بايدن يطمئن تايوان بأنه سيدافع عنها حال غزوها من الصين

الرئيس الأميركي يحذر من أن بلاده مستعدة لاستخدام إمكاناتها العسكرية في حال اجتاحت بكين جزيرة تايوان.
الثلاثاء 2022/05/24
جولة تهدئة مخاوف تايوان

طوكيو - حاول الرئيس الأميركي جو بايدن الاثنين طمأنة تايوان بأن الولايات المتحدة ستدافع عنها حال أقدمت الصين على غزوها، وذلك خلال زيارته إلى اليابان.

وأكد بايدن الذي كثف من تحذيراته حيال نوايا بكين من طوكيو، أن الصين “تلعب بالنار” عبر تكثيف مناوراتها العسكرية.

وردت الصين على تصريحات بايدن بحزم مؤكدة أن هذا الأمر يندرج ضمن سيادتها.

وبعد زيارة استمرت ثلاثة أيام إلى كوريا الجنوبية، وصل بايدن مساء الأحد إلى طوكيو. ويصف المسؤولون الأميركيون اليابان وكوريا الجنوبية بأنهما ركيزتان أساسيتان للولايات المتحدة في مواجهة صعود الصين في المنطقة.

وفي مؤتمر صحافي مشترك الاثنين مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، حذر بايدن من أن الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام إمكاناتها العسكرية في حال اجتاحت بكين جزيرة تايوان التي تحظى بحكم ذاتي.

بايدن الذي زاد من تحذيراته حيال نوايا بكين إزاء تايوان أكد أن الصين تلعب بالنار بتكثيف مناوراتها العسكرية

وقال “كنا موافقين على سياسة الصين الواحدة… ولكن فكرة أن تؤخذ تايوان بالقوة هي بكل بساطة غير ملائمة”.

وردت بكين سريعا داعية الرئيس الأميركي إلى عدم التقليل من شأن تصميمها الحازم على حماية سيادتها.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبن أمام الصحافيين “نطالب الولايات المتحدة بتجنب إرسال إشارات خاطئة إلى القوى الاستقلالية” في تايوان.

ومن جانب آخر، أعلن مسؤول في البيت الأبيض أن تعليقات بايدن تتوافق مع السياسة الأميركية المعتمدة بالنسبة إلى تايوان.

وقال المسؤول “سياستنا لم تتغير. لقد كرر تأكيد سياستنا القائمة على أساس الصين الواحدة والتزامنا في سبيل السلام والاستقرار على جانبي مضيق تايوان”، وذلك يشمل التعهد “بتقديم الوسائل العسكرية لتايوان للدفاع عن نفسها”.

ورغم أن واشنطن تعترف دبلوماسيا منذ 1979 ببكين وليس تايبه، فإن الدعم الأميركي لتايوان لم يتوقف.

وقد اعتمد بايدن وكيشيدا لهجة صارمة مع بكين، وأكدا مجددا على “رؤيتهما المشتركة لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ بصفتها حرة ومنفتحة”، وقالا إنهما اتفقا على مراقبة النشاط البحري الصيني في المنطقة حيث تظهر بكين طموحات متزايدة.

بايدن يسعى لتعزيز الدور الأميركي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ من خلال انضمامه إلى قادة أستراليا والهند واليابان خلال قمة للتحالف الرباعي "كواد"

وأشار كيشيدا “يجب أن ندعو الصين إلى الامتثال للقانون الدولي، بما في ذلك القضايا الاقتصادية”.

كما تطرق الرئيس الأميركي إلى روسيا، محذرا من أنها “يجب أن تدفع ثمنا طويل الأمد” بسبب ما وصفه بوحشيتها في أوكرانيا من ناحية العقوبات التي تفرضها عليها الولايات المتحدة وحلفاؤها.

وقال بايدن إن “الأمر لا يقتصر على أوكرانيا فقط” لأنه “إذا لم يتم الإبقاء على العقوبات على مستويات عدة، فأي إشارة سوف توجه إلى الصين حول ثمن محاولة السيطرة على تايوان بالقوة”.

ويسعى بايدن في طوكيو أيضا لتعزيز الدور الرائد للولايات المتحدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ من خلال انضمامه إلى قادة أستراليا والهند واليابان خلال قمة للتحالف الرباعي “كواد”.

وقال البيت الأبيض إن هذه “فرصة ضرورية لتبادل وجهات النظر ومواصلة تعزيز التعاون العملي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ”.

وحتى الآن ترفض الهند عضو التحالف الرباعي إدانة موسكو علنا على خلفية حربها في أوكرانيا، كما ترفض تقليص تجارتها مع روسيا. ويعقد بايدن اجتماعا على انفراد الثلاثاء مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.

وفي كل محطة من محطات زيارة بايدن، يسود قلق من إمكان إقدام كوريا الشمالية التي لا يمكن التنبؤ بتصرفاتها، على إطلاق صاروخ جديد أو إجراء تجربة نووية. ولم يحدث شيء من هذا القبيل خلال زيارة بايدن لسيول.

وخلال مؤتمره الصحافي مع كيشيدا، كشف بايدن النقاب عن شراكة تجارية جديدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ تضم 13 دولة بينها الولايات المتحدة واليابان ولكن من دون الصين.

Thumbnail

ولا يُعد “الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ” اتفاقية تجارة حرة، ولكنه ينص على المزيد من التكامل بين الدول الأعضاء في أربعة مجالات رئيسية هي الاقتصاد الرقمي وسلاسل الإمداد والبنية التحتية للطاقة النظيفة ومكافحة الفساد.

وتشعر الصين بأنه تم استبعادها عمدا وتحدثت عن ذلك بوضوح منددة منذ الأحد “بتكتلات صغيرة” تهدف إلى “احتواء الصين”.

وكانت الولايات المتحدة قد انسحبت في عام 2017، في عهد الرئيس دونالد ترامب، من “الشراكة عبر المحيط الهادئ”، وهو اتفاق واسع النطاق يتعلق بالتجارة الحرة متعددة الأطراف تحولت إلى اتفاقية جديدة في عام 2018 لا تتضمن واشنطن.

وأوضح بايدن أنه لا ينوي إعادة إطلاق اتفاقيات التجارة الحرة، بالنظر إلى الرأي العام الأميركي الذي ترى غالبيته في هذه المعاهدات تهديدا لفرص العمل في الولايات المتحدة.

ومن جانب آخر، أعلن بايدن الاثنين أنه يعتزم رفع بعض القيود الجمركية عن الصين، مشيرا إلى أنها لم تفرض من قبل إدارته.

وأنهى الرئيس الأميركي نهاره عبر الانضمام إلى كيشيدا وزوجته في مطعم راق في طوكيو يقع في حديقة ويقدم السوشي إلى جانب أطباق تقليدية أخرى.

5