بخوذة وسترة واقية.. عبير موسي تثير جدلا داخل البرلمان التونسي

تونس - أثار حضور رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي جلسة برلمانية عامة مرتدية خوذة وسترة واقية من الرصاص جدلا واسعا.
واعتبرت موسي في مداخلة لها في البرلمان، أنها مستهدفة ومهددة بالتصفية، وأن حكومة هشام المشيشي لا تريد حمايتها رغم النداءات المتكررة التي توجّهت بها.
ونشرت موسي في حسابها في موقع فيسبوك مقطع فيديو يوثق لحظة دخولها إلى البرلمان، وكتبت "المشيشي لم يغير تعليماته.. يريد إنهاء نيابتي غصبا.. سأرتدي واقيا من الرصاص وأحمي نفسي وأدخل لممارسة عملي".
وفي تدوينة أخرى قالت موسي "في عهد ديمقراطية الخوانجية (الإخوان المسلمين) وأذيالهم المعارضة تمارس عملها بارتداء خوذة وسترة واقية من الرصاص".
وتسلحت موسي بما ترى أنه يبعث برسائل مضمونة الوصول إلى خصومها من حركة النهضة الإسلامية وإلى زعيمها رئيس البرلمان راشد الغنوشي، الذي أصدر أمرا الشهر الماضي بمنعها من دخول المؤسسة التشريعية تحت حراسة شخصية، ما دفعها إلى الاحتجاج بهذه الطريقة.
وكتبت البرلمانية المنتمية إلى الحزب الدستوري الحر عواطف قريش عبيد، في تدوينة على صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك "اضطرت زعيمة المعارضة عبير موسي إلى حمل الخوذة والسترة الواقية من الرصاص لممارسة مهامها في برلمان الإخوان حتى تتصدى لمشاريعهم".
وأشعلت صورة عبير موسي في جلسة برلمانية مخصصة للتداول في القانون المتعلق بالمحكمة الدستورية مواقع التواصل الاجتماعي في تونس والوطن العربي.
واعتبر المحامي والناشط السياسي فتحي الجموسي خطوة موسي وإن بدت للبعض مضحكة فإنها معبرة عن حقيقة ديمقراطية الخوانجية، قائلا "يقول الفيلسوف الفرنسي ميشال فوكو 'لعل في الجنون عقلا' وأنا أقول ولست بفيلسوف 'لعل في المضحك عمقا'".
وعلق الناشط بركة حنبعل قائلا "بما أن البرلمان صار أخطر من الشارع، حيث يمرح ويسرح فيه الإرهابيون والـS17 (الأشحاص الخاضعون لإجراء الاستشارة قبل العبور للاشتباه في تورطهم في أعمال إرهابية) ولا توجد كاميرات في دهاليزه وممراته.. وبما أنهم يريدون رأسها، ومنعوا عنها المرافقة الأمنية، فإن ما فعلته عبير موسي هو عين الصواب.. نعم وجب التوقي.. خوذة وسترة واقية من الرصاص وإن لزم الأمر أكثر.. كأن يقع تحضير غرفة بلورية مضادة للرصاص حول مقعد النائبة المعنية".
وتلقّت رئيسة الحزب الدستوري الحر مؤخرا تهديدات متكررة بالقتل، حيث أكدت في تصريحات إعلامية أن قرار تصفيتها اتخذته حركة النهضة وهددتها به علنا، موضحة أن الإجراءات الإقصائية التي اتخذها الغنوشي تمهيد للتصفية.
وأضافت موسي أن تهديدها بالتصفية والاغتيال تكرر مرارا على لسان نواب النهضة ومنتسبيها وداعميها، وأن ثمة تهديدات مباشرة تصلها يوميا من أشخاص مجهولين يترصدون حياتها.
وبيّنت رئيسة الدستوري الحر أن اغتيالها "يدبر بواسطة حادث سير أو عملية قتل على وجه الخطأ"، مؤكدة أن "سيناريوهات الاغتيال المعدة لها تحمل كلها على القتل غير العمد أو الحادث، حتى لا يثبت تورط أعوان الإخوان فيها".
واعتبر المغرد السعودي أنس الشبك أن ارتداء موسي لخوذة وسترة واقية من الرصاص خطوة رمزية، قائلا "خطوة رمزية.. بس أنا سامع من كل الإخونج إنو قرار تصفية عبير موسي صادر ومستنين الأمر بالتنفيذ".
وأشاد الفنان التشكيلي المصري السيد عبدالمجيد عبدالعال بخطوة موسي، قائلا "المناضلة التونسية الحديدية عبير موسي.. رمز الصمود والتحدي.. اقتدوا بها.. وحافظوا عليها".
وكتبت الناشطة عليا على تويتر "هي تشير إلى القمر وهم ينظرون إلى إصبعها" #عبير_موسي تقدم بالدليل والحجة أن الإرهاب داخل البرلمان وهم يتساءلون عن الخوذة. فضيحة الديمخراطية التي صدعونا بها رسالة للعالم: لا أمن ولا أمان في تونس في ظل حكم الإخوان.
وقادت موسي السبت مسيرة احتجاجية بالسيارات للمطالبة باستقالة الغنوشي ورئيس الحكومة هشام المشيشي الذي حمّلته مسؤولية انتشار الوباء في تونس.
ومنعت من ممارسة عملها وحضور أعمال مكتب مجلس نواب الشعب مع أنها عضو فيه، بعد أن ضيقت الخناق على نواب النهضة وطالبتهم بوثائق يتعمدون إخفاءها تثبت تورطهم في الفساد داخل البرلمان نفسه.
ومنذ ذلك الحين، يحتج نواب كتلة الدستوري الحر، عبر وقفات وتحركات احتجاجية بالبرلمان وخارجه لم تستجب لها رئاسة المجلس.
وعلق الناشط عاطف على تويتر قائلا "عبير موسي تلبس الدرع الواقي من الرصاص وتدخل مجلس النواب لإيقاف عملية بيع تونس. إنها عبير الوطن".
وتثير موسي الجدل في مواقفها ومداخلاتها داخل البرلمان، حيث قامت في مناسبات عدة باستخدام مكبّرات الصوت داخل الجلسات العامة، فضلا عن لجوئها إلى استخدام تقنية "البث المباشر" على فيسبوك.
وأكدت موسي أنها لا تستطيع دخول قبة البرلمان دون بث مباشر عبر هاتفها، تحسبا من اعتداءات بدنية من أعضاء حركة النهضة وحلفائها.