بحث جديد يقدم نتائج واعدة في مجال علاج أمراض القلب

يطمح الأطباء إلى إيجاد علاج فعال لمرض القلب من شأنه أن يقلل من الوفيات الناجمة عنه. وفي كتاب بعنوان “حاصرات بيتا: تأثيرها وسلامتها” تطرق باحثان من كلية الطب بجامعة سانت جورج إلى فوائد حاصرات بيتا ومخاطرها، وتمثل حاصرات بيتا علاجا فعالا لانخفاض ضغط الدم له تأثير إيجابي واعد على صحة القلب والعلاجات المرتبطة به.
غرينادا- اختتم الدكتور روهيت ميشرا والدكتورة أيشواريا سينغ، عضوا هيئة التدريس في كلية الطب بجامعة سانت جورج في غرينادا، بحثا جديدا يمكن أن يكون له تأثير إيجابي واعد على صحة القلب والعلاجات المرتبطة به على الصعيد العالمي.
ويقيّم برنامج البحث فوائد حاصرات بيتا ومخاطرها، وهي فئة من الأدوية المستخدمة لإدارة ضربات القلب غير الطبيعية ومنع تكرار النوبات القلبية. وتوفر نتائج البحث الأمل للمرضى الذين يعانون من مشاكل في القلب والحالات الأخرى المصاحبة؛ حيث يمكن أن تمثل حاصرات بيتا خيارا علاجيا فعالا، إلا أن فعالية الدواء تختلف من شخص إلى آخر بناءً على عوامل عديدة، منها التاريخ الطبي وجنس المريض.
ونشرت نتائج البحث في كتاب للباحثين بعنوان “حاصرات بيتا: تأثيرها وسلامتها” لتؤكد أمان استخدام حاصرات بيتا، وتحديدا لدى المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم والسكري والقلق وغيرها من الأمراض.
نتائج البحث ستساعد في تثقيف الجمهور والمرضى حول فعالية حاصرات بيتا المختلفة في علاج أمراض القلب لدى الذكور والإناث
وبحسب مجلة “كيورنت برمبلامز إن كرديولوجي” التي تعنى بمشاكل أمراض القلب، فإنه ما يزال هناك معدل كبير للوفيات، خاصة تلك الناجمة عن أمراض القلب الإقفارية (ضعف عضلة القلب الناجم عن انخفاض تدفق الدم). وستساعد نتائج البحث في هذا الكتاب في تثقيف الجمهور والمرضى حول فعالية حاصرات بيتا المختلفة في علاج أمراض القلب لدى الذكور والإناث من مختلف الفئات العمرية.
وفي تعليقه على الأمر قال الدكتور روهيت ميشرا، الأستاذ المساعد في علم الأمراض في كلية الطب بجامعة سانت جورج، “يساعد البحث في إعطاء المرضى والأطباء فكرة عن فعالية الدواء وفوائده. تم تشخيص إصابتي بارتفاع ضغط الدم في سن مبكرة وكنت أتناول حاصرات بيتا، الأمر الذي ألهمني في مسيرتي لتثقيف الجميع حول هذا الخيار العلاجي وفعاليته على مختلف الفئات العمرية ولدى الجنسين. ومع ذلك، لا بد من التأكيد على عدم استخدام حاصرات بيتا أبدا دون إشراف الطبيب”.
وبدورها قالت الدكتورة أيشواريا سينغ، الأستاذ المساعد في علم الأمراض في كلية الطب بجامعة سانت جورج، “أردنا من خلال هذا البحث أن نسهم في سد الفجوة بين الأبحاث حول حاصرات بيتا وبين الوضع الحالي الملحّ المتمثل في وضع أمراض القلب والأوعية الدموية كونها السبب الرئيسي للوفيات على مستوى العالم، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.
وأضافت “في حين أن حاصرات بيتا تُستخدم في المقام الأول للأمراض المرتبطة بالقلب مثل قصور القلب، فإنها تستخدم أيضا لعلاج الصداع النصفي والزرق (تلف الأعصاب، الذي يسبب فقدان البصر)، ونأمل أن يحفز كتابنا المزيد من النقاش والبحث في أوساط المتخصصين الطبيين حول العالم.”
وبحسب خبراء “مايو كلينيك” فإن حاصرات مستقبلات بيتا هي أدوية تُستخدم لخفض ضغط الدم، وقد تُعرف أيضًا باسم حاصرات بيتا الأدرينالية. وتعمل هذه الأدوية عن طريق منع تأثيرات هرمون الإبينيفرين، المعروف أيضًا باسم الأدرينالين.
وتؤدي حاصرات مستقبلات بيتا إلى إبطاء ضربات القلب وإضعاف قوتها، وهذا يسبب انخفاض ضغط الدم. وتساعد حاصرات مستقبلات بيتا أيضًا على توسيع الأوردة والشرايين لتحسين تدفق الدم.
وتؤثر بعض حاصرات مستقبلات بيتا بشكل رئيسي على القلب، بينما يؤثر بعضها الآخر على القلب والأوعية الدموية. وتتوفر العديد من حاصرات مستقبلات بيتا، ولكن يعتمد النوع الأنسب لكل حالة صحية.
ويُنصح باستخدام حاصرات مستقبلات بيتا كعلاج أولي إذا كان المريض مصابًا بارتفاع ضغط الدم فقط. ولا تُستخدم حاصرات مستقبلات بيتا عادةً لعلاج ارتفاع ضغط الدم إلا في حال عدم فعالية الأدوية الأخرى مثل مدرّات البول. وقد تكون إحدى حاصرات مستقبلات بيتا دواءً ضمن عدة أدوية مستخدمة لخفض ضغط الدم.
وتُستخدم حاصرات مستقبلات بيتا للوقاية من الأعراض أو علاجها أو تخفيفها في حالات أخرى، مثل:
- عدم انتظام ضربات القلب، المعروف باضطراب النظم القلبي.
- فشل القلب.
- ألم في الصدر، يُسمى بالذبحة الصدرية.
- النوبات القلبية.
- الشقيقة (الصداع النصفي).
- بعض أنواع الرُعاش.
ويعرّف الخبراء مرض القلب بأنه وصف لمجموعة من الحالات المَرضية التي تصيب القلب. وتشمل أمراض القلب أمراض الأوعية الدموية، مثل مرض الشريان التاجي،
وعدم انتظام ضربات القلب، ومشاكل في القلب منذ الولادة (عيوب خِلقية في القلب) واعتلال عضلة القلب ومرض صمام القلب.
ويمكن الوقاية من العديد من أنواع أمراض القلب أو علاجها من خلال اتّباع خيارات نمط حياة صحي. وتتوقف أعراض أمراض القلب على نوع مرض القلب.
ويعد مرض الشريان التاجي حالة مرضية شائعة للقلب تؤثر على الأوعية الدموية الرئيسية التي تغذي عضلة القلب. ويرجع سبب مرض الشريان التاجي عادةً إلى ترسبات الكوليسترول (اللويحات) في شرايين القلب. ويُعرف تراكم هذه اللويحات بتصلب الشرايين. ويقلل تصلب الشرايين تدفق الدم إلى القلب وأجزاء الجسم الأخرى. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى نوبة قلبية أو ألم في الصدر (ذبحة صدرية) أو سكتة دماغية.
وقد تختلف أعراض مرض الشريان التاجي بين الرجال والنساء. فالرجال، على سبيل المثال، أكثر عرضة للإصابة بآلام في الصدر. بينما تكون النساء أكثر عرضة للإصابة بأعراض أخرى إلى جانب الشعور بالانزعاج في الصدر، مثل ضيق النفس والغثيان والإرهاق الشديد.
ويمكن أن تتضمن أعراض مرض الشريان التاجي ألما في الصدر وضيقا في الصدر وضغطا في الصدر والشعور بالانزعاج في الصدر (الذبحة الصدرية)، وضيق النفس، وألما في العنق أو الفك أو الحلق أو الجزء العلوي من البطن أو الظهر، وألما أو خدرا أو ضعفا أو برودة في الساقين أو الذراعين إذا أصيبت الأوعية الدموية في أجزاء الجسم هذه بالتضيّق.
وقد لا تُشخَّص الإصابة بمرض الشريان التاجي إلا بعد أن تتعرض لنوبة قلبية أو ذبحة صدرية أو سكتة دماغية أو فشل القلب. لذا من الضروري مراقبة أعراض القلب ومناقشة المخاوف مع الطبيب. ويمكن اكتشاف مرض القلب (المرض القلبي الوعائي) مبكرًا في بعض الأحيان عند إجراء الفحوصات الصحية المنتظمة.