بايلز وفيدرر.. نجمان منتظران في الأولمبياد

باريس – ستكون الألعاب الأولمبية المرتقبة في طوكيو بين 23 يوليو و8 أغسطس 2021، سماء لسطوع نجوم جديدة في عالم الرياضة، بينها لاعبة الجمباز الأميركية سيمون بايلز الساعية إلى بصمة تاريخية، ومواطنها كايليب دريسل خليفة أسطورة السباحة مايكل فيلبس.
وفي أرض الجودو أيضا، سيسعى الفرنسي تيدي رينر إلى تتويج أولمبي ثالث غير مسبوق في الوزن الثقيل. أما السويسري روجيه فيدرر، ففي حال تعافى من جراحتين في الركبة اليمنى، سيخوض عشية بلوغه الأربعين من العمر غمار البحث عن الذهب الأولمبي، اللقب الوحيد المفقود من سجله الزاخر.
ويقوم أرماند دوبلانتيس بما لا يمكن تصوره. فقد حطم السويدي الموهوب الذي نشأ في الولايات المتحدة كل الأرقام القياسية في القفز بالزانة لفئة الشباب. ويواصل ذلك عند البالغين. كما أن المستوى العالي لخصومه، الأميركي سام كندريكس، والبولندي بيوتر ليزيك اللذان يتخطيان عادة عتبة الستة أمتار، يشير إلى مسابقة ملحمية.
تحت المجهر
تقدّم بايلز نفسها على أنها نجمة ألعاب طوكيو. فتاريخها الشخصي ومواقفها العلنية بعد بروز قضية الطبيب لورانس نصار (تحرش واعتداء جنسي على رياضيات) التي كانت هي نفسها ضحيته، يؤكدان أن هالتها تتجاوز حدود رياضتها بشكل كبير.
وبعد الاستراحة في أعقاب أولمبياد ريو 2016، حافظت البطلة الأميركية على هيمنتها بلا منازع. وفي العام 2019، أصبحت لاعبة الجمباز الأكثر ظفرا بالميداليات في التاريخ على مستوى العالم (رجالا وسيدات على حد سواء)، بحصولها على 25 ميدالية، 19 منها ذهبية.
ويُعدّ استمرارها، الذي امتد عاما أيضا جراء تأجيل دورة الألعاب الأولمبية التي كانت مقررة في 2020 بسبب جائحة كورونا المستجد، استثنائيا في الجمباز. وبالتالي، فإن بايلز قد تسجل رقما قياسيا جديدا بسن الرابعة والعشرين في طوكيو: أكبر عدد من الألقاب الأولمبية للاعبة أو لاعب جمباز. وكانت السوفييتية لاريسا لاتينينا قد حصدت تسع ميداليات بين 1950 و1960، ولدى بايلز الآن أربع ميداليات وستنافس على ست في طوكيو.
والقول إن دريسل من عيار مايكل فيلبس ليس مبالغة. فلا يزال الأول الذي كان في الرابعة والعشرين من عمره حين فاز “فقط” بلقب التتابع عام 2016، بعيدا كل البعد عن سجل فيلبس بـ23 ميدالية ذهبية أولمبية. ولكن بمعدل اقتناصاته في بطولة العالم 2017 (سبعة انتصارات) و2019 (ثماني ميداليات بينها ست ذهبية)، فإن السباح الأميركي لديه الوسائل الكافية لمقارنة نفسه بالأسطورة. خصوصا وأن التأجيل لم يزعزع هدوءه حينما قال “لماذا أكون مستاء إذا أمضيت عاما إضافيا لتطوير هذه الدينامية؟”.
التحاق بالأساطير
هوس تيدي رينير (31 عاما) هو أن يصبح أول بطل أولمبي ثلاثي للوزن الثقيل في التاريخ، في أرض الجودو، وتحديدا في معبد “نيبون بودوكان” في طوكيو. ومنذ العام 2007، راكم لاعب الجودو الفرنسي ألقابه أكثر من أي شخص آخر: عشرة على وجه التحديد، ثمانية في وزن فوق 100 كلغ، واثنان في جميع الفئات. لكن رينير كان نادر التواجد على حصائر التاتامي اليابانية على هامش الأولمبياد. فلم يلعب في بطولة العالم منذ نهاية عام 2017، ثم توقف لعشرين شهرا، وبعدها الإغلاق العالمي وتوقف المنافسات في 2020 جراء كورونا.
كما أن قوته الشديدة التي لم تقهر لأكثر من تسع سنوات، انتهت في أوائل فبراير الماضي بعد 154 نزالا. وبالتالي، فإن الصورة الأكثر ملاءمة في طوكيو، ستكون بالضرورة انتصارات جديدة بدءا من الآن وحتى دورة الألعاب الأولمبية. بطل العالم ست مرات على التوالي في سابقة بين 2009 و2015، وبطل أولمبي مزدوج للمرة الأولى منذ 40 عاما، هكذا سيطر كوهي أوتشيمورا على الجمباز وحيدا خلال السنوات الثماني الماضية.