بايدن يستعد لعرض مقترح حل وسط بشأن هدنة غزة

المقترح الجديد يتضمن المزيد من التفاصيل بما في ذلك كيفية سير تبادل الأسرى وفترة بقاء القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا.
الأربعاء 2024/09/04
واشنطن مستمرة بالمفاوضات لإطلاق سراح الرهائن

القدس - رجحت هيئة البث العبرية (رسمية)، الأربعاء، أن ينشر الوسطاء الجمعة المقبل مقترح "حل وسط" للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس بشأن وقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى، فيما قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، إنّ المقترح الجديد سيكون أكثر تفصيلا من مقترح "جسر الفجوات" الذي جرى بحثه الشهر الماضي، مؤكدة أنه لن يكون الأخير، خاصة مع وجود سبعة محتجزين أميركيين في غزة.

وتقود الولايات المتحدة ومصر وقطر منذ أشهر مباحثات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس، سعيا للتوصل الى اتفاق يتيح وقف إطلاق النار في القطاع، وإطلاق الرهائن الاسرائيليين ومعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وإحدى أبرز نقاط الخلاف الراهنة هي تمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ببقاء الجيش في محور فيلادلفيا بين قطاع غزة ومصر، بينما تصر حماس على انسحابه بشكل كامل.

وقالت هيئة البث إن رئيس جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلية "الموساد" دافيد برنياع، أبلغ الوسطاء، في الأيام الأخيرة، تمسك إسرائيل بالبقاء في محور فيلادلفيا خلال المرحلة الأولى من اتفاق، مع استعدادها للانسحاب بالمرحلة الثانية.

وتابعت أن برنياع نقل هذه الرسالة رغم تصريحات نتنياهو بأن محور فيلادلفيا "يحدد مستقبلنا كاملا".

ونقلت هيئة البث عن مكتب نتنياهو تعليقه "ليس مطلوبا بعد من مجلس الوزراء مناقشة أي جزء من المرحلة الثانية من الصفقة".

ومساء الثلاثاء، نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن مصادر مطلعة على المفاوضات لم تسمها، أن نتنياهو أبلغ الوسطاء إمكانية الانسحاب من محور فيلادلفيا في المرحلة الثانية من اتفاق، لكنه تراجع بهدف "تعطيل الصفقة لأسباب سياسية".

واعتبر نتنياهو، مساء الاثنين، أن تحقيق أهداف الحرب على غزة "يمر عبر محور فيلادلفيا"، وشدد على أن الجيش لن ينسحب منه "على الإطلاق".

ووفق ما أوردته هيئة البث، الأربعاء، فإن "مسؤولين من الدول الوسيطة اتصلوا بمسؤولين إسرائيليين كبار، في الأيام الأخيرة، لتحديد ما إذا كانت توجد مرونة إسرائيلية في المرحلة الأولى من اتفاق، بما في ذلك بشأن محور فيلادلفيا".

وأضافت أن "الولايات المتحدة ومصر وقطر أجرت محادثات مهمة في الأيام الأخيرة لصياغة خطة حل وسط لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن".

وتابعت أن "الوسطاء يعتزمون نشر المخطط علنا، على الأرجح من قبل الرئيس (الأميركي) جو بايدن، بحلول يوم الجمعة".

وأردفت "لذلك، سافر رئيس الموساد إلى الدوحة هذا الأسبوع، ومن المحتمل أن تستمر المحادثات هناك في الأيام المقبلة".

من جهتها، قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، اليوم الأربعاء، إنّ المقترح الأميركي الجديد يتضمن المزيد من التفاصيل بما في ذلك كيفية سير تبادل الأسرى، والتحديات أو المخاطر التي قد تؤدي إلى استمرار القتال حال توقفه بموجب الاتفاق، والوقت الذي سيبقى فيه الجيش الإسرائيلي بمحور فيلادلفيا على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم، إنّ معظم مسودة الصفقة تم الاتفاق عليها، مضيفة أنّ حركة حماس لا تزال الأقل استعداداً لقبولها وأنّ رئيس الحركة يحيى السنوار متردد في التوقيع على اتفاق.

وأفادت بأنّ المقترح الذي سيتم عرضه يمنح الحركة معظم مطالبها، مشيرة إلى  تقديم الجانب الإسرائيلي عدة تنازلات.

واستبعد مسؤولان كبيران في الإدارة الأميركية لـ"وول ستريت جورنال"، انسحاب الولايات المتحدة من محادثات وقف إطلاق النار في غزة "لأنها تريد إنهاء الحرب"، وبحسب ما نقله موقع والاه العبري عن مسؤولين إسرائيليين، فإنّ المقترح الجديد "سيكون صعباً على حركة حماس وعلى إسرائيل".

وكان مستشار اتصالات الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، قد قال، الثلاثاء، إنّ "مقترح صفقة وقف إطلاق النار في غزة، الذي يتم العمل عليه حالياً، والذي يتضمن إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، ينص على أنه يتعين انسحاب الجيش الإسرائيلي من جميع المناطق المكتظة بالسكان"، مضيفاً أنّ التوصل إلى اتفاق "لا يزال ممكناً" رغم الخلاف القائم بين الأطراف بشأن محور فيلادلفيا.

ومساء الثلاثاء، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن الجيش الإسرائيلي حذر الحكومة من أنه دون إبرام اتفاق مع حماس، فإن أي عملية عسكرية واسعة في غزة ستعرض حياة الأسرى الإسرائيليين للخطر.

وتحتجز إسرائيل في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 أسير فلسطيني، وتقدر وجود 101 أسير في غزة، بينما أعلنت حركة حماس مقتل عشرات من الأسرى في غارات إسرائيلية عشوائية.

وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، في وقت سابق، أن انسحاب إسرائيل من محور فيلادلفيا خلال المرحلة الأولى من اتفاق لن يمثل مشكلة أمنية لبلاده.

كما قال رئيس حزب "معسكر الدولة" المعارض بيني غانتس، في تصريح متلفز الثلاثاء، إن هذا المحور "لا يشكل تهديدا وجوديا لإسرائيل، ويمكننا الانسحاب منه والعودة إن اقتضت الضرورة".

وأضاف غانتس، الوزير المستقيل من مجلس الحرب، أن "نتنياهو لن يعيد المختطفين (الأسرى) أحياء" من غزة، وهو "منشغل بالبقاء السياسي".

ويتهم مسؤولون أمنيون والمعارضة وعائلات الأسرى نتنياهو منذ أشهر بعرقلة إبرام اتفاق مع حماس خشية انهيار ائتلافه الحاكم وفقدانه منصبه.

ويهدد وزراء اليمين المتطرف، وبينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها إذا قبلت باتفاق ينهي الحرب.

واندلعت الحرب في غزة في السابع من أكتوبر إثر هجوم غير مسبوق لحركة حماس على جنوب إسرائيل.

وأدى الهجوم إلى مقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، حسب تعداد يستند إلى بيانات رسمية.

وتوعدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس. وتسبّب القصف والعمليات البرية الإسرائيلية على قطاع غزة بمقتل ما لا يقل عن 40819 شخصا، وفقا لوزارة الصحة التابعة لحماس. وتؤكد الأمم المتحدة أن غالبية القتلى من النساء والأطفال.