأموال، أعقبه قيام مسلحين بمصادرة مركبتين تابعتين للسلطة الفلسطينية.
وينفذ الجيش الإسرائيلي عمليات عسكرية في مناطق شمال الضفة الغربية يقول إنها تستهدف مسلحين فلسطينيين يسعون إلى تنفيذ هجمات على أهداف إسرائيلية.
وارتفعت وتيرة العمليات العسكرية الإسرائيلية عقب الحرب في غزة التي بدأت في أكتوبر من العام 2023. ومنذ ذلك الحين قتل ما لا يقل عن 835 فلسطينيا بنيران الجيش الإسرائيلي أو مستوطنين.
وقتل خلال الفترة ذاتها 28 إسرائيليا في الضفة الغربية في هجمات نفذها فلسطينيون.