بايدن يطلق آخر ما عنده من وعيد لبوتين وللجيش الروسي

الرئيس الأميركي يصف، في خطاب أمام الكونغرس، نظيره الروسي بالدكتاتور ويتعهد بأنه سيدفع ثمن غزوه لأوكرانيا على المدى الطويل.
الأربعاء 2022/03/02
خطاب بايدن أعاد "الولايات المتحدة إلى حقبة الثمانينات"

واشنطن - أطلق الرئيس الأميركي جو بايدن مساء الثلاثاء آخر ما لديه من وعيد تجاه نظيره الروسي فلاديمير بوتين، متعهدا بأنه سيدفعه ثمن الحرب في أوكرانيا على المدى الطويل حتى لو حقق مكاسب في ساحة المعركة.

وقال بايدن في خطاب حالة الاتحاد "ليست لديه أدنى فكرة عما ينتظره"، متابعا أنّ نظيره الروسي فلاديمير بوتين "دكتاتور" بات "معزولا أكثر من أيّ وقت مضى".

وأضاف بايدن أمام الكونغرس أنّ ما يقوم به "دكتاتور روسي من غزو لدولة أجنبية له أثمان في كلّ أنحاء العالم"، مشدّدا على أنّ "بوتين كان مخطئا. نحن مستعدّون، نحن أقوياء".

وتابع أنّ الرئيس الروسي "كان يظنّ أن الغرب وحلف شمال الأطلسي لن يردّا"، لكن "في المعركة بين الأنظمة الديمقراطية وتلك الاستبدادية، أثبتت الديمقراطيات أنّها على قدر التحدّي، ومن الواضح أنّ العالم يختار جانب السلام والأمن".

وفي إشارة إلى بوتين، حذّر الرئيس الـ46 للولايات المتّحدة من أنّه "إذا لم يدفع الدكتاتوريون ثمن عدوانهم، فإنهم يتسبّبون في المزيد من الفوضى".

وأضاف "ربّما يطوّق بوتين كييف بالدبابات، لكنّه لن ينجح أبدا في الاستيلاء على قلوب الشعب الأوكراني وأرواحهم، ولن يقضي على حبّهم للحرية أبدا". و"سيدفع ثمنا باهظا يستمر على المدى الطويل".

وتوعّد بايدن الأوليغارشيين الروس بمصادرة "يخوتهم وشققهم الفاخرة وطائراتهم الخاصة"، والتي قال إنهم حصلوا عليها نتيجة أعمال غير شريفة.

وكانت سفيرة أوكرانيا لدى الولايات المتحدة أوكسانا ماركاروفا جالسة إلى جانب السيدة الأولى جيل بايدن في الكابيتول، حيث وضع عدد كبير من أعضاء الكونغرس شارات عليها العلم الأوكراني.

وقال بايدن "عندما يُكتب تاريخ هذه الفترة، ستكون حرب بوتين على أوكرانيا قد جعلت روسيا أضعف وبقية العالم أقوى".

وكان الرئيس الأميركي يتحدث إلى الكونغرس في اليوم السادس من غزو روسيا لجارتها الأوروبية، وبينما كانت كييف تتابع رتلا عسكريا روسيا يمتد على مسافة أميال من المحتمل أنه يستعد للسيطرة على العاصمة الأوكرانية.

وأعلن بايدن عن خطوة جديدة بحظر استخدام الرحلات الجوية الروسية المجال الجوي الأميركي.

كما أشار إلى خطوات تستهدف الجيش الروسي في المستقبل، غير أنه أقر بأنه قد يحقق المزيد من المكاسب في الساعات المقبلة.

وقال "نضيق على روسيا سبل الوصول إلى التكنولوجيا، وهو ما سيضعف قوتها الاقتصادية وجيشها لسنوات مقبلة".

ويرفض بايدن، الذي تحدث في وقت سابق من نفس اليوم مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، المشاركة العسكرية الأميركية المباشرة على الأرض في أوكرانيا.

لكن الحكومة الأميركية تتبادل معلومات استخباراتية حول عمليات روسيا، وتقود مساعي عالمية لفرض مجموعة غير مسبوقة من العقوبات الاقتصادية على حكومة بوتين وحلفائه وأكبر البنوك في البلاد، وهو ما أدى إلى تهاوي العملة وهبوط البورصة الروسية 40 في المئة جراء العقوبات.

ورد الحزب الجمهوري على خطاب بايدن منتقدا أبرز النقاط التي جاءت فيه.

وقالت حاكمة ولاية آيوا الأميركية كيم رينولدز إن "الخطاب أعاد الولايات المتحدة إلى حقبة الثمانينات والتضخم".

وأضافت أن "التلويح بالعقوبات والتركيز على الصواب السياسي بدلا من الاستعداد العسكري، والتركيز على ردود الفعل بدلا من قيادة الفعل جعل مقاربة الرئيس للسياسة الخارجية ضعيفة للغاية".